من هو فاتح الأندلس
الأندلس
الأندلس هي المنطقة المعروفة باسم "إيبيريا الإسلامية" تتألف من الأراضي الممتدة في إسبانيا والبرتغال اليوم، وتمتد من جبل طارق حتَّى جنوب فرنسا، وهي شبه جزيرة، يحدها الماء من ثلاث جهات، وقد فتح العرب المسلمون الأندلس واستقرّوا بها مدة ثمانية قرون، بدأ الفتح سنة 711 ميلادية واستمرَّ حتَّى عام 1492 ميلادية، ثمَّ سقطت الأندلس بيد الفرنجة والإسبان، وقد بنى العرب المسلمون حضارة منقطعة النظير في الأندلس، فشهدت تلك البلاد عصور ازدهار وحضارة بارزة، وهذا المقال سيجيب عن السؤال: من هو فاتح الأندلس؟ وسيسرد حياة فاتح الأندلس كاملة.
من هو فاتح الأندلس
في الإجابة عن السؤال: من هو فاتح الأندلس؟ يمكن القول إنّ فاتح الأندلس هو القائد العسكري المسلم طارق بن زياد النفزي، وهو قائد إسلامي عربي من قادة المسلمين العظماء، أسلم طارق على يد موسى بن نصير والي أفريقيا الذي كان يتبع لمركز الخلافة الأموية في الشرق في دمشق تحديدًا، حيث كان يرجع إلى سلطة الوليد بن عبد الملك في الشام، وطارق بن زياد هو القائد العسكري الذي قاد الجيوش الإسلامية في إيبيريا أو الأندلس، كان طارق بن زياد فارسًا شجاعًا من فرسان الإسلام، وقائدًا عسكريًا محنكًا، وصل طارق بن زياد بجيش المسلمين إلى أقصى المغرب العربي الآن، فاختاره موسى بن نصير لولاية طنجة، فبدأ طارق يرسل العيون ولتقصِّي أخبار الأندلس، وعندما سنحتِ الفرصة لفتح الأندلس أشار موسى على طارق بعبور المضيق باتجاه الأندلس.
وقد فتح طارق بالفعل بلاد الأندلس، وسُمِّي المضيق في تلك المنطقة باسمه بعد عبوره إياه، وقد خاض طارق في الأندلس معارك كثيرة، أبرزها معركة وادي لكة، وبعد فتح مناطق كبيرة من الأندلس ارتحل طارق وموسى بن نصير إلى الشام بأمر من الخليفة الأموي آنذاك، حيث انقطعت أخباره منذ وصوله إلى دمشق، ويشير المؤرخون أنَّه توفِّي سنة 720 ميلادية، والله أعلم. [١]
أصل طارق بن زياد
في الحديث حول نشأة طارق بن زياد فاتح الأندلس، يتّفق المؤرّخون أنّ طارق بن زياد هو مولى موسى بن نصير، وهو صاحب سيرة تاريخية من أنجحِ سيَرِ القادةِ العَسكريين في التاريخ، وقد اخُتلف في أصل طارق بن زياد، فقيل إنَّه من العرب وقيل من البربر وقيل من بلاد فارس، ولكن الراجح إنَّه من العرب، وفيما يأتي بعض آراء المؤرخين في أصل طارق بن زياد: [٢]
- يقول ابن خلكان إنَّ طارق بن زياد عربي من حضرموت من قبائل اسمها قبائل الصدف.
- يقول المؤرخ أبو عبد الله محمد الإدريسي إنَّ طارق من الأمازيغ وذكر أنَّ اسمه الحقيقي هو طارق بن عبد الله بن ونامو الزناتي ولم يذكر أنَّه ابن زياد أبدًا.
- وذكر بعض المؤرخين أيضًا إنَّ طارق بن زياد فارس من همدان، وقال بعضهم إنَّه من أصل بربري وكان مولى لموسى بن نصير، والله أعلم.
أعمال طارق بن زياد
بعدما جاء من إجابة عن سؤال: من هو فاتح الأندلس، والحديث عن أصل طارق بن زياد، لا بدَّ من الإشارة إلى أعمال طارق بن زياد القائد الإسلامي العظيم في حياته، حيث لم يذكر المؤرّخون أعمال هذا القائد قبل أن يصبح أميرًا على برقة، فبدايات نشأته ضائعة ولم تُعرف أبدًا، وبدأ تاريخه بتعيينهِ أميرًا على برقة، ولكنه لم يدم طويلًا في إمارته، فسُرعان ما أصبح قائدًا عسكريًا لجيوش موسى بن نصير، فكان قائدًا عظيمًا انتصر بجيشه انتصارات كبيرة، وتمكن من الوصول بجيشه إلى ساحل المحيط الأطلسي غربًا، فقد استطاع أن يخضع المغرب العربي كاملًا لولاية موسى بن نصير خلال سنوات قليلة، ويذكر المؤرخون إن طارق أخضع المغرب كاملًا إلَّا مدينة سبتة التي كانت تتبع للدولة البيزنطية وكانت تحت حكم قائد اسمه الكونت جوليان، هذا القائد الذي كان يطلب المدد والعون في المواقف الحرجة من مملكة القوط في إسبانيا التي كانت تمده بما يحتاج، وقد حاول موسى وطارق القضاء عليه إلَّا أن شدة مناعة حصونه وقوة جيشه حالت دون ذلك، فرجع طارق بن زياد وموسى بن نصير إلى طنجة، ومن هناك شن المسلمون الغارات على ما يحيط بمدينة سبتة لتشديد الخناق عليها، ولكن السفن القوطية كانت كفيلة بوقوف سبتة دهرًا كاملًا.
وعندما شعر موسى بصعوبة فتح سبتة عيَّن طارق بن زياد واليًا على طنجة وترك معه جيشًا كبيرًا وأمره باغتنام أية فرصة لفتح سبتة، وبعد استلام طارق قرر أن يقيم صداقة مع عدوه جوليان، فراسله وأقام معه هدنة وصداقة لطيفة، وفي هذه الفترة انقلب الحكم في الجانب القوطي في الأندلس، حيث إنَّ رجلًا اسمه لذريق من قادات الجيش القوطي قام بانقلاب على الملك القوطي واستلم الحكم مكانه وقام بالاعتداء على ابنة جوليان، فثار غضب جوليان وطلب المساعدة من طارق بن زياد ضد القوطي الجديد، فكان هذا سببًا من أسباب فتح الأندلس، حيث استشار طارق موسى بن نصير الذي استشار الخليفة الأموي، وبالفعل تم فتح الأندلس على يد طارق بعد معارك كثيرة، ليكون هذا الفتح أبرز أعمال طارق بن زياد في حياته. [٣]
نهاية طارق بن زياد
تذكر الروايات إنَّه بعد أن تم فتح الأندلس على يد طارق بن زياد وبعد أن انتشر المسلمون في مناطق واسعة من الأندلس، استدعى الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك كلًّا من طارق بن زياد وموسى بن نصير عام 95 للهجرة،، وكان السبب هو خلاف حادٌّ وقع بينهما، باستدعائهما لحسم الخلاف، وعندما وصل طارق وموسى إلى طبريا في فلسطين، فأرسل إليهما سليمان بن عبد الملك ولي عهد الوليد بن عبد الملك يطلب منهما أن يتأخرا بدخول دمشق حتَّى وفاة الوليد بن عبد الملك الذي كان على مشارف الموت، ولكنهما دخلا دمشق قبل وفاة الوليد، ثمَ توفِّي الوليد واستلم سليمان الخلافة، فعزل موسى بن نصير وقتل ابنه عبد العزيز بن موسى بن نصير، أمَّا طارق بن زياد فما أن دخل دمشق حتَّى انقطعت أخباره تمامًا، ويذكر المؤرخون إنّ طارق آثر العيش بعيدًا عن الناس وعن السياسة والحروب، حتَّى وافته المنيّة سنة 720 ميلادية، وفيما تَقَدّمَ إجابةٌ موجَزة عن سؤال: من هو فاتح الأندس. [٢]المراجع[+]
- ↑ "طارق بن زياد"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-06-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "طارق بن زياد"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "طارق بن زياد"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-06-2019. بتصرّف.