سؤال وجواب

تأملات في سورة نوح


مهمة الأنبياء عليهم السلام

الأنبياء -عليهم السلام- هم صفوة الخلق الذين اختارهم الله -عزّ وجلّ- لإيصال رسالته إلى خلقه، حيث أن تبليغ الدعوة هي مهمة الأنبياء الرئيسية، قال تعالى: {مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ ۗ}،[١] ومن مهام الأنبياء أيضًا تبيين الشرائع والأحكام للناس، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ * بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ۗ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}،[٢] كما حرص الأنبياء والرسل على تزكية النفوس وشحذ الهمم نحو الأخلاق الحميدة مثل الصدق والأمانة، وقد صبرالأنبياء في الدعوة إلى الله ومن أكثرهم النبي نوح -عليه السلام-، وسيكون هذا المقال حول تأملات في سورة نوح.[٣]

تأملات في سورة نوح

أنزل الله -عزّ وجلّ- الكتب السماوية وأرسل الرسل مبشرين ومنذرين، فاهتدى كثير من الناس إلى الحق وعرفوا الغاية التي خُلقوا من أجلها وهي عبادة وتوحيد الله، إلا أن قسم كبير من البشر أصروا وعاندوا واستكبروا ومنهم قوم نوح -عليه السلام- وقد حكا الله بعضًا من أخبارهم في سورة نوح وهذه بعض من التأملات في سورة نوح:[٤]

  • إرسال النبي نوح -عليه السلام- كان لقومه خاصة، قال تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.[٥]
  • إصرار قوم نوح على الكفر والمعصية بالرغم من جميع ما بذله النبي نوح في سبيل هدايتهم إلى طريق الرشاد والحق ولجوئه إلى الكثير من أساليب الدعوة من ترغيب وترهيب، قال تعالى: {وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا}.[٦]
  • الاستغفار سبب في جلب الرزق والخير، قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا}.[٧]
  • تذكير النبي نوح -عليه السلام- قومه بعجائب قدرة الله في خلق السماوات والأرض والشمس والقمر، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا}.[٨]

الصبر في الدعوة إلى الله

الدعوة إلى الله مهمة تحتاج إلى صبر وقوة عزيمة حيث أن تغيير السلوك والاعتقاد لدى البشر من الأشياء الصعبة التي بذل فيها الأنبياء قُصارى جهدهم، وكان هذا واضحًا من خلال تأملات في سورة نوح فالنبي نوح -عليه السلام- صبر على قومه وتحمل آذاهم قرابة الألف سنة، قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا}،[٩] كما تحمل جميع الأنبياء مشاق الدعوة وصبروا عليها ومنهم إبراهيم -عليه السلام- والنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي قال للملك المبعوث لتنفيذ أمره بعدما آذاه قومه ونالوا منه: "نادانِي مَلَكُ الجِبالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُ، فقالَ، ذلكَ فِيما شِئْتَ، إنْ شِئْتَ أنْ أُطْبِقَ عليهمُ الأخْشَبَيْنِ؟ فقالَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: بَلْ أرْجُو أنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصْلابِهِمْ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ وحْدَهُ، لا يُشْرِكُ به شيئًا"،[١٠] ويظهر من هذا الحديث عظيم رحمة النبي بأمته وشفقته عليهم وهذا من أعظم شروط نجاح الداعية وتلقي دعوته بالقبول والإجابة.[١١]

المراجع[+]

  1. سورة المائدة، آية: 99.
  2. سورة النحل، آية: 43-44.
  3. "مهمة الأنبياء"، www.uobabylon.edu، اطّلع عليه بتاريخ 19-07-2019. بتصرّف.
  4. "سورة الجن و سورة نوح‬"، www.youtube.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-07-2019. بتصرّف.
  5. سورة نوح، آية: 1.
  6. سورة نوح، آية: 7.
  7. سورة نوح، آية: 10-11.
  8. سورة نوح، آية: 15-16.
  9. سورة العنكبوت، آية: 14.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3231، صحيح.
  11. "الدعوة إلى الله .. مهمة تحتاج إلى صبر"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-07-2019. بتصرّف.