من هي زوجة المعتمد بن عباد
محتويات
المعتمد بن عباد
أبو القاسم محمد بن عباد، ينحدر نسبُه من سلالة النعمان بن المنذر حاكم الحيرة قبل الإسلام، ثالث ملوك بني عباد وآخرهم؛ حكم إشبيلية وقرطبة في عهد ملوك الطوائف وكان أقواهم فكانوا يتقربون إليه بجلب الهدايا، كان مهتمًا بالشعر لدرجة كبيرة، وظهر ذلك فيما نقل عنه من أشعار، وكان من أشهر الشعراء قربًا من المعتمد بن عباد ابن زيدون، وظهر حبّ المعتمد بن عباد الجم لزوجته اعتماد الرميكية بكثرة ذكرها في أبياته، توفّي في منفاه في أغمات بعد سجن أربع سنوات سنة 488هـ.
زوجة المعتمد بن عباد
هي اعتماد الرميكية 448هـ ـ 1095م، جارية رميك بن حجاج والتي قد نسبت إليه، ومن ثم اشتراها أمير إشبيلية المعتمد بن عباد، وكان حسنها سببًا لِأن تكون زوجة المعتمد بن عباد، وبقيت مرافقته حتّى وفاتهما في المنفى في أغمات على يد المرابطين، عرفت بمهارتها في الشعر وسرعة بديهتها في النكات والفكاهة؛ بالإضافة إلى حسنها وجمالها، وكان ذلك سببا في إعجاب المعتمد بن عباد بها وزواجه منها، وممّا اشتهرت به نُكاتها حتى عند البلوى في المنفى حينما قلتا: "لقد هُنَّا هنا". [١]
في يوم من الأيام كان الأمير المعتمد بن عباد يتنزّه مع أحد شعرائه في أحد متنزهات إشبيلية، فقال المعتمد شطرًا: "صنَعَ الرّيحُ من الماءِ زَرَدْ" وطلب من الشاعر الذي معه إكمال البيت، لكن بديهة الشاعر لم تسعفه بالرد على المعتمد بن عباد، فردّت عليه إحدى الجاريات وكانت تغسل الملابس في النهر: "أيُّ درعٍ لقتالٍ لَو جَمَدْ" فأعجب المعتمد بن عباد من سرعة بديهتها؛ وفتنه حسنها فسأل عنها فقيل له: هي جارية لرميك، فاشتراها منه ثم تزوجها، فكانت أحب زوجاته إليه وأقربهن لقلبه، وقد كان لقب المعتمد "المؤيّد بالله" فغيّره إلى "المعتمد على الله" تيمُّنًا باعتماد وحبًّا لها، ويُذكر أنّه قال بها: [١]
حبُّ اعتماد في الجوانحِ ساكنٌ
- لا القلبُ ضاقَ به ولا هو راحلُ
أثر الحب بين المعتمد واعتماد على حكمه
عاش المسلمون في الأندلس حالة ضعف ومَهانة لم يبلغوها من قبل، وذلك في تفرقهم وانقسامهم، وذلك ما سمّي بحكم الطوائف، ولكن هذا لم يُثْنِ المعتمد عن حبّه وتعلّقه باعتماد؛ حتى أنّه كان يبذل لها ما تريد بكلّ شغف، وقد أغدق الكثير من الأموال إرضاءً لرغباتها، ما أثار سخط علماء ووجهاء إشبيلية. [٢]
حاصر ألفونسو السادس إشبيلية ستّة أشهر، وما استطاع المعتمد فِعلَ شيء من شدّة ضعف دول ملوك الطوائف حينها، حتى أتى يوم استفز فيه ألفونسو المعتمد بإرساله له رسالة نصُّها: "إنّ ذبابَ إشبيلية قد أذاني فأرسل لي مراوح كي أتروّح بها" فعزّتْ عليه نفسُه فردَّ عليه: "سأرسلُ لك مراوحَ من المرابطين" فترك ألفونسو حصار إشبيلية، وجهّز لقتال المسلمين، وكان المعتمد قد بعث برسالة استنجاد بيوسف بن تاشفين فالتقى الجيشان في معركة الزلاقة؛ وانتصر فيها جيش المرابطين مع جيش المعتمد على ألفونسو السادس. [٢]