أدعية من القرآن للشفاء
أهمية الدعاء
للدعاء أهمية كبيرة في حياة المسلم فهو من أسمى صور الاستعانة بالله -عزّ وجلّ- والاستغاثة به -سبحانه- فالبشر عاجزون لا حول لهم ولا قوة إذا لم يمدهم الله -سبحانه وتعالى- بعونٍ من عنده، وقد أمر الله -عزّ وجلّ- عباده أن يدعوه ويلجؤوا إليه، قال -تعالى-: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}،[١] كما أخبر -سبحانه- بأنه قريب يجيب دعوة الداعي، قال -تعالى-: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}،[٢] فالله -سبحانه- سميع مجيب لا يرد سائل ولا يحرم محتاج، والمسلم يلجأ إلى الله في جميع أحواله وحالاته فيدعوه أن ييسر أمره ويشفي مريضه، وسيتناول هذا المقال أدعية من القرآن للشفاء.[٣]
شروط الدعاء
لكل فريضة إسلامية شروط وآداب يجب مراعاتها عند القيام بأي عمل يُقصد به التقرب إلى الله -عزّ وجلّ- والحصول على الأجر والثواب، ومن هذه الأعمال الدعاء فإن له جملة من الشروط والآداب التي يجب أن يحرص عليها الداعي ولا يُغفل أيًّا منها لكي يكون دعاؤه مقبولًا، فإن لم تتحقق الاستجابة لا يفوته أجر الدعاء ومن هذه الشروط ما يأتي:[٤]
- ألا يدعو إلا الله -عزّ وجلّ-.
- أن يتوسل إلى الله بأحد أنواع التوسل المشروع.
- عدم الاستعجال في الدعاء.
- عدم تضمين الدعاء على إثم أو قطيعة.
- حضور القلب.
- إطابة المأكل.
- تجنب الاعتداء في الدعاء.
- ألا ينشغل بالدعاء عن أمر واجب مثل فريضة حاضرة أو يترك القيام بحق والد بحجة الدعاء.
أدعية من القرآن للشفاء
إن القرآن الكريم شفاء لجميع الأمراض والعلل ما ظهر منها وما بطن، وقد ثبت الاستشفاء بالقرآن الكريم في الكتاب والسنة، فالرقية الشرعية تحتوي على الكثير من الآيات، وقد وردت أدعية من القرآن للشفاء، وهي ست آيات تُسمى آيات الشفاء:[٥]
- قال -تعالى-: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ}.[٦]
- قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}.[٧]
- قال -تعالى-: {ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ۚ يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.[٨]
- قال -تعالى-: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا}.[٩]
- قال -تعالى-: {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}.[١٠]
- قال -تعالى-: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ}.[١١]
أدعية الشفاء من السنة النبوية
تم ذكر بعض الآيات والأدعية من القرآن للشفاء، وقد احتوت السنة النبوية كذلك على الكثير من الأدعية والرُقى للشفاء ومن هذه الأدعية ما يأتي:[١٢]
- عن عائشة رضي الله عنها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعوذ بعض أهله، يمسح بيده اليمنى ويقول: "اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ وأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا".[١٣]
- "عَنْ عُثْمَانَ بنِ أَبِي العَاصِ الثَّقَفِيِّ، أنَّهُ شَكَا إلى رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- وَجَعًا يَجِدُهُ في جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ فَقالَ له رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-: ضَعْ يَدَكَ علَى الذي تَأَلَّمَ مِن جَسَدِكَ، وَقُلْ باسْمِ اللهِ ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ".[١٤]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما مِن عبْدٍ مُسلمٍ يعودُ مريضًا لم يحضُرْ أجَلُه، فيقول سبْعَ مرَّاتٍ: أسأَلُ اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أنْ يشفِيَك، إلَّا عُوفِيَ".[١٥]
المراجع[+]
- ↑ سورة النمل، آية: 62.
- ↑ سورة البقرة، آية: 186.
- ↑ "أهمية الدعاء"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "ما هي شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله ؟."، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "آيات الشفاء في القرآن الكريم"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية: 14.
- ↑ سورة يونس، آية: 57.
- ↑ سورة النحل، آية: 69.
- ↑ سورة الإسراء، آية: 82.
- ↑ سورة الشعراء، آية: 79-80.
- ↑ سورة فصلت، آية: 44.
- ↑ "باب ما يدعى به للمريض"، www.kalemtayeb.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 5743، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن نافع بن جبير، الصفحة أو الرقم: 2202، صحيح.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2083، حسن غريب.