ما أول معركة بين المسلمين والفرس
محتويات
خلافة عمر بن الخطاب
في عهد خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- اقتضت المشورة بأن يكون سعد بن أبي وقاص قائدًا للجيش الذي سيواجه الفرس لأول مرة، وكان ذلك في السنة الرابعة عشر للهجرة، وأوصى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سعدَ بن أبي وقاص خال النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن نسبه للنبي لن ينفعه، إنما ينفعه الإكثار من الطاعات والشدة في الحرب والاستعانة بالله، وكان قوام جيش أول معركة بين المسلمين والفرس يبلغ ثلاثين ألفًا، وجيش الفرس يعادل نحو المئتي ألف بقيادة رستم فرّخزاد، وفي هذا المقال ستتم الإجابة عن سؤال: ما أول معركة بين المسلمين والفرس.[١]
ما أول معركة بين المسلمين والفرس
قامت معركة القادسية إحدى أهم المعارك والفتوحات الإسلامية وأول مواجهة حقيقية مع الفرس والتي تبعتها معركة نهاوند بعدما جمع يزدجرد طاقاته ضد المسلمين، فبلغ ذلك المثنى بن حارثة الشيباني فكتب إلى عمر بن الخطاب فأعلن النفير العام للمسلمين، وكان ذلك سببًا لِتَجهُّز المسلمين لمواجهة الفرس، واجتمع الجيشان وتقدم الفرس، ولكن مرض سعد بن أبي وقاص، فقد أصيب بدمامل في ظهره، وأُصِيبَ بعِرْق النَّسَا؛ فكان لا يستطيع أن يمشي، ولا يستطيع الجلوس، فلم يكن يستطيع أن يمتطي فرسه، فاتخذ قصر "قديس" مكانًا للقيادة وصعد إلى أعلى القصر، ولم يستطع الجلوس، فنام على صدره على قمة القصر ووضع وسادة تحته.[٢]
بدأ سعد بن أبي وقاص بإدارة المعركة من فوق القصر، واستخلف على الجيوش خالد بن عرفطة الذي كان من قواد المسلمين المَهَرة، فيقوم خالد بن عرفطة بقيادة الجيوش ويدير سعد بن أبي وقاص المعركة من فوق القصر متابعًا خالد بن عرفطة بالرسائل التي يرسلها إليه، فينفذها الجيش عن طريق خالد، وهكذا كانت الإجابة عن سؤال: أول معركة بين المسلمين والفرس، وحديث موجز حول القادسية، وسيتم تاليًا ذِكر أحداث المعركة.
أحداث معركة القادسية
بعد الإجابة عن سؤال: أول معركة بين المسلمين والفرس -وهي معركة القادسية- سيتم ذكر تفصيل أيام المعركة والتي بلغت أربعة أيام، وسُمّي كل يوم باسم مناسب لأحداثه، وهي: أرماث، أغواث، عماس، والقادسية، والتي بدأت بجلب الفيلة من قبل جيش الفرس ومن ثمّ الغلبة للمسلمين بعد مجيء المدد من الشام، ومن ثمّ النهاية الحاسمة بالنصر الكاسح للمسلمين على الفرس، وتفصيل أحداث أيام المعركة الأربعة في ما يأتي:[٣]
يوم أرماث
بدأ بخطف أفراد جيش الفرس وقتلهم، ومن ثم تقدّم نحو صف قبيلة بجيلة ستة عشر فيلًا، فكادوا أن يهلكوا إلا أن بني أسد ساعدوهم -بأمر من سعد- وقطعوا السيور التي تَحمل التوابيت وقتل من كان فوق الفيلة، واستشهد وأصيب من قبيلة أسد نحو الخمسمئة شخص وكانوا هم أبطال ذلك اليوم، حيث تلقوا الصَّدمة الأولى عن غيرهم واحتووا هجومَ الفرس.
يوم أغواث
وصل مدد من الشام وفيه القعقاع بن عمرو وهاشم بن عتبة، وكانوا في ستة آلاف مقاتل، وكان وصول القعقاع في صبيحة ثاني يوم من المعركة، ودعا للمبارزة، فتقاتل من الفريقين اثنان وغلب المسلمان الفارسيّين، واستمرّ القتال بعدها، وكانت الغلبة للمسلمين في ذلك اليوم.
يوم عماس
وفي هذا اليوم عاد الفرس بالفيلة بعد إصلاح التوابيت، فعمل القعقاع بن عمرو ومن معه على الإجهاز على أكبر الفيلة وهو فيل سابور الأبيض وفقؤوا عينيه وقطعوا خرطومه وأجهز بنو الأسد على الفيل الثاني وفعلوا مثل ما فعل القعقاع وجماعته فهربت الفيلة نحو الفُرس، واشتدّ القتال ولم يسمع صوت إلا صوت الأسلحة، وفقد الاتصال بين القيادة والجيش من كلا الطرفين، ولم يعرف ما الذي يحصل في أرض المعركة إلا في صبيحة اليوم التالي، وكانت الغلبة للمسلمين، وسُمِّي ذلك اليوم بالهرير لأن الجميع فقدوا النُّطقَ، وكان كلامهم الهرير.
يوم القادسية
كان هذا اليوم هو صبيحة اليوم المنصرم، ومع استمرار القتال أوصى قعقاع الجيش بالصبر لينالوا النصر، وأتت عاصفة اقتلعت خيمة قائد الفرس رستم فهرب ولحقه القعقاع ومن معه، لكنه اختبأ بين البغال فأتاه هلال بن علقمة وسقط عليه فهرب إلى النهر لكن هلالًا أمسك رجله وسحبه وقتله، وكبّر هلال وكبّر معه الجيش وحاول الفرس الهرب إلى النهر، لكن المسلمين لحقوهم بالرماح تنفيذًا لأمر الخليفة عمر بألا يفلتوا أحدًا، واستشهد من المسلمين حوالي ثمانية آلاف وخمسمئة مُقاتِل، وقُتِل من جنود الفرس ما يزيد على خمسين ألفًا، وشُرِّد جيشهم، وكان النصر حليفًا للمسلمين وفتحت العراق في أول معركة بين المسلمين والفرس.المراجع[+]
- ↑ "معركة القادسية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 15-07-2019. بتصرّف.
- ↑ أ.د. راغب السرجاني (1-05-2006)، "معركة القادسية.. اليوم الأول"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-07-2019. بتصرّف.
- ↑ د. محمد منير الجنباز (1-06-2017)، "قصة معركة القادسية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-07-2019. بتصرّف.