معركة عين جالوت أسباب المعركة وأحداثها ونتائجها من خلال موقع فكرة Fekera.com، تعتبر معركة عين جالوت واحدة من المعارك الهامة في التاريخ الاسلامي والتي وقعت عام ٦٥٨ هجرية وبها تم القضاء على اسطورة التتار الجيش الذي لا يقهر.
معركة عين جالوت :
- تعد معركة عين جالوت من أهم المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي، حيث وقعت عام ٦٥٨ هجرية و١٢٦٠م وحقق فيها المصريون فوزا ساحقا وكان الجيش الإسلامي بقيادة ركن الدين بيبرس والمغول بقيادة كتبغا.
- وقعت المعركة في منطقة عين جالوت وذلك يوم الجمعة الموافق ل٢٥ رمضان وقتل فيها عدد كبير من المغول منهم القائد كتبغا وتم اسر ابنه وبهذا الفوز تم حماية العالم الإسلامي والنهاية لمقولة أن التتار جيش لا يهزم.
قبل معركة عين جالوت :
- في القرن السابع الهجري اجتاح المغول العالم الاسلامي وذلك بقيادة جنكيز خان.
- وكانت البداية عندما اكتسحوا دولة الخوارزميين في بلاد فارس وما وراء النهرين ودمروا مدنها وخربوها وقتلوا اهلها.
- وصار المغول يعثوا في الأرض فسادا فأسقطوا الدولة العباسية وسيطروا على حلب ودمشق وغزة والكرك وبيت المقدس والشوبك وارتكبوا فيها مجازر تقشعر لها الابدان.
- وكان في ذلك الوقت يحكم دولة المماليك صبي صغير عمره ١٥ عاما وهو المنصور نور الدين بن المعز أيبك، حيث قام السلطان سيف الدين قطز بخلعه بعد اقناع الأمراء بضرورة التوحد والتجهيز ضد الخطر القادم على المسلمين وعلى دولة المماليك.
- وكان الوضع في مصر في هذا الوقت متأزم للغاية بسبب الفتن والصراعات الداخلية على الحكم بين المماليك البحرية المؤيدون لشجرة الدر وبين المماليك المعزية المؤيدة لسيف الدين قطز وكانت الأوضاع الخارجية بين مصر وجيرانها ممزقة بالكامل والأوضاع الاقتصادية في تردي بسبب الحروب الصليبية المتتالية على مصر.
الاستعداد لمعركة عين جالوت :
- في البداية قام قطز بالسيطرة على الصراعات الداخلية في مصر حيث قام بجمع الأمراء وقال لهَم انه اراد قتال التتار ولن يحدث هذا بدون وجود ملك فإذا خرجنا وكسرنا العدو أقيموا في السلطة من شئتم وقام بالقبض على رؤوس الفتن في مصر وبذلك استقرت الأوضاع الداخلية.
- قام قطز بتوحيد قوة المماليك وذلك بالإفراج عن المماليك البحرية الذين فروا إلى الشام بعد مقتل زعيمهم فارس الدين أقطاي.
- وفي ظل الاستعداد للحرب لمواجهة التتار وصلت رسالة الي مصر يحملها اربعة رسل من المغول وملخصها كان إعلان الحرب علي مصر أو تسليم مصر للتتار.
- جمع قطز الأمراء ومناقشتهم الرسالة وأبلغهم رفضه تسليم مصر وتصميمه على خوض الحرب وتردد بعض الأمراء في البداية، فقال لهم (أنا ألقى التتار بنفسي من أراد منكم الجهاد يصحبني ومن لم يختر ذلك يرجع إلى بيته) فاعلن الأمراء الجهاد.
- وأشار قطز علي سيف الدين بيبرس بشأن الرسل فاجتمعوا على قتل الرسل وتعليق رؤوسهم على باب زويلة.
- قام قطز بعد ذلك بتجهيز الجيش وذلك بجمع الضرائب وأخذ أموال الامراء واخذ زكاة الأغنياء معجلا.
- ثم جمع مجلسه العسكري واقترح عليهم نقل ميدان المعركة في أرض العدو و الخروج لمواجهة المغول في فلسطين وبذلك يمتلكوا عنصر المفاجأة يختاروا هم مكان المعركة ومعادها.
- بدأ علماء الأمة منهم العز بن عبد السلام بالصعود إلى منابر الامة وحث الناس على الجهاد وترغيبهم بالشهادة في سبيل الله واستمر جمع المتطوعين وتدريب المجاهدين ولذلك لمدة خمسة شهور.
معاهدة عكة:
- كانت هناك بعض الإمارات في فلسطين خاضعة للصليبيين ومنها إمارة عكا وحيفا وصيدا.
- وكانت امارة عكا هي اقوي الامارات الصليبية والتي سوف يمر من خلالها جيش قطز إلى فلسطين وكان لابد من إجراء معاهدة صلح مؤقتة بين المماليك والصليبيين.
- حيث قام قطز بإرسال سفراءه إلى عكا لعقد معاهدة سلام بينها مؤقتة ووافق الصليبيين خوفا من رفضهم ينقلب المسلمين عليهم وخوفا من الزحف القادم للتتار الذي سوف يدمرهم ايضا.
- تم عقد هدنة مؤقتة بينهم تنتهي بانتهاء الحرب ضد التتار واتفقوا على أن أي خيانة يقوم بها الصليبيين سيرجع المسلمون ويحاربهم يقوموا بتحرير عكا قبل مواجهة التتار.
- وتعهد الصليبيين بتزويد المماليك بالمؤن والطعام طوال فترة تواجدهم في فلسطين .
بداية المعركة:
- بدأت المعركة في صباح يوم الجمعة ٢٥ رمضان بعد صلاة الفجر وعند شروق الشمس وصل التتار إلى سهل عين جالوت ولم يكن هناك أي أحد من المسلمين فقد اختبئوا خلف الجبال وظهرت فقط مقدمة الجيش بقيادة بيبرس.
- بدأت مقدمة الجيش في النزول وكانت كل كتيبة بلون مختلف هناك الاحمر والاصفر والابيض وبداء نزول كتيبة كتيبة حتي نزلت مقدمة الجيش بقيادة بيبرس إلى أرض المعركة وظهرت فرقة عسكرية وأخذت تدق الطبول وتنفخ أبواقها وتضرب صنوجها النحاسية وبذلك كانت تتلقى الجيوش المملوكية أمرها فكان هناك ضربات معينة للميمنة وضربات للقلب وضربات للميسرة وضربات خاصة لكل خطة وبذلك استطاع قطز إدارة المعركة عن بعد بطريقة لا يعرفها العدو.
- انخداع كتبغا في عدد الجيش وظن أن المقدمة التي أمامه هي جيش المسلمين كله فأراد أن ينهي المعركة بأسرع وقت وقرر أن يدخل بجيشه كله وأمر الجيش ببدء القتال.
- تقدمت أعداد هائلة من فرسان التتار نحو مقدمة جيش المماليك واعطي بيبرس اشارة بدء القتال، فاتجاها فرسان المماليك تجاه جيش التتار واشتد القتال وثبتت مقدمة الجيش أمام التتار وقرر كتبغا الهجوم بكامل جيشه دون وجود أي قوات للاحتياط.
- واشتد القتال بينهم إلى أن دقت الطبول دقات معينة وكانت هذه أوامر من قطز وبيبرس بتراجع،وبدء بيبرس في التراجع السريع وهو يقاتل حتي لا يستنفذ مقدمة الجيش.
- عندما رأى كتبغا تراجع المسلمين أمر جيشه تعقبهم و هزيمتهم ودخل جيش التتار بكامله سهل عين جالوت وانسحب بيبرس بجنوده إلى الناحية الجنوبية.
- وفي هذه اللحظة نزل الجيش الرئيسي إلى أرض المعركة وأسرعت فرقة من المماليك غلق المدخل الشمالي لسهل عين جالوت وأحاط جيش المماليك والتتار واشتد القتال بينهم وأظهر التتار بسالة وتفوق على ميسرة المسلمين واختراقها فنزل قطز إلى أرض المعركة رميا بخوذته مرددا وااسلاماه وااسلاماه ليزداد الضغط على التتار وبدأ المسلمون في التقدم واختراق صفوف التتار وقتل قائدهم كتبغا وبذلك ضعفت عزيمة التتار وحاولوا الفرار إلى الشمال وتمكن عدد كبير منهم من الفرار.
-
خرج المسلمين خلف التتار الذين قاموا بتنظيم صفوفهم وقامت بينهم معركة قرب بيسان واظهر التتار قتالا شديدا حتى كانوا يتمكنوا من المسلمين إلى أن قام قطز بتكرار (واسلاماه وااسلاماه) حتى أقبل جنود المماليك على القتال وتساقط جنود التتار حتى تم القضاء على الجيش بأكمله.
نتائج معركة عين جالوت :
- انتصار المماليك وتمكنهم من المغول والقضاء عليهم وقف تمددها العسكري.
- دخول قطز دمشق والسيطرة عليها بعد فرار أمراء التتار وقام بتعيين ولاة علي جميع المدن الشامية.
- طرد المغول من حلب والسيطرة عليها وتوحيد مصر والشام تحت حكم المماليك في مصر.
- وتعد هذه المعركة هي بداية النهاية للإمبراطورية المغولية والقضاء عليها.
- وبعد معركة عين جالوت بدأ تحرير بلاد الشام من الصليبيين.
- قتل قطز وهو في طريق عودته من دمشق الى القاهرة على يد سيف الدين بيبرس بعد خمسين يوم من معركة عين جالوت.