ظاهرة الشعر العربي الحديث
الأدب العربي
انطلقَ الأدب العربي الحديث من رحم الأدب العربي القديم، فلكلّ شيء بداية، وأصل هذه البداية هي التي تضع القواعد والشروط التي تتبدل مع الزمن، وقد بدأ الشعر العربي الحديث رائدًا للفكر والتقاليد والثقافة، فاعتمد الشعراء على الشعر في نشر قيمهم وتقاليد حياتهم وجُلّ شعورهم، فكان الشعر يزخم بالحُب، والعاطفة، والوطنية، والقومية، واليأس، والفرح، والكثير من القضايا التي تجددت وتبدلت بين الشعراء، وفي هذا المقال سيتمّ الحديث حول ظاهرة الشعر العربي الحديث، إضافةً إلى توضيح مفهومه.
مفهوم الشعر العربي الحديث
يُقصد بالشعر العربي هو الشعر الذي كُتب باللغة العربية، فلم يُترجم ويُعرَّب إنّما ما كتبه هم شعراء عرب، التزموا بالوزن والقافية، والقضايا التي تخدمُ الشعوب وثقافتها ودينها وقضايا المجتمع المختلفة، فانطلق الشعر الحديث رائدًا للفكر وتصدر الانطلاقة كبار الشعراء مثل: البارودي وأحمد شوقي وخليل مطران وعبد الرحمن شكري، وجمع من شعراء المهجر من مثل إيليا أبو ماضي، وكذلك تكونت الاتجاهات الشعرية وتولدت حركات أدبية لها تكويناتها وآثارها، وقد سهلت السبل لهذه الحركة الثقافية: كحركة إحياء التراث، وحركة الترجمة، وحركة الطباعة، وتكونت الصحافة، وتكاثر الشعراء وإبداعاتهم في أنحاء الوطن العربي.[١]
أمّا في مفهوم الحديث فالمقصود به هو الفترة الزمنية لهذا العصر الحديث وانعزاله عن العصر العباسي والأموي، ليدخل إلى بوابة الحداثة التي تختلف في مفهومها عن الحديث فالحداثة في الشعر هي المفاهيم الجديدة في موضوعات الشعر وقضاياه الفلسفية والفكرية والثقافية، فتعلقت الحداثة بفكر الإنسان ومفاهيمه وتطوره العقلي.[١]
ظاهرة الشعر العربي الحديث
برزت في الشعر العربي الحديث فنون جديدة تطورت مع العصر، من حيث اللغة والمضمون والقضايا التي شغلت العصر الحديث، فالشعر عند العرب قديمًا هو بمفهومه المعروف "شعر الجاهلية"، كان يرفع من شأن القبيلة ويحط من قيمة أخرى، أمّا الشعر في صدر الإسلام فكان وسيلة من وسائل الدفاع عن الدين الإسلامي ضد مشركي قريش، وفي العصر العباسي كان الشعر وسيلة من وسائل الفرق السياسية والفكرية المتنازعة، قصد تبليغ آرائها، والدفاع عن مبادئها في مواجهة خصومها، وكثر شعراء بلاط الأمراء التي كانت غايتهم التكسُّب.[٢]
وكانت الحداثة في الشعر العربي الحديث بمفهوم أنّه لا يجوز للشاعر أن يخلق بين شعره والواقع حاجزًا فعليه أن يلتزم بواقعه وقضاياه، فيوظف هذه القضايا في لغته، ولا يمكن للشاعر المعاصر أن يعيش بالمبادئ والأفكار والعادات نفسها التي كانت تسيطر على الشاعر الجاهلي أو الشاعر الأموي أو العباسي، فهذا يعني جمود الشاعر وعدم قدرته على التأثير، ولكن من أبرز ظواهر النهضة الفكرية في الشعراء أن يكونوا مواكبوا العصر وأن يستطيعوا لمس أكبر عدد من الجمهور فيشعر القارئ أنه لا حاجز بينه وبين النص.[٢]
وقد عملت ظاهرة الشعر العربي الحديث على مزج الماضي بالحاضر، فشملت جمال الشعر الحديث ولم تتخلى عن أصالة الشعر القديم، هذه الظاهرة التي ظهرت في دمج الحضارات والأفكار القديمة بالأفكار الحديثة، ومن أهم هذه الظواهر التي كانت ملموسة بوضوح في الشعر العربي الحديث: اتصالهم بالثقافات الغربية واتسامهم بالنزعة الروحية التأملية، تجاوب شخصياتهم مع الشخصيات الغربية، حنينهم إلى وطنهم وذكرياتهم فيه، وأخيرًا اعتزازهم بقوميتهم العربية.[٣]
المراجع[+]
- ^ أ ب عبدالله خضر حمد، قضايا الشعر العربي الحديث (الطبعة الأولى)، بيروت: دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 8. بتصرّف.
- ^ أ ب "ظاهرة العبث في الشعر العربي المعاصر"، www.alukah.net، 2006/10/11، اطّلع عليه بتاريخ 2019/07/03. بتصرّف.
- ↑ عبدالله خضر حمد، قضايا الشعر العربي الحديث (الطبعة الأولى)، بيروت: دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 57. بتصرّف.
- ↑ "مفهوم الشعر العربي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2019/07/03. بتصرّف.