مفهوم الرمز في الأدب
تاريخ الرمز في الأدب
زخر الأدب العربي بشعراء وأدباء كثيرين، فلا يكادُ يخلو ديوان شاعر أو عمل أدبيّ لكاتبٍ أو روائيّ من الرمز، ليُصبح الرمز مذهبًا فنيًا ليظهر مفهوم الرمز في الأدب، فيُخصّص له دراسات ومقالات وأبحاث خاصة، ويعود السبب في دراسة مفهوم الرمز في الأدب أنّها تجعل الباحث يستنتج فكرة الأديب ومقصده الحقيقي من وراء عمله الأدبيّ، فيضيف مفهوم الرمز في الأدب خصوصية معينة وذائقة تختلف من شاعر لآخر، فيعود استخدام الرمز إلى أنّ ثمّة علاقة طرديّة بين الحالة النفسيّة والشاعر أو الأديب.
مفهوم الرمز في الأدب
إن مفهوم الرمز في الأدب هو بمثابة إشارة من الشاعر أو الأديب يتخفّى خلفها بعض الأمور التي لا يريد المؤلف أن تصل بشكلٍ مباشر إنّما ببحثٍ وَتَحَرٍّ، فالرّمز غالبًا ما كان قناع المُبدع الذي به استطاع أن يتجاوز المواضيع ويوظّفها من مثل شعراء العصر الجاهلي فقد كان ممنوعًا عليهم ذكر محبوباتهم في القصيدة إلا أنَّ بعضهم ذكرها ولكن أخفاها خلف رموز مختلفة من مثل الأطلال التي كانت رموزًا لمكان المحبوبة، فالرمز لا يحمل هويته في ذاته وإنما بإشارات بديلة.[١]
مفهوم الرمز في الأدب هو الإيحاء، أيْ التعبير غير المباشر عن النواحي النفسيّة المستترة، أمّا الرمزية فهي أن توحيَ بأفكارٍ أو عواطف باستعمال كلمات خاصّة في نظام دقيق لنقل المعنى بتأثير خفيّ أو غامض، بحيث ينطلق المعنى في آفاق واسعة جدًا، فالرمزية هي التعبير عن الأفكار والعواطف، ولكن بطريقة غير مباشرة، إنّما بواسطة وضع توقعات لماهية الأفكار والعواطف، وذلك بإنعاشها في عقل القارئ من خلال الاستعمال الرمزي غير الواضح لها.[١]
وظيفة الرمز في الأدب
فتح المذهب الرمزي باب الغموض على القارئ، هذا الغموض الذي وظَّفه الكاتب، وهو من أبرز ما يُميّز الفن بكونه فنًا وليس كلامًا مبتذلًا، فاكتسب مفهوم الرمز في الأدب وظائف عدة منها القدرة على التعبير عن المشاعر المبهمة والعميقة في النفس البشرية، أكثر من اللغة العادية التي لا تستطيع التعبير عنها كما يستطيع الرمز الذي يمكنه الكشف عن أدق الألوان النفسية وفروقها الخفيّة، إضافة إلى أن الرمز يوحي بالحالة ولا يصرح بها، ويثير الصورة ثم يتركها تكتمل من تلقاء ذاتها كما تتسع الدوائر في الماء، وذلك عن طريق الفعالية الذهنية للمتلقي، ومن الوظائف المميزة أيضًا أن الرمز وسيلة قادرة لأن تتقبل التأويل والتفاسير المختلفة من قِبل المتلقي، ومن خلاله يصبح القارئ مشاركًا للمبدع في فنه.[٢]
نشأة الرمز في الأدب
إن الأدب الإنسانيّ نشأ مرتبطٌ بالرمز، والأساطير القديمة كانت المنجم الرئيس للرمز، هذا الأمر الذي يدل على أن الأدب الحديث بكونه أدبًا رمزيًّا لم ينشأ في فراغ، ولكن كانت بدايات الرمز أنها ظهرت في فرنسا في آواخر القرن التاسع عشر، فكانت الرمزية وقتها اتجاهًا خاصًّا في الأدب يتميز عن غيره، فالرمزية ليست وليدة الزمن الحديث، ولا هي قرينة بالأدب الغربي عامة أو الأدب الفرنسي على وجه الخصوص، فهذا يعدّ تجاهلًا لحقائق واضحة في الأدب الإنساني وتاريخه منذ عدة آلاف من السنين، ومنها إسهامات الأدب المصري عبر خمسة آلاف من السنين، والشعر الملحمي في الملاحم الهندية واليونانية وغيرها التي كانت تفيض بالرمز، إضافة إلى رمزية الصوفيين في عصر الإسلام وقبله.[٣]
المراجع[+]
- ^ أ ب نسيب النشاوي (1984)، مدخل إلى دراسة المدارس الأدبية في الشعر العربي المعاصر (الطبعة الأولى)، الجزائر: ديوان المطبوعات الجامعية، صفحة 460-461. بتصرّف.
- ↑ "خصائص الرمزية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-07-11. بتصرّف.
- ^ أ ب فايز علي، الرمزية والرومنسية في الشعر العربي (الطبعة الثانية)، صفحة 59-58. بتصرّف.