سؤال وجواب

مقاصد سورة فاطر


سور القرآن الكريم

يُقسم القرآن الكريم إلى مئة وأربع عشرة سورة قرآنية، أوَّلها سورة الفاتحة وآخرها سورة الفرقان وقبل سورة مريم، يبلغ عدد آيات سورة فاطر خمس وأربعين آية، وقد بدأت بالحمد، والحمد أسلوب من أساليب الثناء، قال تعالى في مطلع سورة فاطر: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۚ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}،[١]والله تعالى أعلم.[٢].

بيان تسمية سورة فاطر

قبل الحديث عن مقاصد سورة فاطر، سُمِّيت سورة فاطر بهذا الاسم لورود اسم فاطر في بداية السورة، قال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۚ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}،[١]وجدير بالذكر إنَّ سورة فاطر جاءت في صحيح البخاري وفي كتاب جامع الترمذي باسم سورة الملائكة، وأورد السيوطي في كتابه الإتقان كلا الاسمين، أمَا تسميتها بسورة الملائكة فقد جاءت بسبب وصف الملائكة في أوائل سورة فاطر، وقال القاسمي في تسمية سورة فاطر باسم الملائكة: "سُمِّيتْ بذلك لما جاء فيها من خلق الملائكة، وجعلهم ذوي أجنحة متنوِّعة في العدد، الدَّال على عجيب صنعِهِ تعالى وباهر قدرتِهِ"، والله تعالى أعلم.[٢]

مقاصد سورة فاطر

تختلف مقاصد سورة فاطر وتتنوع تبعًا لطول هذه السورة المباركة وطول آياتها، ولحصر مقاصد سورة فاطر وفقًا لتسلسلها يمكن تقسم آيات هذه السورة المباركة وسرد مقصد كلِّ قسم من أقسامها على حدة، وهذا لتسهيل الوصول إلى مضمون السورة الحقيقيِّ، وفيما يأتي مقاصد سورة فاطر مرتبة بحسب ترتيب آيات هذه السورة:

مقاصد سورة فاطر من الآية 1 حتَّى 18

تبدأ سورة فاطر بالحمد والثناء على من خلق الأرضَ والسَّماء والملائكة، وجعل الملائكة رُسلًا بين المساء والأرض، هو من يعطي الناسَ من فضله ولا يستطيع أحدٌ أن يمنعَ فضلَهُ، ثمَّ تنتقل الآيات لمواساة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- والتخفيف عنه الآلام والمتاعب ومسح النصب عن جبينه بسبب تكذيب أهل قريش له بشكل مستمرٍّ، ثمَّ تحذِّر الآيات في سورة فاطر من السعي وراء شهوات الدنيا ونعيمها الزائل، وتحذر من اتباع سُبل الشيطان فهو يُبعد العبد عن ربه، ثمَّ توضِّح الآيات مصير أهل الكفر والعصيان وتطلب من رسول الله ألَّا يحزن على مصيرهم، فقد اختاروا هذا المصير بأيديهم، ثمَّ تشرح قدرة الله تعالى وتصوِّر مظاهر عظته وقوَّته، كإرسال الرياح وإنزال المطر وإحياء الأرض الميتة، ثمَّ تذكر قدرة الله تعالى على الخلق، فالله تعالى خلق الإنسان من تراب وخلق نسل البشر من نطفة لا تُذكر، وتبين الآيات أيضًا علم الله تعالى، فهو الذي يعلم ما تحمل الأرحام وما تلد الأنثى ويعلم آجال الناس وأحوالهم، سبحانه وتعالى الحكيم العليم، وتتابع الآيات سرد قدرة الله تعالى، فهو الذي خلق الماء عذبًا ومالحًا، وهو الذي خلق الليل والنهار وسخَّر الشمس والقمر، ثمَّ تتعجب الآيات من أنَّ الإنسان يرى كلَّ هذه الحقائق الدالة على عظمة هذا الخالق، ويشرك بالله ويعبد غير الله تعالى من الآلهة الزائفة التي لا تملك لنفسها ضرًّا ولا نفعًا.[٣]

مقاصد سورة فاطر من الآية 19 حتَّى 45

تشبِّه هذه الآيات أهل الكفر بالعميان وأهل الإيمان بالمبصرين، فأهل الكفر تائهون لا يعرفون دليلًا في ظلمات الطغيان والكفر، بينَما أهل الإيمان في نور من الله تعالى ينعمون، ثمَ تؤكد الآيات أنَّ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- هو نبي الله تعالى ورسوله إلى الناس بالحق، كي يبشِّر المؤمنين بالجنات ويحذر من النار، وتؤكد الآيات على أنَّ جميع الأمم السابقة جاءهم نذير من الله تعالى، ثم تنتقل الآيات إلى الحديث عن قدرة الله تعالى من جديد، وتؤكد على أنَّ العلم والمعرفة سبيل الوصول إلى الله -سبحانه وتعالى-، فأهل العلم يفسرون هذا الكتاب ويربطونه بأحوال الكون فيؤمنون به حقَّ الإيمان، والقرآن الكريم بحاجة إلى مزيد من التدبر والتفكر، فالنفعة الحقيقية تكون بفهم آيات الله تعالى ومعرفة اكامها ومدلولاتها، وإنَّما القرآن الكريم فضل لهذه الأمة كلِّها من القرآن الكريم، وهو صالح لكلِّ زمان ومكان حتَّى تقوم الساعة، والله تعالى أعلم.[٣]

تفسير قوله تعالى وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ

قال تعالى في سورة فاطر: {إنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ۚ وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ}،[٤]تخاطب الآية الكريمة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الرسول البشير والنذري في وقت واحد، ثمَّ تشير الآيات على أنَّه لا يوجد أمة خلقها الله تعالى منذ عهد آدم إلَّا وجاء فيها رسول من عند الله تعالى، وقد وردَ هذا المعنى في سورة النحل، قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ}،[٥]ووردَ معنى هذه الآية الكريمة في قوله تعالى في سورة الرعد أيضًا: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۗ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ ۖ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}،[٦]والله تعالى أعلم.[٧]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب سورة فاطر، آية: 1.
  2. ^ أ ب "مقاصد سورة فاطر"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-06-2019.
  3. ^ أ ب "مقاصد سورة فاطر"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-06-2019. بتصرّف.
  4. سورة فاطر، آية: 24.
  5. سورة النحل، آية: 36.
  6. سورة الرعد، آية: 7.
  7. "تفسير سورة فاطر"، www.quran.ksu.edu.sa، اطّلع عليه بتاريخ 28-06-2019. بتصرّف.