سؤال وجواب

تعريف الحضارة


الحضارات

تتنوّع الحضارات على مرّ التاريخ في أشكالها وأنواعها، فمنها المنغلِق على نفسه كحضارة الهنود الحمر وربما القبائل الأفريقية كذلك، حيث يكون أهلها من ذوي عِرق واحد [١]، وهناك الحضارات التعارفية التي تضمّ مختلف الأعراق والأديان والألوان من الناس، وربّما مختلف اللغات كذلك [٢]، وإذا ما نُظر من منظور آخر فإنه يمكن إضافة نوع آخر للحضارات كالحضارات التصادميّة، فهو نوع يكون السلوك فيه أو الصفة هي المتسبّبة بالتسمية، فقد تكون حضارة تعارفية بمضمون الأفراد فيها، وهي في الوقت نفسه متصادمة مع حضارات أخرى، أو أن يكون التصادم داخليًّا بين أهل معتقدين مختلفين أو لونين مختلفين، وإنّ تعدُّد أنواع الحضارات وأشكالها وتقسيماتها التي تتعدد كذلك باختلاف وجهات النظر، يحثُّ بدوره على البحث في تعريف الحضارة نفسها للوصول إلى مفهومها بشكل أوضح. [٣]

تعريف الحضارة

حيث إنّ الكلمة مستحدثة وليس لها وجود في القواميس القديمة، فقد اختلف المفسّرون والمفكّرون والعلماء حتّى المسلمين منهم في تعريف الحضارة، وقد ذُكر معناها في لسان العرب على أنها عكس البداوة، أي بسّطت لدرجة أن جعلت تشمل كل من لا يعيش في البادية فقط [٤]، وإذا ما أريد التضييق أكثر فهناك التعريف يقول بأنّ الحضارة: هي التقدّم الروحي والمادي للأفراد والمجتمع على السواء، وجاء بعض المفكرين المسلمين بتعريف الحضارة فقالوا: هي نسق من الحياة متكامل يتسربل بعدة مظاهر مادية وحضارية وأخلاقية، يظاهر بعضها بعضًا، فتكون في مجموعها نسقًا مطّردًا من سلوك الإنسان تجاه نفسه وتجاه الطبيعة والكون. [٥].

حتّى لا يطول الحديث في ذكر التعاريف المتعدّدة للحضارة، والتي تعكس هذا الاختلاف بين المفكرين والمفسرين، حيث إنّ النظرة البسيطة لهذا الاختلاف يبين الأجزاء الواضحة التي يمكن أن تتوافق وتكمل بعضها البعض لتصل بدورها لتعريف الحضارة بالشكل الأقرب، وهي تحقيق التطور والنموّ الأمثل في الجوانب المادية أولًا والشؤون المعنويّة، كالدين والأخلاق والروح ثانيًا. [٥]

الحضارة الإسلامية وسماتها

تتجه الحياة البشرية دائمًا نحو التطور والتجديد؛ حتى تلبّي الحاجات والضروريّات، حتّى الكماليات، إذ إنّ هذه هي الفطرة التي أوجدها الله فينا، لذلك جاءت الشريعة الإسلامية مواكبة للحضارة ومنفتحة عليها، ولم تستطِع الحضارة رغم كل تقدمها حتى في زمننا الحالي من أن تُعجز الشريعة، وبقيت الشريعة قادرة على التحليل والتحريم والاحتواء الكامل دون التقصير من جانب التعليل وإبداء الحكمة والأسباب، ولا عجب من ذلك إذ إنّ القرآن الكريم والسنة النبوية هما أول مصادر التشريع، ثم الإجماع الذي لا يكاد أن يفلت منه شيء، فضلًا عن القياس وغير ذلك، وبهذا استطاعت الشريعة الإسلامية تغطية الجوانب الدينية والاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية والعلمية والسياسية، دون أن تقصّر في الكماليات التي يسعى إليها الإنسان لتحقيق السّعادة فحسب. [٦]

المراجع[+]

  1. "الحضارات المنغلقة"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-06-2019. بتصرّف.
  2. "الحضارات التعارفية"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-06-2019. بتصرّف.
  3. "الحضارات التصادمية"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-06-2019. بتصرّف.
  4. "مفهوم الحضارة"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-06-2019. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "حول مفهوم الحضارة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-06-2019. بتصرّف.
  6. "مفهوم الحضارة كما يصورها القرآن"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-06-2019. بتصرّف.