مثال على المفعول به في اللغة
محتويات
تعريف المفعول به
المفعول به في اللغة هو أحدُ المنصوبات، وهو واحدٌ من المفاعيل الخمسة ولعلّه أكثرها استعمالًا، وممّا يُقال في تعريفه أنه الاسم الذي يدل على من وقع عليه فعل الفاعل، يأتي دائمًا في الجملة الفعلية، وحكمه أنه منصوب دائمًا، وعامل النصب فيه هو الفعل المتعدي. تختلف علامة نصب المفعول به حسب حالته إذا كان مفردًا أو مثنى أو جمعًا، ومن الجمل التي تعد مثالًا على المفعول به في اللغة جملة "أقام الخليفةُ العدلَ في المدينة" فكلمة العدلَ مفعول به منصوب وقع عليه فعل الفاعل. [١]
مثال على المفعول به في اللغة
المفعول به من فعل متعدٍّ، وكلمة "القرآن" هي المفعول به، وأيضًا مما ورد في القرآن الكريم: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [٣]، الفعل اهدنا هو فعل متعد ويحتاج مفعولًا به، والمفعول به هو كلمة الصراط.
عُيونُ المَها بَينَ الرُصافَةِ وَالجِسرِ
- جَلَبنَ الهَوى مِن حَيثُ أَدري وَلا أَدري
كلمة "الهوى" في عجز البيت السابق هي المثال على المفعول به، إذ تَقَدّمها فعل متعدٍّ وهو "جلبْنَ" وإعرابها مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر.
أشكال المفعول به
تتعدّد أشكال المفعول به في اللغة العربية، ولكلّ شكل من الأاشكال مثال، بل أكثر من مثال في القرآن والشعر وفصيح الكلام، وهذه الأشكال على تنوعها لا تُخرج المفعول به من كونه منصوبًا، وأشكال المفعول به هي: [٦]
- المفعول به الصريح: وهو الذي لا يحتاج إلى تأويل بل يأتي بلفظه صريحًا، وهو نوعان:
- الاسم الظاهر: يأتي المفعول به صريحًا عندما يكون اسمًا ظاهرًا منصوبًا يدل على من وقع عليه فعل المُعرَب إذ دلّت على من وقع عليه فعل الفاعل.
- الضمير: قد يكون المفعول به صريحًا مبنيًّا على شكل ضمير منفصلٍ من ضمائر النصب المنفصلة، ومثاله قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [٧]، ضمير النصب المنفصل "إياك" هو ضمير مبني في محل نصب مفعول به، وقد يكون المفعول به صريحًا مبنيًّا على شكل ضمير متصل مثل ما ورد في الآية الكريمة: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ} [٨]، الكاف ضمير اتصل بالفعل "ودّع" ودل على من وقع عليه فعل الفاعل فهو ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.
- المفعول به غير الصريح: أي يحتاج إلى تأويل حتى يُعرب مفعولًا به، ويأتي على أشكال:
- المصدر المؤول: وذلك بعد الأحرف المصدرية، ومثاله قوله تعالى: {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ} [٩]، الفعل علم هو فعل متعدٍ، والمفعول به هو المصدر المؤول من "أنّ واسمها وخبرها" وتأويله "علم اللهُ خيانتَكم لأنفسكم".
- جملة مؤولة بمفرد: ومثاله جملة "رأيتك تحافظُ على مبادئكَ" الفعل رأى هو فعل متعدٍ لمفعولين، والمفعول به الأول جاء صريحًا وهو الضمير المتصل الكاف، والمفعول به الثاني هو جملة "تحافظ" وهو مفعول به غير صريح وتأويله "رأيتك محافِظًا على مبادئك".
تقدم المفعول به على الفاعل
التقديم والتأخير في المفعول به كثير، فيجده الدارس يتقدّم على الفاعل تارةً، ويتأخر عنه تارةً أخرى، وأحيانًا قد يتقدم على الفعل والفاعل معًا، أو يتأخر عنهما ولكل هذا أحكام تتراوح ما بين الجائز والواجب وفق شروط محددة، وفي ما يتعلق بتقدم المفعول به على الفاعل فله حكمان: [١٠]
- تقدم المفعول به على الفاعل جوازًا: يجوز في بعض الأحيان أن يتقدم المفعول به على فاعله، والمثال على المفعول به المتقدم على فاعله جوازًا قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ} [١١]، تقدم المفعول به وهو "آلَ فرعون" على الفاعل "النذر" وحكمه أنه جائز.
- تقدم المفعول به على الفاعل وجوبًا: يجب تقديم المفعول به على الفاعل في ثلاثة مواضع:
- إذا كان ضميرًا متصلًا بالفعل وهو "نا" المتصلة بالفعل "شغل" والفاعل "اموالُنا" اسم ظاهر ولذلك تقدم المفعول به على الفاعل وجوبًا.
- إذا كان في الفاعل ضمير يعود على المفعول به: والمثال على المفعول به في هذه الحالة ما ورد في قوله تعالى: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ ۖ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [١٣]، الشاهد في هذه الآية هو كلمة "الظالمين" وهي مفعول به تقدم على فاعله وجوبًا وذلك لأن الفاعل "معذرتُهم" اتصل به ضمير يعود على المفعول به.
- إذا كان الفاعل محصورًا: والمقصود إذا كان في أول الكلام أداة حصر مثل قوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [١٤]، وأداة الحصر في هذه الآية هي "إنما" وأفادت حصر الخوف في الفاعل "العلماء" ولمّا كان الفاعل محصورًا وجب تقديم المفعول به عليه.
المُشبّه بالمفعول به
الصفة المشبهة كما يعلم الدارس تصاغ من الفعل اللازم فهي بناء على ذلك بناء على من حيث المبدأ لا تنصب مفعولًا به، بل ترفع فاعلًا فقط وما مر من مثال على المفعول به في أكثر من موقع يؤكد أنه يحتاج فعلًا متعديًا قبله، والحكم المعروف في النحو أنه إن كان معمول الصفة المُشبَّهة معرفة فحقّه الرفعُ لأنه فاعلٌ لها، نحو "زيدٌ حَسَنٌ عملُهُ" فكلمة "عملُه" هي فاعل للصفة المشبهة "حسنٌ" لكن إذا قُصدت المبالغة تحول الإسناد عن الفاعل إلى ضمير مستتر يعود إلى ما قبل الصفة المشبهة ونُصِب ما كان فاعلًا على أنه مُشبَّه بالمفعول به إذ لا يمكن تسميته مفعولًا به مباشرة لأن الصفة المشبهة قاصرة عن التعدية، ومثاله "زيدٌ حسنٌ خُلُقَهُ" فكلمة "خلقَه" هي مشبّه بالمفعول به منصوب بالفتحة، ويمكن للباحث أن يرد على من يعد كلمة "خلقَه" تمييزًا أنها ليست تمييزًا لأنها معرفة بالإضافة والتمييز لا يأتي إلا نكرة. [١٥]
المراجع[+]
- ↑ "مفعول به"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-06-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة طه، آية: 2.
- ↑ سورة الفاتحة، آية: 6.
- ↑ رواه ابن باز، في الفوائد العلمية من الدروس البازية، عن -، الصفحة أو الرقم: 5/320، أظنه من عمر، موقوفاً وليس مرفوعاً، والرماية جاء فيها أحاديث صحيحة.
- ↑ "عُيونُ المَها بَينَ الرُصافَةِ وَالجِسرِ"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-06-2019.
- ↑ "المفعول به"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 23-06-2019.بتصرّف.
- ↑ سورة الفاتحة، آية: 5.
- ↑ سورة الضحى، آية: 3.
- ↑ سورة البقرة، آية: 187.
- ↑ " إيضاح مسائل العربية على متن الأجرومية 26"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-06-2019.بتصرّف.
- ↑ سورة القمر، آية: 41.
- ↑ سورة الفتح، آية: 11.
- ↑ سورة غافر، آية: 52.
- ↑ سورة فاطر، آية: 28.
- ↑ " المفعول به "، almerja.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-06-2019.بتصرّف.