سؤال وجواب

بحث عن أهمية الوقت


بحث عن أهمية الوقت

الوقت كالسيف إن لم تقطعْه قطعك، الوقت هو المال، إذ لا يمكن أن ترجع عقارب الساعة إلى الخلف ولا يمكنك أن تستعاد دقيقة من الوقت، كل الجمل السابقة تدل بقوة على أهمية الوقت في حياة الإنسان، وقد دعا الإسلام ودعت كافة الشرائع السماوية إلى احترام الوقت، واحترام العمل كذلك، ولا يمكن الفصل بين أهمية العمل والمثابرة وأهمية الوقت، فكثيرًا ما يُلاحظ أن الأشخاص الحريصين على عملهم وعلمهم وإنتاجهم في الحياة يقدرون قيمة الوقت والعمل.

على العكس من الأشخاص الكسالى الذين يقضون حياتهم في التذمر من الحياة، دون التفات إلى أن الدقائق التي تضيع من وقتهم هي في الحقيقة تمضي من عمرهم وبإمكانهم فعل أي عمل يعود عليهم بالفائدة العلمية والعملية والصحية والنفسية، بدلًا من قضاء الوقت في التذمر والشكوى، وشحن أنفسهم ومن حولهم بالطاقة السلبية، ونقل شعور الكسل والبؤس إلى من يجلس معهم أو يستمع إليهم.

وفي الآونة الأخيرة كثُرَ الحديث عن أهمية الوقت، وأصبحت هناك مجموعة من الدوارت عن كيفية إدارة الوقت، وكيفية تنظيم الأولويات في الحياة، وكيفية تقسيم الوقت بشكل منظم كي يؤدي الإنسان المهامّ كافّة التي ينوي فعلها في يومه، لأن ازدحام الأفكار في العقل دون تنظيمها أو كتابتها قد يؤدي إلى تشتت الشخص وعدم تركيزه، فإما أن يشعر بالفوضى لسوء تنظيمه للوقت، أو يؤجل أعماله ليجدها أمامه متراكمة فوق بعضها بعضًا ممّا يعطيه شعورًا سلبيًا قد يصل إلى الإحباط في بعض الأحيان.

والوقت كنز ثمين يجب تقديره، ومعرفة قيمته؛ فإذا استُغِلّ بالطريقة المثلى فستُدركُ الكثيرُ من فوائده التي لا تحصى ولا تعدّ، فاستغلال الوقت في العمل النافع أو الوظيفة يدرّ المال الذي تعتمد عليه حياة الإنسان بشكل رئيس، فبِهِ تحصيلُ القوت والمسكن والملبس، والوقت الذي يُستَغلّ في القراءة والكتابة يعينُ على تلقي العلم والمعرفة التي تساعد على فهم الحياة ومتطلباتها وحل مشاكلها والتعامل معها بسهولة ويسر، وهذا هو المعنى الحقيقي لجملة "الوقت مال"، والوقت إذا أهمِلَ استثمارُه تحول إلى فراغ قاتل، ثم يصبح هذا الفراغ سببًا في العديد من المشكلات مثل المشكلات الصحية والنفسية، والفراغ مفسدة للإنسان، لقلبه وعقله وروحه؛ لأن الإنسان الفارغ سيصبح فريسة للأفكار السلبية، تنهشه دون أن يعلم وتهدر طاقته في أمور لا تسمن ولا تغني من جوع.

ورغم أهمية الوقت وقيمته في حياة الإنسان، إلا أن كثيرًا من الناس لا يقدرونه ويتركون ساعات وأيامًا وسنواتٍ تمضي دون أن يضيفوا شيئًا لأنفسهم على الصعيد النفسي أو الصحي أو المادي والاجتماعي، ويجدر بالوالديْن تربية أولادهم على تنظيم الوقت، وتدريبهم على تحديد أولوياتهم، حتى يتمكّنوا من صناعة مستقبل واضح، ويبتعدوا عن هدر أوقاتهم التي هي في الحقيقة أعمارهم. وفيما تقدّم بحث عن أهمية الوقت وبيان أهميّته وثماره.