سؤال وجواب

صفات أهل المدينة المنورة


المدينة المنورة

المدينة المنورة هي مدينة رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، وأول عاصمةٍ في الإسلام، وثاني أقدس الأماكن بعد مكة، وتبعد عن مكة ما يُقارب أربعمئة كيلو مترًا، وقد تأسست المدينة المنورة منذ زمنٍ قديم، قبل حوالي ألفٍ وخمسمئة عام قبل الهجرة النبوية، وكانت تُعرف باسم يثرب، وأصبح اسمها المدينة المنورة بعد وصول النبي -عليه السلام- إليها، وقد ورد اسم يثرب في القرآن الكريم في قوله تعالى على لسان أحد المنافقين: {وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا}[١]، ودخول المدينة محرّمٌ على غير المسلمين، وفي هذا المقال سيتم ذكر صفات أهل المدينة المنورة.[٢]

صفات أهل المدينة المنورة

صفات أهل المدينة المنورة كثيرة ذكرها الرسول -عليه السلام- في الحديث الشريف، وذلك لأنّهم هم الذين نصروا الرسول ومن معه من المسلمين المهاجرين بعد هجرتهم من مكة إلى المدينة تاركًين أهلهم ومالهم ووطنهم، فقد أثنى النبي -عليه السلام- على أهل المدينة المنورة، ومدحهم الله في القرآن الكريم، ومن صفات أهل المدينة المنورة أنهم أنصار المسلمين الذين نصروا الدين، ومن صفاتهم أنهم السابقون الأولون للدين، إذ يقول تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[٣]، ومن صفات أهل المدينة المنورة أنّ في حديثهم راحة للنفس، وهم أعظم مكانة من في المجاهدين والسابقين والأولين والمنفقين.[٤]

من أشهر صفات أهل المدينة المنورة أن قلوبهم كريمة وفية بالعهد، تفرح بالحق، فالإسلام دخل إليها لأنه دخل إلى قلوب أهلها الأكارم، كما أنّ نفوسهم كريمة، يفتحون بيوتهم للضيف والزائر والمقيم، وهم أهل المؤاخاة والعطاء، وخير دليلٍ على هذا ما فعلوه مع المهاجرين عندما اقتسموا معهم أموالهم وبيوتهم وممتلكاتهم، إذ يصفهم الله تعالى في معرض المدح: {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[٥]، ومن عظيم صفاتهم شدّة إيمانهم لأنّ الإيمان يغمر قلوبهم بفضل من الله تعالى، كما أنّ حبهم للرسول -عليه السلام- كبيرٌ جدًا، وقلوبهم حيّة، وكان الرسول -عليه السلام- يُبالغ في حبهم، وأمر المؤمنين بحبهم.[٤]

فضل المدينة المنورة

فضل المدينة المنورة فضلٌ عظيم، ومكانتها عند الرسول -عليه السلام- مكانة مقدسة، كما أن شفاعة الرسول -عليه السلام- ستكون لمن يمت بالمدينة المنورة، وهذا تكريمٌ لأهلها، وفي ذلك قول الرسول -عليه السلام-: "من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها فإني أشفع لمن يموت بها"[٦]، وقول الرسول -عليه السلام-: "لا يصبر على لأواء المدينة وشدتها أحد من أمتي إلا كنت له شفيعًا يوم القيامة أو شهيدًا"[٧]، وقد دعا الرسول -عليه السلام- بالبركة للمدينة المنورة وجميع أماكنها، إذ يقول في الحديث الشريف: "اللهم بارك لنا في مدينتنا اللهم اجعل مع البركة بركتين والذي نفسي بيده ما من المدينة شيء ولا شعب ولا نقب إلا عليه ملكان يحرسانها"[٨]. [٩]

من فضل المدينة المنورة أيضًا أن الرسول -عليه السلام- دعا لثمارها بالبركة، وجميع صناعها ومدنها، وجعلها حرمًا مثل مكة لا يُحمل فيها سلاح ولا يُراق فيها دم، وحرمتها كحرمة مكة المكرمة، ففي الحديث الشريف قول الرسول -عليه السلام-: "اللهم إنَّ إبراهيمَ حرَّم مكةَ فجعلَها حرامًا، وإني حرّمتُ المدينةَ ما بين مأْزَمَيْها؛ أن لا يُراق فيها دمٌ، ولا يُحمَلُ فيها سلاحٌ لقتالٍ، ولا يُخبَطُ فيها شجرةٌ إلا لعلفٍ، اللهم بارِك لنا في مدينتِنا، اللهم بارِكْ لنا في صاعِنا، اللهم بارِكْ لنا في مُدِّنا، اللهم اجعلْ مع البركة بركتَينِ، والذي نفسي بيده ما من المدينةِ شعبٌ ولا نَقْبٌ إلا عليه ملَكانِ يحرسانِها،؛ حتى تقدُموا إليها"[١٠]، فالإقامة في المدينة المنورة خيرٌ للمسلمين لأنها حرم الرسول -عليه السلام-، ومهبط الوحي، وجوار الرسول عليه اسللام، وهي منزل البركات وبها الكثير من الفوائد الدينية التي تقوي الإيمان وتعود على المسلم بالكثير من الخير في الأخرة.[٩]

المراجع[+]

  1. سورة الأحزاب، آية: 13.
  2. "المدينة المنورة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 20-07-2019. بتصرّف.
  3. سورة التوبة، آية: 100.
  4. ^ أ ب "الأنصار... أهل الإيمان والإيثار"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-07-2019. بتصرّف.
  5. سورة الحشر، آية: 9.
  6. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 8385، صحيح.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1378، صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 1374، صحيح.
  9. ^ أ ب "فضل الإقامة في المدينة النبوية"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-07-2019. بتصرّف.
  10. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 1271، صحيح.