تاريخ المماليك
محتويات
أصول المماليك
هم الرقيق الذين تنحدر أصولهم من بلاد ما وراء النهر، وقد كان دخولهم على جسم الدولة الإسلامية على شكل عبيد يدخلون في خدمة الملوك والسلاطين، وهناك ارتباط وثيق بين تاريخ الأيوبيين وبين تاريخ المماليك العسكريّ، وكانت أصول معظم المماليك تركية تغلغلوا في جسم الدولة الإسلامية عن طريق بيعهم إلى الحكام أو عن طريق الأسر في الحروب، وفي معظم الأحيان كان يتم جلبهم وهم صغار السن حتى تتم تربيتهم على الولاء المُطلق للسلطان، ويجدر الحديث أن المماليك لم يتم التعامل معهم بقسوة من طرف الأيوبيين، وقد كان المملوكي يتلقى تعليمه ويتربى على القرآن الكريم وتعلّم اللغة العربية، سيبدأ تاريخ المماليك وله ارتباط وثيق بالملك الصالح نجم الدين أيوب الذي اعتمد عليهم في دولته.[١]
الصالح نجم الدين أيوب والمماليك
أسس صلاح الدين الأيوبي الدولة الأيوبية بعد صراع طويل مع الفاطميين، وكان يحارب في مصر هذه الدولة باسم الخلافة العباسية، وقد أعلن نفسه ملكًا على بلاد الشام ومصر عام 570 هـ، وكان ذلك بموافقة من الخليفة العباسي، وبدأ الناصر صلاح الدين الأيوبي ينظم أمور الدولة، وكان له صراعات ولقاءات عسكرية متعددة مع الصليبين أبرزها في موقعة حطين التي انتصر بها، كان لصلاح الدين الأيوبي اسهامات متعددة في سبيل تثبيت دولته، وقد قام بإنشاء العديد من المدارس والمستشفيات[٢]، وقد توفي الناصر صلاح الدين الأيوبي عام 589 هـ، وكان قد قسم الدولة بين أبنائه قبيل وفاته، حتى تستمر الدولة الأيوبية ويحكم الصالح نجم الدين أيوب آخر حكام الدولة الأيوبية ليبدأ تاريخ الممالك الفعلي وتتأسس دولتهم.[٣]
حكم الصالح نجم الدين أيوب في مصر وكان له عدة انتصارات على الصليبين، وكان الصالح نجم الدين أيوب يعتمد على المماليك في حكمه فقد أدخلهم الجيش وعيّنهم في أكبر المناصب، وهكذا ارتبط تاريخ الأيوبيين بالمماليك، وفي نهاية حياة الصالح نجم الدين أيوب واجه الصليبين مرة أخرى وكان جيشه بقيادة القائد المملوكي ركن الدين بيبر، لكن الصالح نجم الدين أيوب توفي قبل أن يقضي على الصليبين وفي هذه الأثناء لم يُذاع خبر وفاته خوفًا من تفرّق الجيش، وقد لعبت زوجة الصالح نجم الدين أيوب شجر الدر دورًا بارزًا في هذا الأمر، لأن زوجة الصالح نجم الدين أيوب أخفت أمر وفاة الصالح نجم الدين أيوب حتى يأتي توران شاه ابن الصالح ويحكم الدولة من بعد أبيه، وبالفعل تم النصر على الصليبين وجاء توران شاه ليحكم الدولة الأيوبية ومن هنا يبدأ تاريخ الممالك.[٤]
تاريخ المماليك
ارتبط تاريخ المماليك بالدولة الأيوبية لأنها شكلت امتداد للحكم بعد الدولة الأيوبية، في عام 647 هـ انتصر الأيوبيين بفضل قوة العساكر المماليك على الحملة الصليبية التي هددت ومصر، وفي هذه الأثناء كانت وفاة الملك الصالح نجم الدين أيوب، وقد حكم توران شاه ابن الصالح مدة قصيرة وقضي عليه من قبل المماليك لأنه استبدّ بالحكم، وقام المماليك بتعيين زوجة الملك الصالح شجر الدر بمنصب السلطنة حتى تتولى تسيير شؤون الدولة، والجدير بالذكر أن شجر الدر هي جارية تركية جلبها الصالح نجم الدين أيوب من ثم تزوجها، وقد سيّرت شجر الدر البلاد لكن الخلافة العباسية رفضت أن تتولى الحكم امرأة، وبذكاء من شجر الدر تنازلت عن حكمها الذي امتد ما يقارب الثلاث أشهر لأحد قادة المماليك وهو عز الدين أيبك زوجها الذي لُقّب بالملك المُعزّ.[٥]
العلاقة بين المماليك والمغول
التقى المماليك مع المغول في الخلافة العباسية على يد المغول، فقد كان الخليفة المُستعصم بالله آخر خلفاء الدولة العباسية في الفترة التي تعرضت فيها الدولة للغزو المغولي، وقد أسقط المغول بغداد عام 656 هـ[٦]، وكانت نية المغول السيطرة على بلاد الشام ومصر أيضًا، وبعد توجههم نحو بلاد الشام تنبه المماليك لهذا الأمر وكانت معركة عين جالوت البارزة في تاريخ المماليك، وقد بعث المغول رسائل التهديد إلى المماليك لكن السلطان المملوكي قطز رد على هذه الرسائل بتوجيه الجيش المملوكي لمواجهة المغول، وكان يقود الجيش المملوكي القائد بيبرس، وكانت المعركة في منطقة عين جالوت في فلسطين، وانتصر المماليك على المغول في معركة عين جالوت عام 658 هـ، وكانت معركة عين جالوت التي دارت في شهر رمضان بمثابة نصر كبير وحد بلاد الشام ومصر تحت سيطرة المماليك.[٧]
نهاية حكم المماليك
جاءت نهاية تاريخ المماليك على يد العثمانيين في معركة مرج دابق ومعركة الريدانية، جاء السلطان سليم الأول لمواجهة المماليك في بلاد الشام في معركة حاسمة أفقدت المماليك حكمهم في بلاد الشام وهي معركة مرج دابق عام 922 هـ، ومرج دابق هي قرية تقع في حلب دارت فيها المعركة بين العثمانيين والمماليك، وكان يقود الجيش العثماني السلطان سليم الأول، ويقود الجيش المملوكي السلطان قانصوه الغوري، وانتهت المعركة بانتصار كاسح للعثمانيين سيطروا بعدها على بلاد الشام[٨]، وجاءت معركة الريدانية المعركة الأخيرة في تاريخ المماليك في عام 922 هـ، وقد وصلت الجيوش العثمانية إلى مصر، والتقى الجيش العثماني والجيش المملوكي الذي كان يقوده طومان باي في حي العباسية في القاهرة، وقد انتصر الجيش العثماني على الجيش المملوكي وبهذا انتهت الدولة المملوكية، وقد شكلت معركة مرج دابق ومعركة الريدانية حدث فاصل في تاريخ المماليك.[٩]المراجع[+]
- ↑ "نشأة المماليك"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-06-2019. بتصرّف.
- ↑ د. قاسم عبده، د. علي السيد (1996)، الأيوبيين والمماليك (الطبعة الثانية)، مصر: عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، صفحة 40-57. بتصرّف.
- ↑ "صلاح الدين الأيوبي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 24-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "الصالح نجم الدين أيوب"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-06-2019. بتصرّف.
- ↑ د. فاسم عبده، د. علي السيد (1996)، الأايوبيين والمماليك (الطبعة الثانية)، مصر: عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، صفحة 125-127-128-129. بتصرّف.
- ↑ "سقوط بغداد ونهاية الدولة العباسية"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "معركة عين جالوت"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "معركة مرج دابق"، دislamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "معركة الريدانية"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-06-2019. بتصرّف.