سؤال وجواب

تعريف حول ابن فركون الأندلسي


الشعر الأندلسي

اهتمّ الأندلسيّون باللغة العربيّة وبعلومها وآدابها اهتمامًا كبيرًا، إلى جانب اهتمامهم وعنايتهم بالفقه واستقطاب علمائه من الخارج، كما جعلوا للمرأة مكانةً مرموقةً في المجتمع، كولادة بنت المستكفي، وقد سار الأندلسيّون في أشعارهم ونظموها في الأغراض التقليدية التي سبقت العصر الأندلسي، كالغزل والرثاء والهجاء والزهد والتصوف والمدح، إلّا أنّهم قاموا بتطوير غرض الرثاء، وأضافوا شعر الاستغاثة تأثرًا بالأحداث السياسيّة التي عاصروها، كما كان لشعر وصف الطبيعة وافر الحظّ في أشعارهم وتوسّعوا به توسعًا لم يشهده أي عصر من قبل، كما استحدث الأندلسيون الموشحات والأزجال، وغيرها من فنون الشعر الأندلسي التي كان لها أعلامها من الشعراء كابن زيدون وولادة بنت المستكفي وابن خفاجة وابن اللبانة وابن فركون، وتاليًا تعريف حول ابن فركون الأدندلسي.[١]

تعريف حول ابن فركون الأندلسي

هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي المعروف بابن فُركون، والده أبو جعفر أحمد ابن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب الذي وصفه بأنه شعلة من شعل الذكاء، ولد ابن فركون في غرناطة عام 781م، وكان أبوه قاضيًا، كان لابن فركون ثلاثة أولاد؛ الأوّل من الثلاثة سمّاه له الملك يوسف الثالث باسمه يوسف، والولد الثاني سمّاه الملك أيضًا باسم أبا الطاهر، والثالث سمّاه أبوه أحمد، وهو من بقي على قيد الحياة زمن ابن فركون، وكانت جلّ علاقاته وغالبيتها مع السياسيين والفقهاء والقضاة.[٢]

كما كانت علاقات ابن فركون مع أهل العلم والأدب علاقات جيدة طيبة أمثال: الفقيه أبو بكر بن الأيسر، والشريف أبو المعالي والفقيه الكاتب أبو القاسم بن قطبة وغيرهم وقد في ديوانه "مظهر النور" قصائد لعدد من الذين عاصروه ومنهم: الوزير أبو بكر بن عاصم و والوزير أبو يحيى بن أبي بكر بن عاصم والفقيه الخطيب أبو القاسم بن سالم، والفقيه أبو الحسن الغافقي وغيرهم، كان لابن فركون أمل وطموح عاليين أوصلاه لأن يكون كاتبًا في ديوان الكتابة في غرناطة عام 808م، ثم تمّ تكليفه بتنفيذ النفقات التي تمّ تخصيصها للغزاة عام 811م، وأخيرًا عُيّن كاتب سر للملك يوسف الثالث عام 814م وبقي في ذلك المنصب حتى وفاته.[٢]

فهو يعدّ شاعر البلاط النّصري في عهد الملك يوسُف الثالث، وكاتب سرِّه وصديقه؛ الذي ظلّ ملازمًا له طوال فترة حكمه حتى مماته فرثاه بقصيدة، حيث إنّه شهد جلّ التحولات السياسيّة والاجتماعيّة التي مرّت بها غرناطة أثناء حكمه، فكانت تلك التحولات ظاهرة وبارزة في ديوانه، ومما قاله ابن فركون في عقد بيعة لولي عهد يوسف الثالث ابنه في احتفال أقامه يوسف الثالث في أواخر شعبان:[٢]

وبيعة عز أحكم الصنع عقدها

وجاء بيمقات السعود كتابها

ولاية عهد يصحب الفتح قصدها

ويفسح للنصر العزيز جنابها

حتى لَيُعدّ ديوان ابن فركون وثيقةً تاريخيّة في فترة حكم يوسف الثالث، وقد اهتم الغرناطيّون في عهد ملوك بني الأحمر بالعلوم والآداب اهتمامًا كبيرًا، خاصّة الأوائل منهم أمّا المتأخرون فانشغلوا بالمنافسات والحروب ما عدا الملك يوسف الثالث، وجعلوا من يحيطون بهم من المفكرين والأدباء والشعراء، ومن آثار ابن فركون كتاب "مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر"، ويعد هذا الكتاب مجموعة من الأشعار التي قيلت في مدح الملك يوسُف الثالث، طلب يوسف الثالث من ابن فركون جمعها، وقد ضمّ الكتاب نحو اثنتين وستين قصيدة، وإحدى عشرة قطعة وموشّحَتَيْن، وتخميسًا واحدًا.[٣]

والأثر الثاني الديوان الذي ضمّ أشعار ابن فركون وأشعار ليوسف الثالث ولوالد ابن فركون وبعض معاصريه، وهما مصدران مهمّان عَرّفا به وبحقبة مهمّة من عمر غرناطة، وقد تعددّت الأغراض الشعرية عند ابن فركون فهناك المدح والغزل، والشعر السياسي والوصف والإخوانيات والهجاء، والرثاء وغيرها من الأغراض.[٣]

نهاية ابن فركون

بعد التعريف حول ابن فركون الأندلسي لا بُدّ من الإشارة إلى الآراء حول نهايته، فقد كان آخر خبر أورده ابن فركون في ديوانه حديثه عن أبيه بقوله: "والشيء يذكر بالشيء كان مولاي الوالد -أبقاه الله- قد سافر إلى موضع قضائه، فكتب إليّ ما نصّه: أريت في آخر ليلة السادس والعشرين من شوال عام عشرين وثمانمئة ..."، وهذا الخبر لا يدلّ على نهايته أو إلى ما حلّ بغرناطة، وهناك عدة آراء في نهايته منها: أنّه قتل أثناء الاضطرابات التي وقعت في عهد ابن يوسف الثالث، ورأي آخر يقول بأنه اعتزل السياسة والناس، وظلّ في غرناطة في داره يجمع ديوانه، ورأي آخر يقول: بأنّه رحل مع الذين رحلوا إلى المغرب.[٣]

المراجع[+]

  1. "الأدب العربي في العصر الأندلسي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 10-07-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ابن فركون، تحقيق محمد ابن شريفة (1987)، دبوان ابن فركون (الطبعة الأولى)، المغرب: أكاديمية المملكة المغربية، صفحة 9. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت قاسم القحطاني (2009)، ابن فركون الأندلسي شاعر غرناطة (الطبعة الأولى )، أبو ظبي - الإمارات العربية المتحدة : دار الكتب الوطنية هيئة ابو ظبي للثقافة والتراث، صفحة 30-43. بتصرّف.