كيف أخبرهم أن اليوم عيد ميلادي
كيف أخبرهم أن اليوم عيد ميلادي
اليوم هو عيد ميلادي، هذا اليوم الذي مرّت عليه أعوامٌ عديدة، وفي كلّ مرة أكون متحمسًا ليعرف كلّ من أحبهم هذا التاريخ المهم بالنسبة لي كي يُهنؤوني بعيد ميلادي، ولا أعرف هذه المرّة كيف أخبرهم أن اليوم عيد ميلادي، إذ إنني أشعر أن الجميع قد نسي ما يعنيه هذا التاريخ، أو ربما يتظاهرون أمامي بالنسيان ليعُدّوا لي مفاجأةً جميلة، ويحتلفوا بهذا اليوم معي.
لكن، وفي جميع الأحوال أريد أخبرهم بهذه الذكرى، لكنني مترددٌ من هذه الفكرة، إذ كيف أخبرهم أن اليوم عيد ميلادي وأنا أفترض بيني وبين نفسي أنهم من الأجدر بهم تذكر هذه المناسبة وحدهم دون تذكيرٍ مني، أو ربما ستتكفل وسائل التواصل الإجتماعي بهذه المهمة، وسيعلمون وحدهم أن اليوم عيد ميلادي.
ربما سينسى الجميع مناسبةً كهذه، فعيد ميلادي مناسبة شخصية تخصني وحدي ولا تخصّ الجميع، لكنني متأكدٌ أن البعض لن ينسى هذه المناسبة، خصوصًا أمي وأبي اللذيْن يحتفلان بي في كلّ عام، فأمي هي التي أنجبتني وتعرف جيدًا ما يعنيه هذا اليوم بالنسبة لي ولها، لذلك لن تنساني، ولن تجعلني أقع في الحيرة المعهودة التي أقع بها مع الجميع، وهي حيرتي كيف أخبرهم أن اليوم عيد ميلادي، كما أنّ أصدقائي المقربين لن ينسوا هذا التاريخ المهم بالنسبة لصديقهم الأقرب، وعلى الأرجح بأنّهم سيجهزون لي الهدايا الرائعة التي تُشعرني بالفرح، رغم أن مجرّد تذكرهم لهذه المناسبة الخاصة هو فرحٌ كبير بالنسبة لي، ويُعطيني شعور بالتميّز، فمعنى الصداقة الرائع يتجسّد في تذكر الأصدقاء مناسبات بعضهم بعضًا.
أنتظر مناسبة عيد ميلادي بفارغ الصبر في كلّ عام، على الرغم من أنّ العمر يتقدّم بي وتمضي بي الأيام، لكنني أشعر في كلّ ذكرى ميلادٍ لي أنني أصبحت أكثر نضوجًا، وأنني أقترب أكثر من تحقيق أحلامي، وأحمد الله كثيرًا على وجود من أحبهم إلى جانبي من أهلٍ وأصدقاء، كما أنّ مناسبة عيد ميلادي بالنسبة لي تُعدّ فرصة مناسبة كي أعيد حساباتي مع كلّ شيء، وأراجع ما وصلت إليه من طموحٍ وأهداف، وأشحذ عزيمتي بالأمل، وأتحدّى الصعاب، ففي كلّ مرة أشعر أنني أصبحت أقوى وأعمق، وأنّ حياتي يجب ـن تكون بهدفٍ كبير؛ لأن الله لم يخلقنا عبثًا، لهذا فإنّ مناسبة عيد ميلادي ليست مجرّد مناسبة عابرة لاستقبال الهدايا وإطفال الشمع وتناول الحلويات، بل هي فرصة لإعادة الحسابات مع نفسي والتقرب من الله.