مقاصد سورة الأعراف

سورة الأعراف
سورة الأعراف هي السورة السابعة بترتيب سور القراَن الكريم، وهي من السبع الطوال والثالثة من حيث الطول، حيث تأتي بعد سورتي البقرة والنساء، عدد آياتها ست ومائتان وتقع بالجزء الثامن، وهي سورة مكية بالإجماع، ترتيبها بالمصحف الشريف بعد سورة الأنعام وقبل سورة الأنفال، من أبرز محاور السورة ذِكر آدم -عليه السلام- وإباء إبليس من السجدة، وذكر قصة أصحاب الأعراف ووصف الأهوال يوم القيامة، بهذا المقال سيتم التعرف على مقاصد سورة الأعراف وفضلها وسبب تسميتها وأبرز القصص المذكورة فيها.[١]
فضل سورة الأعراف
القراَن الكريم يحتوي على الكثير من الفضل بشكل عام وبعض السور لديها فضل خاص، حيث ورد العديد من الأحاديث عن فضل سورة الأعراف، قال النبي -عليه الصلاة والسلام- {مَن أخَذ السَّبْعَ الأُولَ من القرآن، فهو حَبرٌ}[٢] وقال الله تعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}[٣] وقال سعيد بن الجبير أن السبع المثاني هي السبع الطوال في القراَن الكريم وهي سور البقرة آل عمران النساء المائدة الأنعام الأعراف ويونس، وسورة الأعراف كغيرها من سور المصحف الشريف لقارئها الأجر والثواب والاستفادة من ما ذُكر فيها من قصص الأُمم السابقة وتعاليم الحياة، بعد التعرف على الفضائل سيُسلط الضوء على مقاصد سورة الأعراف.[١]
مقاصد سورة الأعراف
مقاصد سورة الأعراف كثيرة وعظيمة ومفيدة ومن أبرزها أصول العقيدة وقضية التوحيد والشرك، ويتبين بالسورة بان الله تعالى أنزل القراَن للتذكير والإنذار به فهو كتاب الحق، ووضحت السورة العظيمة صفات الله عز وجل وشؤون ربوبيته مع الأمر بعبادته لا شريك له، فيما قررت السورة أن خالق الأرض والناس هو الله تعالى وهو الذي يُمكن بالأرض مودعًا فيها خصائص البقاء والحياة والرزق. [١]
ومن مقاصد سورة الأعراف توجيه الأبصار إلى مكنونات الكون وأسراره وبيان سنة الله التي جرت بها مشيئته بالمكذبين، وهي سنة واحدة يأخذ الجبار بها المكذبين بالبأساء والضراء، وذكرت السورة المستهترين، حيث يأخذهم رب الكون بالنعماء والسراح وعند حسبانهم أن الأمور تمضي جِزافًا أخذتهم البغتة وهم غافلون. [١]
تضمنت السورة عقيدة البعث والإعادة في الأخرة، والحساب يوم القيامة، وسؤال الرُسل عن التبليغ وسؤال الأُمم عن إجابة الرسل، وتوضيح لبيان كون الجزاء بالعمل وإقامة أهل الجنة الحُجة على أهل النار، والتنبيه على يوم القيامة كونه يأتي بغتة، وحذرت السورة من الأجل كما قال تعالى {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} [٤]. [١]
ومن مقاصد سورة الأعراف بيان أصول التشريع وبعض قواعد الشرع عامة، حيث بين أن الشارع هو الله تعالى، والتعظيم من شأن التفكر ومعرفة آيات الله وسننه في خلقه وفضله على عباده، كما أمرت بأخذ الزينة عند المساجد والأكل والشرب من الطيبات، والإنكار على من حرام زينة الله عز وجل، قال تعالى {يَا بَنِي آدم خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [٥]. وذكرت مقاصد سورة الأعراف سنة اجتماعية وهي أن الأرض ليست رهن تصرف الملوك والدول بقدرتهم الذاتية بل هي لله سبحانه بمحض مشيئته وحكمته، واختتمت المقاصد بتوجيه المؤمنين إلى الأدب بالاستماع إلى القراَن وأدب ذِكر الله مع التنبيه للمداومة على الذكر. [١]
من هم أهل الأعراف
المكان الذي يقع بين الجنة والنار يسمى الأعراف، وهو عبارة عن سور عالِ يُرى من عليه أهل الجنة وأهل النار، ثم يدخلون بأمر الله -عز وجل- الجنة ولا يدخلون النار، وأرجح أقوال العلماء أن أصحاب الأعراف هم من استوت حسناتهم وسيئاتهم وقال -عز وجل- في وصفهم: {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ*وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ*وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ}[٦] وقال فيهم عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أصحاب الأعراف قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة، وتجاوزت بهم حسناتهم عن النار، فوقفوا هناك حتى يقضي الله في أمرهم ثم يدخلهم الجنة بفضل رحمته، وبأهل الأعراف أقوال كثيرة، حيث قيل أنهم خرجوا في الغزو بغير إذن اَبائهم، فأعتقهم الله من النار لقتلهم في سبيل الله، فيما قيل هم قوم رضي عنهم أحدُ الأبوين دون الأخر، وقيل هم أطفال المُشركين، وقيل هم أولو فضل من المؤمنين علوا على الأعراف، والله تعالى أعلم.[٧]
قصة آدم
ذكر الله تعالى في سورة الأعراف قصص عديدة لأنبياء مع أقوامهم، وممن ذُكر أبا البشرية آدم -عليه السلام- وقصته مع إبليس الذي رفض أمر الله عز وجل عندما قال للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا جميعهم إلا إبليس أبى واستكبر، عاش آدم وحواء في الجنة وأباح الله تعالى لهما خيراتها إلا شجرة واحدة قال لهم لا تقربوا هذه الشجرة، فأغراهما الشيطان بالأكل منها بعد أن أقنعهم بأنها شجرة الخُلد، وبعد أن أكل آدم وحواء من الشجرة بدت لهما سوءاتهما، فكان عقاب الله لهما خروجهما من الجنة وإنزالهم إلى الأرض، وحسب الروايات أن كل منهم نزل في مكان مُختلف على الأرض ولم يلتقيا إلا بعد مئتي عام وتذكُر القصص أنهما تعلما الزراعة وعملا في كسب قوتهما منها، وعلى الأرض تزوجا وكانت حواء تلِد في كل بطن ذكرًا وأنثى.[٨]
وهذه الآيات الكريمة توضح القصة {وَيَا آدم اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ*فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ*وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ*فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ}[٩]المراجع[+]
- ^ أ ب ت ث ج ح "مقاصد سورة الأعراف"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-06-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه عائشة بنت أبي بكر، في صحيح الجامع، عن حسنة الالباني، الصفحة أو الرقم: 5979.
- ↑ سورة الحجر، آية: 87.
- ↑ سورة الأعراف، آية: 34.
- ↑ سورة الأعراف، آية: 31.
- ↑ سورة الأعراف، آية: 46-48.
- ↑ "من هم أصحاب الأعراف ؟ وما مصيرهم في آخر الأمر ؟"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 23-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "آدم"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-06-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعراف، آية: 19-22.