مقاصد سورة الفلق
محتويات
سورة الفلق
سورة الفلق من السور المكيّة التي أنزلها الله -تعالى- على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مكّة المكرمة، وهي السورة المائة وثلاثة عشر في ترتيب سور القرآن الكريم فهي السورة قبل الأخيرة، تقع في الجزء الثلاثين وتسبقها في ترتيب المصحف الشريف جبريل -عليه السلام- قد رقى النبيّ الكريم ودعا له فشفاه الله، فقد جاء عن أبي سعيدٍ الخدريّ أنّه قال: "أنَّ جبريلَ أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقال: يا محمدُ اشتكيتَ؟ فقال: نعم، قال: بسمِ اللهِ أرقِيكَ من كلِّ شيٍء يُؤذيكَ، من شرِّ كلِّ نفسٍ، أو عينِ حاسدٍ، اللهُ يشفيكَ، بسمِ اللهِ أرقيكَ"[٣]، وعندها نزلت المعوذتان سورة الفلق وسورة الناس، والله أعلم.[٤]
مقاصد سورة الفلق
يأتي المقصد الأول من مقاصد سورة الفلق بحسب ما ورد عن أهل التفسير أنّ الله -جلّ وعلا- أقرّ بأنّه خالق الظواهر الكونية، فقد قال -سبحانه وتعالى- في مطلع سورة الفلق: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}[١]، والفلق هو بزوغ الفجر فقد أمر الله عباده بالاستعاذة بالله خالق الفلق وربّ كلّ ما في الكون.[٥]
ثمّ إنّ الله تابع قوله بأنّ يستعيذ برب الفلق من كل الشرور التي خلقها فقد قال: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ}[٦]، فمن مقاصد سورة الفلق الإقرار بأنّ الله -تعالى- هو خالق الخير والشر، فالشيطان وكلّ من كفر من الجنّ هم من خلق الله وكانوا كلّهم مسلمين له قبل تمرّدهم وعصيانه، ولأنّ الله -تعالى- يعلم شرّ ما يمكن أن يصيبوا المرء به أمر النبيّ الكريم والمسلمين بالتعوذ بالله من شرّ ما خلق.[٥]
ومن مقاصد سورة الفلق أيضًا لفت انتباه المسلمين إلى أنّ الليل إذا سكن فهو يحوي من الشر والمخاطر ما يستوجب الاستعاذة بالله منه وذلك بقوله: {وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ}[٧]، فالغاسق هو الليل وإذا وقب أي إذا هدأ، فعند هدوء الليل تخرج شياطين الإنس والجن لتعيث فسادًا في المجتمع الإسلاميّ ولهذا أمر الله المسلمين بالاستعاذة من هدوء الليل.[٥]
ويتبين من دراسة مقاصد سورة الفلق أنّ الله -جلّ وعلا- أمر بالاستعاذة من النفاثات في العقد وذلك بقوله: {وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ}[٨]، فالنفاثات في العقد هنّ الساحرات اللواتي يعقدن العقد وينفثن فيها حتى ينعقد أبي سعيدٍ الخدري -رضي الله عنه- قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يتعوَّذُ من عينِ الجانِّ ثمَّ أعينِ الإنسِ فلمَّا نزلتِ المعوِّذتانِ أخذَهُما وترَكَ ما سوى ذلِكَ".[١٧]
المراجع[+]
- ^ أ ب سورة الفلق، آية: 01.
- ↑ "سورة الفلق"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-06-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البغوي ، في شرح السنة، عن أبو سعيد الخدري ، الصفحة أو الرقم: 3/181، صحيح.
- ↑ "سبب نزول المعوذتين"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 21-06-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج "دلالات تربوية على سورة الفلق"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-06-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الفلق، آية: 01-02.
- ↑ سورة الفلق، آية: 03.
- ↑ سورة الفلق، آية: 04.
- ↑ سورة الفلق، آية: 05.
- ↑ "كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-06-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح الجامع، عن عقبة بن عامر ، الصفحة أو الرقم: 2593، صحيح.
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح الترمذي، عن عقبة بن عامر ، الصفحة أو الرقم: 2903، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 4439، صحيح.
- ↑ "التحصن بسورة الفلق هل يكفي في الوقاية من السحر"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-06-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم: 5017، صحيح.
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح النسائي ، عن عبدالله بن خبيب ، الصفحة أو الرقم: 5443، حسن.
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح ابن ماجه ، عن أبو سعيد الخدري ، الصفحة أو الرقم: 2846 ، صحيح.