قصة الركن اليماني
أركان الكعبة المشرّفة
للكعبة المشرّفة أربعة أركان، سمّيت بحسب الاتّجاهات الأربعة تارة، وباعتبار خصوصيّة فيها تارة أخرى، وأوّلها، الرّكن الشّرقي أو الأسود: وهو الرّكن الذي وضع فيه الحجر الأسود، ويقع باتّجاه الشّرق، وجانب باب الكعبة، ومقابل بئر زمزم، وثانيها، الرّكن الشّمالي، أو العراقي: ويقع باتّجاه الشّرق، واتّجاه العراق وعلى الجانب الشّرقيّ من حجر إسماعيل –عليه السّلام- يلي الرّكن الشّرقي باتّجاه الطّواف، وثالثها، الرّكن الغربيّ أو الشّامي: وهو باتّجاه الشّام، ويقع على الجانب الغربي من حجر إسماعيل، يلي الرّكن الشّمالي باتّجاه الطّواف، ورابعها، الرّكن الجنوبيّ أو اليمانيّ: وهو باتّجاه الجنوب واليمن، ويسمّى أيضًا "المستجار"، يلي الرّكن الغربيّ أو الشّاميّ باتّجاه الطّواف، وهو على موازاة مع ركن الحجر الأسود.[١] وبعد هذه المقدّمة، فما قصة الركن اليماني
قصة الركن اليماني
فالكعبة المشرّفة لها أربعة أركان: ركن الحجر الأسود، وبمحاذاته يبدأ الطّواف وينتهي، والرّكن الشّمالي، والرّكن الشّاميّ، والركن اليماني، ووأمّا قصة الركن اليماني فقد سمّي يمانيًا لأنّه عن يمين الكعبة ومقابل اليمن في الجنوب، وفي الرّكن اليمانيّ حجر يعود تاريخه إلى بناء عبد الله بن الزّبير –رضي الله تعالى عنه- للكعبة، وما زال حتى هذا اليوم، وقد حوفظ عليه عند كلّ هدم وبناء وقع على الكعبة، وفي عهد السلطان مراد الرّابع عام ألفٍ وأربعين للهجرة -وكان آخر مجدّد للكعبة- انكسر طرف حجر الرّكن اليمانيّ، فأمر السلطان بإصلاحه على الوجه الأمثل، فوضع مكان الكسر الرّصاص المذاب، وتمّ إلصاقه، وقد سبق ذلك في عهد الفاطميين إلصاق قطع الرّكن المتكسّرة وتسميرها.[٢]
فضل استلام الركن اليمانيّ أثناء الطّوف
بعد معرفة قصّة الركن اليماني، فلا بدّ من معرفة فضل استلامه من قبل الطّائفين، فلاستلام الرّكن اليمانيّ والحجر الأسود أثناء الطّواف فضل عظيم لفعل النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وصحابته من بعده -رضوان الله عليهم أجمعين- فعلى الطّائف وفي كلّ شوط من أشواط الطّواف أن يستلم الرّكن اليماني بيده، ولكن دون تكبير أو تقبيل خلافًا للحجر الأسود الذي كلّما استلمه قبّله وكبّر، وإن لم يستطع استلام الرّكن اليماني فلا يشير إليه، لأنّه لم يرد عن النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- ذلك. والدّليل على فضل الاستلام قول النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: "إنّ مسحَ الحجرِ الأسودِ والرّكنِ اليمانيّ يحطّانِ الخطايا حطًّا"،[٣]وأنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- "كانَ إذا طافَ بالبيتِ استلمَ الحجرَ والرّكنَ في كلِّ طوافٍ"،[٤]ويندب أن يقول بين الرّكن اليمانيّ والحجر الأسود: "رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"،[٥]لفعل النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حيث كان يدعو بين الرّكنين بهذا الدّعاء، ولا يندب للطّائف استلام الرّكن العراقيّ، ولا الشّاميّ، لعدم فعل النّبيّ صلى الله عليه وسلم لذلك أو قوله بذلك.[٦]المراجع[+]
- ↑ "الكعبة المشرّفة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 25-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "الركن اليماني"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 25-06-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 2432، صحيح.
- ↑ رواه محمد جار الله الصعدي ، في النوافح العطرة، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 238، صحيح.
- ↑ رواه ابن الملقن، في تحفة المحتاج، عن عبدالله بن السائب، الصفحة أو الرقم: 2/172، صحيح أو حسن.
- ↑ "فضل استلام الحجر الأسود والركن اليماني"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-06-2019. بتصرّف.