قصة الأسد والبعوضة
قصة الأسد والبعوضة
في غابةٍ من غابات أفريقيا حدثت هذه القصة، حيث كانت ليلةً حارةً وجميع من في الغابة مزعوج من الحر الشديد وغير قادرٍ على النوم، ومن بين تلك الحيوانات كان الأسد والبعوضة، فالأسد هو ملك الغابة حينها، والبعوضة حشرةٌ تتغذى على مص دماء الحيوانات، فقرر الأسد الذهاب لبحيرة الماء عله يجد بعضًا من الراحة بالنوم قرب الماء، وأثناء ذهابه للغابة إذ ببعوضة مستلقية فوق العشب تصرخ على الأسد الذي كاد أن يدوس عليها.
نظر الأسد والبعوضة تقف عند قدميه بغضب وزأر عليها مستغربًا من جرأتها على الحديث معه بهذه الطريقة، فقال لها: كيف تجرئين على الحديث معي هكذا ألا تعلمين أني ملك الغابة، فانزعجت البعوضة منه وقالت له: إن كنت ملك الغابة فعليك أن تحترم الرعية وتدع الكائنات الصغير تنام بهدوء، فأجابها الأسد وقال: أنا ملك الغابة أذهب أينما أشاء وأكل من أريد وأستيقظ متى أريد وأنام أينما يحلو لي، ولا يستطيع أحدٌ أن يحاسبني فأنا الأسد والبعوضة الحقيرة تتجرأ علي، ياللسخرية! غضبت البعوضة من كلام الأسد وقالت له: أنت تقول أنك الملك ولكن لم ينتخبك أحدٌ كملك، وأنا لا أريدك ملكًا عليّ.
غضب الأسد والبعوضة ما زالت مستمرةً بكلامها، وهي تثير غضبه وحنقه؛ لأنه أزعج راحتها وأيقظها من نومها، فزأر بها ثانيةً وهدّدها إن لم تذهب من أمامه فسيسحقها ويقتلها شر قتلة، ضحكت البعوضة مستهزئة بالأسد وطلبت منه النزال، فقال لها: أنا ملك الغابة ولن أنازل بعوضةً حقيرةً مثلك، فقالت البعوضة للأسد: إن لم تنازلني الآن سأقول للجميع إنّ الأسد خاف من مواجهتي بالنزال، وافق الأسد والبعوضة أكملت كلامها فقالت له: ولكن بشرط، فسألها الأسد عن شرطها، فقالت: المنتصر سيكون هو ملك الغابة، وسنقول للجميع نتيجة هذا النزال.
استعدّ الأسد للنزال مستخِفًا بقوة البعوضة الهزيلة قفز الأسد والبعوضة، فردّت جناحَيْها وطارت في الهواء بخفّة ملحوظة، زأر الأسد والبعوضة تطير ضاحكةً من زهرةٍ إلى أخرى إلى أن دخلت في أنف الأسد، فصرخ الأسد وبدأ بفرك أنفه بالتراب والبعوضة تلسعه في جميع الاتجاهات، طلب الأسد من البعوضة الخروج من أنفه وهو يصرخ متألمًا، والبعوضة سعيدةٌ بسماع صراخه، فقالت البعوضة للأسد: هل تعترف بي ملكة الغابة، فزأر الأسد والبعوضة تنتظر جوابه ليقول لها: أنت الملكة على الغابة.
ذهب الأسد حزينًا لأنّه هُزم من قبل حشرة ضعيفة ووقفت البعوضة مزهوةً سعيدةً بانتصارها وهي تقول لقد هزمت الأسد الضعيف والمتعجرف، وأثناء رقصها وسعادتها واستهزائها بالأسد هبت رياحٌ أطاحت بها إلى شبكة العنكبوت، حاولت البعوضة المتعجرفة الفرار من شبكة العنكبوت، ولكن كلما حاولت الفرار كانت تلتصق أكثر إلى أن رأها العنكبوت والتهمها.
كلّ هذا كان نتيجةً لعجرفتها واستهزائها بهزيمة الأسد، قصة الأسد والبعوضة كانت عبرةً على عدم التغطرس والتعجرف وأن الخسارة ستكون نتيجةً حتميةً لهما.