أول معركة في التاريخ
مفهوم المعركة
تُعرف المعركة -وجمعُها معارك- أنّها صراع بين مجموعتين أو أكثر، سياق حروب بين طرفين، يختلف بينهما عدد المقاتلين ويتفاوت، وعادة ما يكون هناك طرف يفوق الآخر عددًا، وتنتهي المعركة بفوز أحد الطرفين، إما بالقضاء على الخصوم أو انسحابهم.[١] ومنها فالحروب هي نزاعات منظمة وتستمر لفترة طويلة، وتتسم بالعنف، وتلحق بالطرفين أضرارًا اجتماعية، واقتصادية، ونفسية، وجسديّة، ذلك أنها نزاع مسلح فعلي متعمد، وهي نزاع البقاء أو معركة البقاء الناجمة عن أحد أشكال العنف، والحالة القائمة عكس المعارك والحروب تسمى السّلام،[٢] أما هذه المقالة فستكون عن أوّل معركة في التاريخ وأسبابها.
أول معركة في التاريخ
تذكر قصّة قابيل وهابيل أن إبليس وسوس لقابيل بأن الله تقبّل قربانا من هابيل ولم يتقبّل من قابيل، وكان سبب التعدّي سبب نفسي دافعه الغضب، إذ لم يتقبّل قابيل أن يقبل الله القربان من هابيل ولا يقبله منه، فدعاه للقتال، ورفض هابيل ذلك في قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[٣] إلا أنّ قابيل سارع إلى قتله، فكانت هذه أول جريمة في تاريخ البشرية، وبعد نزول آدم إلى الأرض.[٤]
لم يكن قابيل كافرًا، فعندما أرسل الله غرابًا ليريَه كيف يواري سوأة أخيه، ندمَ قابيل على فعلته، وتذكر المصادر التاريخيّة أنّ آدم قبل وفاته لم يكن راضيًا عن قابيل بعد قاله أخيه، فاجتمع بأخ ثالث لهما هو شيث بن آدم، وأوصى شيث أن يسكن وأبناءه الجبل، فكانت السهول والوديان لقابيل وأبنائه، والجبال لشيث وأبنائه، وتذكر قصة النبي شيث عليه السلام أنه التزم وصيّة والده، وعند وفاته أوصى أبناءه ألا ينزلوا الجبل ويختلطوا بقابيل وأبنائه مهما كان السبب، والتزم شيث وأبناؤه بذلك لفترة زمنية طويلة، حتى وصل الأمر لابنه يَرْد، فنقض ميثاق أبيه بوسوسة من الشيطان، ونزل إلى أرض قابيل، ونزل من بعده قوم من أبنائه قد نهاهم يرد عنها، ولما نزلوا أرض قابيل، وقع أبناء شيث في بنات قابيل وولدوا الجبابرة.[٤]
وتطول القصة بعد ذلك، إلا أن المصادر التاريخية لم تقدّم معلومات كافية عن هذه القصّة، لكنها ذكرت أن أول معركة في التاريخ كانت بين أبناء شيث بن آدام، وأبناء أخيه قبيل، وذلك بعد أن حصل الاختلاط بينهم، وارتكب الزنا لأول مرّة في التاريخ، وانتشر الفساد في الأرض وشاعت الفاحشة.[٤]
معارك ما قبل التاريخ
عند الحديث عن أول معركة في التاريخ، فالمقصود أنّها أول معركة دوّنت في التاريخ الكتابي ومنذ معرفة الكتابة، ولكنّها وقعت فعلًا قبل معرفة الكتابة أي قبل التاريخ، أو قبل التأريخ، وقد وقعت الكثير من المعارك قبل معرفة الإنسان الكتابة وقبل تشكّل المجتمعات الإنسانية،
ولكنّ المعارك التاريخية الفعليّة التي عُرفت مع تطور الكتابة عبر العصور هي معارك السومريّين في العصر البرونزي، ومعها بدأ التأريخ لتاريخ الحضارة السومريّة.[٥]
المراجع[+]
- ↑ "معركة"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "حروب"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-07-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة، آية: 27-30.
- ^ أ ب ت اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، صفحة 3، جزء 1. بتصرّف.
- ^ أ ب "حروب ما قبل التاريخ"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-07-2019. بتصرّف.