حول تاريخ الأنبياء

بواسطة:

الأديان السماوية

تسمَّى الأديان السماويَّة بذلك لأنَّها حسب جميع الذين يؤمنون بها نزلت من السماء من عند الله تعالى، كما يُطلق عليها أيضًا الأديان الإبراهيمية منسوبةً بذلك إلى نبيِّ الله إبراهيم الخليل -عليه السلام-، وذلك لأنَّ جميع أنبياء هذه الديانات من سلالة إبراهيم -عليه السلام- كما يرى أتباعها، وتتميَّز الأديان السماوية عن بقية الأديان على وجه الأرض والتي يبلغ عددها أكثر من عشرة آلاف دين بأنَّ جميعها يعتقد بوحدانية الله تعالى رغم الخلافات الكثيرة فيما بينها على حقيقة وماهية الإله، وفي هذا المقال سيتم تسليط الضوء على الأنبياء وحول تاريخ الأنبياء.[١]

مفهوم النبوة والنبي

قبل أن يدور الحديث حول تاريخ الأنبياء يجدر بالذكر الالتفات إلى مفهوم كلمة النبوة بشكل مختصر، حيثُ تُعرف كلمة النبوة من عهود قديمة جدًّا، وذُكِر أنها وردت في جميع اللغات على وجه الأرض على الرغم من الاستعمالات المختلفة والمتنوعة لها، وقد وردَت كلمة النبوة في كتاب الله تعالى كثيرًا، وتعرَّف النبوة بأنها أخبار ستقع في المستقبل يطلِع الله تعالى عليها من يشاء من خلقه، وأمَّا لغةً فإنَّ النبوة تدلُّ على المكان المرتفع، والنبي هو العلم الذي يهتدي به البشر، ومن هذه الكلمة أُخذَت كلمة النبيِّ لأنَّه أرفع الناس خلقًا وأعظمهم شأنًا وبه يهتدي الناس، وقد حدد الشرع الإسلامي كما ورد في القرآن الكريم الذي أنزله على قلب رسوله بواسطة جبريل -عليه السلام- تبيان معنى لفظِ النبي، فهو الذي أنزل عليه وحي من الله تعالى وأمره بتبليغ الرسالة للناس ودعوتهم إلى عبادة الله والإيمان به وتوحيده.[٢]

صفات الأنبياء

لم يترك كتاب الله تعالى شيئًا إلا وبيَّنه للناس حتى لا تختلط عليهم الأمور ويسقطوا في بعض الأخطاء، فتناول أيضًا صفات الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى وبلَّغهم رسالته عن طريق الوحي وحمَّلهم رسالة سماوية عظيمة، فالأنبياء ليسوا سحرةً كما كان يدَّعي المشركون والكفار والجاحدون، فهم أبعد ما يكونون عن السحر لأنَّ الساحر لا يمكن أن يحرزَ نصرًا أو نجاحًا في حياته، قال تعالى: {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ}،[٣] والأنبياء ليسوا شعراء غايتهم أن يجذبوا الناس بكلام جميل ساحر، لأن ذلك كلام الله ينطوي على معجزات حقيقية وتعاليم دينية سماوية لا يمكن لأي شاعر أن يبلغها، قال تعالى: { وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تُؤْمِنُونَ * وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ}،[٤] كما أنَّ الأنبياء ليسوا الفلاسفة ولاكهَّان، ومن أهمِّ صفات الأنبياء فيما يأتي:[٢]

  • أنَّ جميعهم بشر، يأكلون ويشربون ويمشون في الأسواق.
  • أكملُ الناس خلُقًا وأحسنهم خَلقًا.
  • أصدق الناس في الإيمان وأنقى الناس قلوبًا.
  • جميعهم من الرجال.
  • ويتصفون بالصبر وقوة البنية والرحمة وصدق الحديث وكثرةُ العلم الذي أطلعهم الله عليه.

حول تاريخ الأنبياء

في بداية الحديث حول تاريخ الأنبياء لا بدَّ من القول بأنَّ الله تعالى خلقَ آدم -عليه السلام- وجعله أوَّل خليفة له في الأرض وأوَّل الأنبياء والرسل ليعمرها بشريعة الله تعالى، ولكنَّ البشر كانوا كثيرًا ما يحيدون عن الصواب وعن الطريق الذي ارتضاه الله لهم، فكان الله يرسلُ الأنبياء ليصصحِّوا المسار مبشرين ومنذرين، وقد كان عدد الأنبياء كبير جدًّا إلا أنَّ عدد المرسلين أقل بكثير، وذلك كما وردَ في الحديث الصحيح، فعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: "قلتُ: يا رسولَ اللهِ! أيُّ الأنبياءِ كان أولُ؟، قال: آدمُ، قلتُ: يا رسولَ اللهِ!، ونبيٌّ كان؟، قال: نعم نبيٌّ مُكلَّمٌ، قلتُ: يا رسولَ اللهِ كم المرسلونَ؟، قال: ثلاثُ مئةٍ وبضعةَ عشرَ، جمًّا غفيرًا"،[٥] وهذا دليل على أنَّ آدم -عليه السلام- أول الأنبياء.[٦]

وفي حديثٍ آخر وردَ أنَّ عدد الأنبياء 124 ألف نبي أمَّا المرسلون فهم 313 فقط، عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: "قلتُ يا رسولَ الله ِكم الأنبياءُ؟، قال: مائةُ ألفٍ وأربعةٌ وعشرون ألفًا، قلتُ: يا رسولَ اللهِ كم الرسلُ منهم ؟، قال: ثلاثُمائةٌ وثلاثةَ عشرَ جمًّا غفيرًا، قلتُ: يا رسولَ اللهِ من كان أولُهم؟، قال: آدمُ، قلتُ: يا رسولَ اللهِ نبيٌّ مُرسَلٌ؟، قال: نعم خلقه اللهُ بيده ونفخ فيه من رُوحِه ثم سوَّاه قبلًا، ثمَّ قال: يا أبا ذرٍّ أربعةٌ سِريانيون، آدمُ وشيثُ ونوحٌ وخنوخٌ وهو إدريسٌ وهو أوَّلُ من خطَّ بالقلمِ، وأربعةٌ من العربِ هودُ وصالحٌ وشعيبٌ ونبيُّك يا أبا ذرٍّ، وأولُ نبيٍّ من بني إسرائيلَ موسى وآخرُهم عيسى، وأولُ النبيِّينَ آدمُ وآخرُهم نبيُّكَ"،[٧] وقد كان أربعة من الأنبياء عرب: هود، صالح، شعيب، محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو خاتم الأنبياء والمرسلين.[٦]

أسماء الأنبياء في القرآن

وعلى الرغم من كثرة عدد الأنبياء فإنَّ القرآن الكريم لم يذكر من أسمائهم غير خمس وعشرين نبيًّا ورسولًا، ذكرَ الله أسماء ثمانية عشر منهم في سورة الأنعام وحدها، وذكر بقية الأسماء في العديد من سور القرآن الكريم، ولا بدَّ في الحديث حول تاريخ الأنبياء من ذكر أسماء الأنبياء الذين أخبرنا الله تعالى عنهم في محكم التنزيل وهم: آدم، إدريس، نوح، هود، صالح، إبراهيم، لوط، إسماعيل، إسحاق، يعقوب، يوسف، أيوب، شعيب، موسى، هارون، يوشع بن نون، ذو الكفل، داوُد، سليمان، إلياس، اليسع، يونس، زكريا، يحيى، عيسى، محمد -صلى الله عليهم وسلم أجمعين-.[٦]

المراجع[+]

  1. "ديانات إبراهيمية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 16-07-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "نبي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-07-2019. بتصرّف.
  3. سورة طه، آية: 69.
  4. سورة الحاقة، آية: 41-42.
  5. رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 5669، صحيح.
  6. ^ أ ب ت "عدد الأنبياء والرسل"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-07-2019.
  7. رواه ابن كثير ، في البداية والنهاية، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 2/140، [فيه] محمد الغساني الشامي تكلموا فيه.

مواضيع ذات صلة بـ

شروط دعوى التعويض

. التعويض . تعريف الدعوى . شروط دعوى التعويض . كيفية تقدير التعويض التعويض يُعرّف التعويض بأنّه المقدار الذي يدفع للشخص المتضرّر بسبب م

طريقة-تخزين-حليب-الأم

. حليب الأم . طريقة تخزين حليب الأم . خيارات تخزين حليب الأم . نصائح لتخزين حليب الأم . فيديو عن طريقة تخزين حليب الأم بعد الشفط حليب الأم

الدوفاستون-لتثبيت-الحمل

. ما هو الدوفاستون . الدوفاستون لتثبيت الحمل . استطبابات الأخرى لإعطاء الدوفاستون . مخاطر إعطاء الدوفاستون . الآثار الجانبية للدوفاستو