كيفية الإحرام للعمرة

مفهوم الإحرام
يُعرّف الإحرام لغةً بأنه: المنع والتشديد، فالحرام: ضد الحلال، والإحرام: مصدر أحرم الرجل يحرم إحراماً إذا أهلَّ بالحج أو العمرة، وباشر أسبابهما وشروطهما من خلع المخيط، وتجنُب الأشياء التي منعه الشرع منها كالطيب والنكاح والصيد وغير ذلك، والأصل فيه المنع، فكأن المحرم ممتنع من هذه الأشياء، أما تعريف الإحرام شرعًا، فقد عرّفه الحنفية بأنه: الدخول في حرمات مخصوصة أي التزامها، غير أنه لا يتحقق شرعًا إلا بالنية والذكر، أما عند المالكية فهو: صفة حكمية، توجب لموصوفها حرمة مقدمات الوطء مطلقًا، وترك الطيب، ولبس الذكور المخيط، وهو عند الشافعية والحنابلة: نية الدخول في الحج أو العمرة، والإحرام ركن في العمرة والحج، وسيتم الحديث في هذا المقال عن كيفية الإحرام للعمرة.[١]
العمرة ومشروعيتها
قبل التطرق إلى كيفية الإحرام للعمرة، يجب معرفة أن العمرة لغةً بأنها: الزيارة، وهي من الاعتمار، أما في الاصطلاح فمعنى العمرة: زيارة بيت الله الحرام على وجه مخصوص، وأداء المناسك المعروفة من الإحرام والتلبية، والطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، والحلق أو التقصير، وسميّت العمرة بهذا الاسم لأن بها يتحقق الإعمار لبيت الله الحرام سائر أيام السنة فهي ليست كالحج مختصة بشهر معين، أما بالنسبة لحكم العمرة فهو مما اختلف فيه أهل العلم على قولين، القول الأول وهو الوجوب وهو القول المشهور عن الإمام أحمد والشافعي وجماعة من أهل الحديث -رحمهم الله جميعًا-، أما القول الثاني فهو أن العمرة سنة وليست واجبة وهو مذهب الإمام مالك وأبو حنيفة وإحدى الروايتين عن الإمام الشافعي وأحمد، وقول أكثر أهل العلم، واختيار ابن تيمية -رحمهم الله-، ويظهر مما سبق أن الأغلب على كون العمرة سنة وليست واجبة، وسيتم الحديث فيما يأتي عن كيفية الإحرام للعمرة.[٢]
كيفية الإحرام للعمرة
أركان العمرة أربعة وهي: الإحرام، والطواف بالبيت الحرام، والسعي بين الصفا والمروة، والحلق أو التقصير، وتبدأ العمرة بالإحرام، وكيفية الإحرام بالعمرة يكون بأن يبدأ المعتمر بالغُسل المسنون، ويتطيب بما يجد من الطيب كما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كُنْتُ أُطَيِّبُ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بأَطْيَبِ ما يَجِدُ، حتَّى أجِدَ وبِيصَ الطِّيبِ في رَأْسِهِ ولِحْيَتِهِ"،[٣] والاغتسال عند الإحرام سنة في حق الرجال والنساء، حتى النفساء والحائض، ثم بعد الاغتسال والتطيب يلبس المعتمر ثياب الإحرام، ثم يصلي غير الحائض والنفساء الفريضة إن كان في وقت فريضة، وإلا صلى ركعتين ينوي بهما سنة الوضوء، فإذا فرغ من الصلاة استقبل القبلة وأحرم، وله أن يؤخر الإحرام حتى يركب السيارة ويستعد للمسير، فيحرم قبل انطلاقه من الميقات إلى مكة، ثم يقول: لبيك اللهم بعمرة، ثم يلبي بما لبى به النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو: "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ، لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لكَ وَالْمُلْكَ، لا شَرِيكَ لكَ"،[٤] والتلبية مشروعة في العمرة من الإحرام إلى البدء في الطواف ، فإذا بدأ في الطواف قطع التلبية.[٥]المراجع[+]
- ↑ "الإحرام : تعريفه وحكمه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "مفهوم الحج والعمرة"، www.kalemtayeb.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-07-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 5923، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1184، صحيح.
- ↑ "صفة العمرة"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 21-07-2019. بتصرّف.