تاريخ الفتوحات الإسلامية
محتويات
الحروب الحديثة
تقع الحروب بالعصر الحديث بسبب المطامع الشخصية والأهواء المادية من نهب الخيرات والسيطرة على الموارد والإنتاج الطبيعي، بالإضافة للتسلط على عقول الشعوب، وتمر الأجيال بحلقة مُظلمة من حياتها وهي تعاني فيها من إرضاء المستعبدين وتحقيق ماَرب المتجبرين، ودائمًا ما تكون النتائج الاقتصادية للحروب الحديثة سلبية بسبب تحكم المستبدين بمصائر البشر، فيما تصنع الحروب جهل وتخلُف بسبب ازدياد نسبة الأمية، فلن يكون للتعليم أولوية للشعب الذي يعاني من الحرب، بل إن ما يبحث عنه الشعب في هذه الحالة هو الأمن والأمان خوفًا من الموت أو الذُل، أما الفتوحات الإسلامية، فهي مختلفة تمامًا عن ما تم ذكره، لأن تاريخ الفتوحات الإسلامية جاء إيجابي من جميع النواحي.[١]
أهداف الفتوحات الإسلامية
الإسلام دين العدل ولا يقبل هذا الدين على نشر الظُلم والجهل والاستحواذ على أرزاق البشر، فالإسلام يبغي من نشر دعوته في أنحاء المعمورة رعاية مصالح الناس، وفتح مغاليق الظُلم والجهل والتأخر، ونشر النور والعمل على التحضر، ولم يبحث المسلمين بالفتوحات الإسلامية عن الأغراض الدنيوية أو التسابق في مظاهر الغنى والثراء أو مظاهر البذخ والإسراف، بل أنهم كانوا أزهد الناس وعملهم لله تعالى.[١]
وقد ضرب المسلمون بالفتوحات الإسلامية أروع الأمثلة بالزهد في الدنيا والخشونة بالمعيشة، والإخلاص بالقتال، والتفاني في سبيل إعلاء كلمة الحق واليقين والإصلاح، لهذه الأسباب فُتحت للمسلمين جوانب الدنيا شرقًا وغربًا وتمكنت لهم جوانب العزة والكرامة، ومن دلائل ما تم ذكره رسالة سعد بن أبي وقاص إلى رُستم قائد الفُرس في معركة القادسية والتي أرسلها مع ربعي بن عامر، حيث جاء فيها: "إنا لم نأتكم لطلب الدنيا، والله لإسلامكم أحبُّ إلينا من غنائمكم".[١]
تاريخ الفتوحات الإسلامية
بدأ تاريخ الفتوحات الإسلامية بعد وفاة أشرف الخلق محمد -علية الصلاة والسلام-، عندما بويع أبي بكر الصديق بالخلافة على المسلمين ومع استلامه أمرهم بحرب قبائل العرب من الذين ارتدوا عن الإسلام، وخاض المسلمين عدة معارك أبرزها معركة اليمامة مع بني حنيفة، حيث ظهر فيهم مدعي النبوة مسيلمة الكذاب، أخذ المسلمين بحروب الردة الخبرات بالقتال والتجهيز ووضع الخطط الاستراتيجية التي تجلب النصر، وأهم من هذا وضعوا الإخلاص لله تعالى في قلوبهم، ومع نهاية حروب الردة عادت الجزيرة العربية إلى الإسلام واستقر الأمر، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة وهي ازدهار الحضارة الإسلامية بفتح بلاد الروم والفرس ومن ثم مصر.[٢]
جهاد الفُرس والروم جاء لأنهم يقفون في وجه الدعوة ويحاولون دعم أعدائها وينصرون خصومها، وكانوا يُحرضون القبائل على المسلمين، حينها ظهرت الكاذبة سجاح والتي ادعت النبوة، هنا كان لا بدّ للمسلمين من قتال الطرفين والاستعانة بالله عليهما، وذُكر في تاريخ الفتوحات الإسلامية بطولات لا ينساها التاريخ للمسلمين، فقد رويت بعض القصص الشهيرة عن أبطال قدموا أرواحهم وأملاكهم فداء دعوة الإسلام وأبرزهم خالد بن الوليد وعكرمة بن أبي الحكم وضرار بن الأزور وغيرهم الكثير من الرجال والنساء -رضوان الله عليهم-.[٢]
ومن تاريخ الفتوحات الإسلامية بعد عهد الخلفاء الراشدين وبالتحديد بفترة الدولة الأموية، كانت الغزوات الإسلامية قد امتدت من شمال أفريقيا إلى إسبانيا وجنوب فرنسا بغرب القارة الأوروبية، ووصلت إلى السند في وسط اَسيا، وأقيمت المؤسسات الإسلامية والمكتبات في كل البقاع التي وصلها الأمويون، ومن أشهر المدن التي حكمها المسلمين لفترة طويلة الأندلس التي تقع في إسبانيا حاليًا، واستمرت وظهر خلال الفتوحات في أفريقيا وأوروبا أبطال ذكرهم التاريخ بأرقى الكلمات ومنهم موسى بن نُصير وطارق بن زياد، فكان لانتصاراتهم أعظم الأثر في بقاء سُلطان المسلمين في الأندلس لمدة ثمانية قرون، وأقام المسلمين فيها حضارة لم تعرفها البشرية، حتى حل بهم داء الأمم قبلهم، فانشغلوا بالتنازع والاختلاف فيما بينهم وغابت عيونهم عن أعدائهم كما قال الله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}،[٣]وكانت هذه بداية تخلل حضارة الأندلس.[٢]
خالد بن الوليد
أُعتبر خالد بن الوليد الملقب بسيف الله المسلول أحد أبرز القادة في تاريخ الفتوحات الإسلامية حيث قاد المسلمين بعدة معارك، بدايته بالجهاد كانت بعهد النبي -عليه الصلاة والسلام- بغزوة مؤتة حيث بعد استشهاد القادة الثلاث تولى أمر المجاهدين ووضع خطة ماكرة للأعداء، ومن ثم شارك بفتح مكة وغزوة حُنين، وبعد وفاة أشرف الخلق قاد المُسلمين بحروب الردة وانتصر على المرتدين ومن ثم أكمل مسيرته الجهادية بفتح الشام والعراق قائدًا وجنديًا، ولم يبق في جسده مكان إلا وعليه ضربة سيف أو طعنة رُمح أو رمية سهم، وعُرف عن خالد بن الوليد أنه لا يُهزم بحرب أبدًا، وكان له الأثر الطيب بحصار دمشق وفتحُها، وعُرف عنه المناقب الكثيرة والأفضال العديدة، توفي بسنة إحدى وعشرين للهجرة عن عُمر ستين عامًا في مدينة حِمص وقال وهو على فراش الموت "لا قرت أعين الجبناء".[٤]
مبايعة على الموت
عُرف في تاريخ الفتوحات الإسلامية عن قصة مبايعة الموت والتي أُعتبر بطلها الشهيد عِكرمة بن أبي الحكم، فخلال معركة اليرموك تقدم خالد بن الوليد إلى عكرمة والقعقاع بن عمرو التميمي وأمرهم أن يبدأ القتال بينهما، فدعوا إلى المُبارزة وما أن انتهت المبارزة حتى اشتد القتال بين الطرفين فنادى عكرمة بالمجاهدين وقال: قاتلت ضد النبي -عليه الصلاة والسلام- في كل موطن وأفر من الأعداء اليوم؟ من يبايع على الموت؟ فبايعه أربعمائة من المسلمين وفرسانهم، فاستبسلوا وقاتلوا حتى أثبتوا جميعًا جراحًا، واستشهد عكرمة بالمعركة فوجدوا به بضعًا وسبعين من طعنة ورمية وضربة، وقيل عن عكرمة أنه لا يُعرف له ذنب بعد ما أسلم يوم فتح مكة، وقال عنه المسلمين أنه استدرك ما فاته وبدأ منذ إسلامه بصفحة جديدة كلها طاعة لله وتضحية وبذل جهد وعطاء من أجل إعلاء كلمة التوحيد ونشر الإسلام وأفكاره النيرة.[٥]المراجع[+]
- ^ أ ب ت " أهداف.. الفتوحات الإسلامية"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-06-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "الفتوحات الإسلامية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 29-06-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الانفال، آية: 46.
- ↑ "خالد بن الوليد هو الصحابي الملقب بسيف الله المسلول"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "" عكرمة رضي الله عنه يبايع على الموت ""، www.kalemtayeb.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-06-2019. بتصرّف.