فضل سورة يس للزواج
محتويات
سورة يس
تُعدُّ سورة يس المباركة سورة من السور المكية التي أنزلها الله تعالى على رسوله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في مكة المكرمة، واستثنيتْ من آياتها الآية الخامسة والأربعون فهي مدنية نزلتْ في المدينة المنورة، وتعتبر سورة يس من سور المثاني، يبلغ عدد آياتها ثلاث وثمانين آية، وهي السورة السادسة والثلاثون في ترتيب سور المصحف الشريف، حيث تقع سورة يس في الجزء الثالث والعشرين والحزب الخامس والأربعين، نزلتْ سورة يس بعد أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: "كانَت بنو سلَمةَ في ناحيةِ المدينةِ فأرادوا النُّقلةَ إلى قُربِ المسجدِ فنزلت هذِهِ الآيةَ: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ}[٢]، فقالَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ-: إنَّ آثارَكُم تُكْتبُ فلا تنتَقِلوا"[٣]، والله أعلم.[٤]
ووردَ في سبب نزول الآيات من 77 حتَّى 83 في سورة يس، عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: "جاء العاص بن وائل إلى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بعظمٍ رميمٍ بالٍ، فأخذ يفتته بيده ويقول : يا محمد أيحيي الله هذا بعد ما أرى؟ وفي رواية بعد ما رمَّ وبلى؟ قال: نعم يبعث الله هذا ثم يميتك ثم يحييك ثم يدخلك نار جهنم، فنزلت الآيات: {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ * وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ ۖ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ * الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ * أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم ۚ بَلَىٰ وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ * إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}[٥]، والله أعلم.[٦]
فضل سورة يس للزواج
تنتشر بين الناس البدع التي لا تستندُ على أدلة شرعية صريحة، وتكثير فيما بينهم المعتقدات الخاطئة والأحكام التي ليس لها أساس من الصحة، ومنها فضل سورة يس للزواج حيث يعتقد كثير من الناس إنَّ قراءة سورة يس يعتبر من الأمور التي تيسِّر الزواج على الإنسان، وهذا مما لا أساس له ولا حديث يستند عليه أبدًا، فسورة يس بشكل عام جاء في فضلها عدد من الأحاديث الموضوعة والضعيفة ولم يقف أهل العلم على أي حديث صحيح يدلُّ على فضل سورة يس للزواج أو غيره، وإنَّما فضلها كفضل سائر كتاب الله تعالى، فقراءتها توجب الأجر بناءً على الحديث الذي رواه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللَّهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ"[٧]، وتجب الإشارة أخيرًا إلى أنَّ الإنسان المسلم إذا أراد الزواج بنيَّةٍ صادقة فعليه أن يكثر من الدعاء وأن يلحَّ على الله تعالى بالدعاء، والله تعالى سميع قريب مجيب للدعوات، والله تعالى أعلم.[٨]
الأحاديث الضعيفة في فضل سورة يس
بعد ما جاء من حديث عن فضل سورة يس للزواج، جدير بالذكر إنَّ أهل العلم لم يقفوا على حديث صحيح عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يبيِّن فضل سورة يس دون غيرها من سور الكتاب الحكيم، وإنَّما ما جاء بعض الأحاديث النبوية الضعيفة والموضوعة، وهي أحاديث تذكر للتعريف بها خوفًا من تداولها على أساس الصِّحَّة، وفيما يأتي بعض ما ورد في سورة يس من هذه الأحاديث:[٩]
- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "إنِّي فرضتُ على أمتي قراءةَ يس كلَّ ليلةٍ فمن داوَمَ على قراءتِها كلَّ ليلةٍ ثم ماتَ ماتَ شهيدًا"[١٠].
- وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "مَنْ قَرَأَ سُورَةَ يس في لَيلةٍ أصْبَحَ مَغفُورًا له"[١١].
- وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: "مَن دخلَ المقابرَ فقرأَ سورةَ يس خفَّفَ عنهُم يومَئذٍ، وكان لهُ بِعَددِ مَن فيها حَسناتٌ"[١٢].
- وروى أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- قولَه: "إنَّ لكلِّ شَيءٍ قلبًا، وقلبُ القرآنِ يس، ومَن قرأَ يس؛ كَتبَ اللهُ لهُ بِقراءتِها قِراءةَ القُرآنِ عشرَ مرَّاتٍ دونَ يس"[١٣].
سبب تسمية سورة يس
في نهاية الحديث عن فضل سورة يس للزواج وسبب نزولها والأحاديث الضعيفة الواردة عنها، جدير بالذكر إنَّ سبب تسمية هذه السورة يشبه سبب تسمية سورة ق وسورة ص، فسورة ق بدأها الله تعالى بقوله: {ق ۚ وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِْ}[١٤]، ولذلك سُمِّيت باسم ما افتُتِحَتْ به، وسورة ص كذلك الأمر، قال الله تعالى في مطلعها: {ص ۚ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ}[١٥]، وسورة يس سُمِّيت بهذا الاسم تيمنًا بمطلعها، قال تعالى: {يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ}[١٦]، كما وردَ أنَّ سورة يس سُمّيت بسورة حبيب النجار لأنَّها تناولتْ في آياتها قصته، والله تعالى أعلم.[١٧]المراجع[+]
- ↑ سورة يس، آية: 1.
- ↑ سورة يس، آية: 12.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 3226، صحيح.
- ↑ "أسباب النزول سورة يس"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-06-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة يس، آية: 77-83.
- ↑ "سورة يس"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-06-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2910، صحيح.
- ↑ "قراءة سورة يس لتيسير الزواج من شخص معين"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "فضل سورة يس"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 26-06-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في السلسلة الضعيفة، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6844، موضوع.
- ↑ رواه الألباني، في ضعيف الترغيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 978، ضعيف.
- ↑ رواه الألباني، في السلسلة الضعيفة، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1246، موضوع.
- ↑ رواه الألباني، في ضعيف الترغيب، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 885، موضوع.
- ↑ سورة ق، آية: 1.
- ↑ سورة ص، آية: 1.
- ↑ سورة يس، آية: 1-2.
- ↑ "سورة يس"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-06-2019. بتصرّف.