مدة خلافة عمر بن الخطاب
عمر بن الخطاب
الصّحابيّ الجليل الفاروق أبو حفص عمر بن الخطّاب العدويّ القرشيّ، من كبار الصّحابة الكرام، وثاني الخلفاء الرّاشدين بعد أبي بكر، ومن خيرة أصحاب المشورة والرّأي لرسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- ولأبي بكر من بعده، فكان لا تأخذه في الله لومة لائم، وقد أيّده القرآن الكريم في أكثر من موقف، فكان من العشرة المبشّرين بالجنّة[١]، وعندما مرض أبو بكر -رضي الله عنه- راح يفكّر فيمن يخلفه من بعده، فوقع اختياره على عمر -رضي الله عنه- وشاور فيه كبار الصّحابة فأثنوا عليه خيرًا؛ لما عرفوه من عَدلِه ووَرَعِه وزُهده وإخلاصه لدين الله، فكتب عثمان -رضي الله عنه- كتاب العهد وقرأه على المسلمين فأقرّوا به وأطاعوه، وتاليًا حديثٌ حول مدة خلافة عمر بن الخطاب.[٢]
مدة خلافة عمر بن الخطاب
حياة عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- صفحة من صفحات التّاريخ الإسلاميّ المشرق، الذي فاق كلّ تاريخ وبهره، والذي لم تحوِ كتب العالم مجتمعة بعض الذي حوى من المجد والرّفعة والإخلاص، والجهاد في سبيل نصرة دين الله عزّ وجلّ؛ تولّى الخلافة في 23 جمادى الآخرة 13هـ 23 أغسطس سنة 634م، بعد أن عهد بها إليه الخليفة أبو بكر الصّديق -رضي الله عنه- فعاش الفاروق حياته يرجو الشّهادة في سبيل الله، ويسعى إليها سعيًا حثيثًا، خطب النّاس مرّة فقال: "إنّ في جنّات عدن قصرًا له خمسمائة باب، على كلّ باب خمسة آلاف من الحور العين، لا يدخله إلا نبيّ، ثمّ التفت إلى قبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقال: هنيئًا لك يا صاحب القبر، ثم قال: أو صدّيق، ثمّ التفت إلى قبر أبي بكر -رضي الله عنه- وقال: هنيئًا لك يا أبا بكر، ثمّ قال: أو شهيد، وأقبل على نفسه يقول: وأنّى لك الشّهادة ياعمر؟! ثمّ قال: إنّ الذي أخرجني من مكةَ إلى هجرةِ المدينةِ قادرٌ أن يسوقَ إليَّ الشهادةَ".[٣][٤]
فاستجاب الله دعوته، حيث استشهد على يد عبد مملوك للمغيرة من شرار خلقه، وهو ابنُ ثلاث وستين سنة على الصّحيح يوم الأربعاء 26 ذي الحجّة 23 هـ 3 نوفمبر 644م، وبذلك تكون مدة خلافة عمر بن الخطاب عشر سنين ونصفًا وأيّامًا، أمضاها في الفتوحات الإسلاميّة التي كلّلها بالانتصارات، سواء كانت على الجبهة الفارسيّة أمعلى الجبهة البيزنطيّة، أو الإفريقيّة أوغيرها، ودون أنْ يتوانى لحظة واحدة عن خدمة رعيّته والسّهر على راحتهم، وقصصه في ذلك تعجّ بها كتب التّاريخ.وبعد معرفة مدة خلافة عمر بن الخطاب، لا بدّ من الاطّلاع على أهمّ أعماله وإنجازاته -رضي الله عنه-.[٤]
أعمال عمر بن الخطاب
بعد أن دفن أبو بكر الصّديق، وآلت الخلافة إلى عمر بن الخطّاب -رضي الله عنهما- وقف عمر خطيبًا بالنّاس، فقال: "إنّما مثلُ العربِ كمثل جمل آنف اتّبع قائده فلينظر حيث يقوده، وأمّا أنا فوربّ الكعبة لأحملنّكم على الطّريق"! فقد شبّه العرب المسلمين بالجمل المطواع الذي يأنف القسوة والإهانة، ويقدّم كلّ ما بوسعه، وأراد عمر من ذلك أن يبيّن لهم بأنّه سيكون معهم وبهم على الطّريق الأقوم الذي لا عوج فيه، وقد برّ بقسمه من خلال ما قدّمه من إنجازات وأعمال عظيمة خلال خلافته، ومن هذه الإنجازات:[٥]
- الفتوحات الإسلاميّة في عهده: فقد فتح بلاد الشام، والعراق وبلاد فارس، ومصر وبرقة وطرابلس الغرب.
- التنظيمات السّياسيّة والإداريّة: بسبب اتّساع رقعة الدّولة فقام عمر بن الخطّاب بتقسيمها إلى مناطق وكلّ منطقة إلى ولايات، كالشّام وفلسطين وأفريقيا والعراق وفارس؛ ليسهل عليه تسيير أمورها وقيادتها.
- تنظيم الجيش: أدرك عمر أهمّيّة الجيش في حماية الدّولة، ومتابعة الفتوحات، لذلك أسّس جيشًا نظاميًّا عظيمًا مؤلّفًا من فرق وكلّ فرقة ترابط في مصر من الأمصار لحمايتها، بالإضافة للمتطوعين.
- الشّرطة والأمن: حيث أنشأ أوّل حبس في تاريخ الدّولة الإسلاميّ وسمّاه "السّجن" وأوجد نظام العسس للتجوال ليلًا لمراقبة حال النّاس والمحافظة على أمنهم ورعايتهم وحاجاتهم.
- القضاء: كان عمر بن الخطاب في بادئ الأمر يتولّى بنفسه النّظر في قضايا العامّة، وعندما توسعت رقعة الدّولة تعذر عليه متابعة أمور القضاء في باقي الأمصار، فعيّن قضاة يتولّى كلّ قاض بلدًا من البلاد.
- الحسبة: وظيفة دينيّة للأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، هناك من يقول بأنه الخليفة عمر من أنشأها وهناك من يقول بأنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- هو من أنشأها.
- التّقويم الهجريّ: النّبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- هو من اعتمد التّأريخ هو بعد هجرته إلى يثرب، ولكن عمر بن الخطّاب اعتمد التّأريخ الهجري درًأ للخلاف لأنّ البعض أراد اعتماد البعثة وآخرون ولادة النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم.
- الشّورى في استخلاف الخليفة: فقد أثبت الخليفة عمر، وهو على فراش الموت مدى حكمته، بإرسائه القاعدة الأساسيّة في الحكم، وهو مبدأ الشّورى، والتي كان قد دعا إليه الإسلام.
المراجع[+]
- ↑ "عمر بن الخطاب"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 08-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "عمر بن الخطاب-نسبه"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 08-07-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن قيس بن أبي حازم، الصفحة أو الرقم: 9/57، رجاله رجال الصحيح غير شريك النخعي وهو ثقة وفيه خلاف.
- ^ أ ب "الفتوحات الإسلامية-وفاة عمر بن الخطاب"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 08-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "عمر بن الخطاب"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 08-07-2019. بتصرّف.