سؤال وجواب

قصص أطفال مصورة عن الكرم


قصص أطفال مصورة عن الكرم

إنَّ الكرم صفةُ العرب منذ قديم الزمان، إذ كانوا يتفاخرون به فيما بينهم، وأكرَمُ رجلٍ عرفته العرب هو حاتم الطائيّ، فلا يُذكر الكرم إلا ويرافقه هذا الاسم، فالكرم هو أن يُؤثِرَ الشخص غيره عليه في المال والمأكل والمشرب، ونظرًا لأهمية هذه الصفة سيتحدث هذا المقال عن قصص أطفال مصورة عن الكرم.

يُحكى أنَّه وفي قديم الزمان كان هناك امرأةٌ تُدعى أمَّ عبد ولديها ابنة تدعى ميساء كانت أم عبد شديدة البخل شحيحةً، ولو استطاعت أن تختزن الهواء حتى لا يتنفسه الآخرون لفعلت ذلك، امرأةٌ تبلغ من العمر أربعين سنةً أما ميساء تلك الطيبة فكانت تبلغ خمسة عشر عامًا ولا تشبه أمها في شيء بل قد أعطاها الله من صفات الحسن والكمال والكرم ما يتسبب في كثير من الأحيان ببعض المشكلات بينهما فتصمت الفتاة داعيةً إلى الله أن يغيِّر أمها إلى أفضل حال.

وفي ليلةٍ من ليالي الشتاء طُرِق الباب عليهم فهبَّت الفتاة تغيث الطارق فوجدته شابًّا جميل الطلعة فاستأذن بكلُّ أدبٍ طالبًا من الفتاة المأوى لهذه الليلة، رفضت الأم ذلك، لكنَّ الفتاة أصرَّت عليها وذكرتها بثواب إغاثة الملهوف ومساعدة الآخرين وبعد نقاش طويل قبلت الأم، لكنّها غير راضيةٍ في نفسها شرط أن يأتي في اليوم التالي فيسدد لهم أجور إقامته.

كان الشاب تعبًا من أثر السفر فحضَّرت ميساء ما لذَّ من الطعام وأوقدت النار لتدفئه، فسألها: ما الذي يدفعك إلى صنع هذا المعروف معي وأنت لا تعرفين هويتي، فأجابته: إن ديننا يحتِّمُ علينا مساعدة الآخرين والسائلين وهذا من أخلاق أجدادي وشيمهم فلا يجدر بنا أن نتركك خارجًا لذئاب الشتاء، أعجب هذا الشاب كثيرًا بذكائها وأخلاقها الكريمة وحلَّ الصباح وخرج من عندهم وودعهم وشكر الفتاة ووالدتها على جميل صنعهم، ولم يمضِ الكثير من الوقت حتى طُرق بابهم، فإذا هم جنود الملك قد حضروا لأخذ الفتاة وأمّها إليه.

بدأت الأم بالصراخ والابتهالات وما من مجيب، ثمّ دخلوا على الملك فسألهم: من هذا الشاب الذي آويتموه عندكم؟ قالت الأم: أرجوك يا سيدي إنها ابنتي الغبية فهي لا تنفك عن إيواء المشردين، أيتها الحمقاء انظري ما حدث لنا بسبب ضيفك، نظر إليها الملك وقال: إنَّ من أضفتموه عندكم هو ابني وهو يريد الزواج من ابنتك الكريمة، أما أنت فقد حكمت عليك بإطعام رجلٍ جائعٍ كل يومٍ حتى تعتادي الكرم وبالفعل تمَّ هذا وتحولت أم عبد من المرأة البخيلة إلى مطعمة الطعام، كانت هذه الكلمات رسالةً تربويّةً عبر قصص أطفال مصورة عن الكرم، لِيعتَبِروا ويَعلَموا أن الله كريمٌ لا يضيعُ أجرَ المُحسنين.