تأملات في سورة غافر
سورة غافر
سورة غافر هي السّورة ذات التّرتيب الأربعين في المصحف العثمانيّ الشّريف، وذات الرّقم الستّين حسب ترتيب نزول سور القرآن الكريم، قيل بالإجماع إنّها سورةٌ مكّيّةٌ، عدد آياتها خمسٌ وثمانون آيةً شريفةً، أمّا وقت نزولها فهو بعد نزول سورة الزّمر، وقبل نزول سورة فصّلت، تحتلّ التّرتيب الأوّل نزولًا بين سور "آل حم"، وإذا ما تمّ التّساؤل عن ترتيب نزول السّور التي فاتحتها "حم" فهي كما يأتي: غافر، فصّلت، وسورة الدّخان وسورة الجاثية وسورة الأحقاف، وفي قابل الحديث سيتمّ الوقوف مع تأمّلاتٍ في سورة غافر.[١]
تأملات في سورة غافر
لكلّ سورةٍ من سور القرآن الكريم جملةٌ من الإعجازات اللّغويّة التي كانت سمة كتاب الله عامّةً، وفي كلّ سورةٍ منه تتلوّن أساليب البيان والبديع لتكون محطّ بحث واهتمام الدّارسين واللّغويين إلى هذا اليوم، وسورة غافرٍ واحدةٌ من هذه السوّر القرآنيّة؛ لذا سيتمُّ الوقوف مع جانبٍ من تأمّلاتٍ في سورة غافر، وعرض بعض مواضع البيان فيها، كما يأتي: في قوله -تعالى-: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا}[٢]، وقوله -تعالى- في سورة الأعراف: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}[٣]؛ الكافر شيءٌ من هذه الأشياء المذكورة والسّؤال هنا: كيف لا يدخلها؟ جوابه يكون بالقول: إنّ المراد بالتّعميم في ذكر {كُلَّ شَيْءٍ}[٢]هو الخصوص هنا، فقد أراد الله -سبحانه وتعالى- المؤمنين، وهذا المعنى قد أُريد أيضًا في سورة الأحقاف بقوله -تعالى-: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ}[٤]، والمراد هو: رحمته في الدّنيا؛ فإنّها عامّةٌ[٥]
وفي قوله -تعالى-: {إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا}[٦]، وفي سورة طه قوله -تعالى-: {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا}[٧]، يمكن لسائلٍ أن يسأل: لم أُدخلت اللّام في آية سورة غافرٍ دون آية سورة طه؟ والإجابة تكون بالقول إنّ الخطاب في سورة غافرٍ كان مع المُنكرين للبعث، ويناسب ذلك التّوكيد باللّام، أمّا الخطاب في سورة طه فقد كان مع نبيّ الله موسى -عليه السلام -، وهو مؤمنٌ بالسّاعة أصلًا فلا يحتاج إلى توكيدٍ فيها.[٥]
وفي قوله -تعالى-: {إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ}[٨]، وفي سورة يونس: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ}[٩]، إنّ النّظر في هاتين الآيتين الكريمتين يثير تساؤلًا حول معنى لفظ "النّاس" وتكراره، حيث كان إظهاره في آية غافرٍ للمشاكلة في الألفاظ، وفي آية يونس: تمّ إضمار النّاس، وتكرار ضمائرهم قبل ذلك فكان إضمارهم لما تمّ ذكرُه من المشاكلة.[٥]
لفظ غافر ومشتقّاته في آياتٍ قرآنيّةٍ
بعد الوقوف مع جانبٍ من تأمّلاتٍ في سورة غافر، وعرض مواضعَ بيانيّةٍ لغويّةٍ فيها سيتمّ عرض بعض آياتٍ من السّور القرآنيّة التي ورد فيها لفظ غافر؛ أي اسم السّورة الكريمة التي تمّ الحديث عنها ومشتقّات هذا اللفظ كما يأتي:[١٠]
- سورة غافر: في قوله -تعالى-: {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ}.[١١]
- سورة البقرة: في قوله -تعالى-: {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ}.[١٢]
- سورة آل عمران: في قوله -تعالى-: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا}.[١٣]
المراجع[+]
- ↑ "مقاصد سورة غافر"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-08-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب سورة غافر، آية: 7.
- ↑ سورة الأعراف، آية: 156.
- ↑ سورة الأحقاف، آية: 25.
- ^ أ ب ت "سورة غافر -كتاب الحاوي في تفسير القرآن الكريم "، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-08-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة غافر، آية: 59.
- ↑ سورة طه، آية: 15.
- ↑ سورة غافر، آية: 61.
- ↑ سورة يونس، آية: 60.
- ↑ "آيات ورد فيها "غافر""، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-08-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة غافر، آية: 3.
- ↑ سورة البقرة، آية: 58.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 16.