تأملات في سورة القيامة
القرآن الكريم
اختلف أهل العلم في تعريف القرآن الكريم لغةً، حيث قال بعضهم أنه مشتق من القرء بمعنى الجمع، لأنه جمع ثمرات الكتب السماوية السابقة، بينما ذهب الإمام الشافعي -رحمه الله- إلى أن القرآن اسم غير مشتق وإنما هو اسم علم على كتاب الله المنزل، كما أن الإنجيل اسم علم على الكتاب المنزل على عيسى -عليه السلام- والتوراة الكتاب المنزل على موسى -عليه السلام- وأما اصطلاحًا، فيُعرّف القرآن الكريم على أنه كلام الله -تعالى- المنزل على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- وحيًا بواسطة جبريل -عليه السلام-، والمتعبد بتلاوته، و المعجز بلفظة، والمنقول بالتواتر، والمحفوظ في الصدور، والمكتوب في المصاحف، والمُفتتح بسورة الفاتحة، والمختوم بسورة الناس، وخلال المقال سيتم توضيح تأملات في سورة القيامة.[١]
سورة القيامة
سور القيامة ىسورة مكية، نزلت في مكة المكرمة بعد سورة القارعة، وعدد آياتها تسعة وثلاثون أو أربعون آية، وعدد كلماتها مئة وتسع وتسعون كلمة،[٢]وسُميت بهذا الاسم بسبب ذكر أهوال الساعة وشدائدها، وبيان بعض أحداث يوم القيامة، كجمع الشمس والقمر، بالإضافة إلى ما يلقاه الإنسان عند الموت، وما يجده الكافر من المعاناة والمتاعب، وقدرة الله -تعالى- على إعادة الخلق، وحسابهم على أعمالهم يوم القيامة، ومن أهم مقاصد السورة التأكيد على عدم عبثية خلق الإنسان، حيث قال الله -تعالى- في مطلع السورة: {أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ}،[٣] وقال في آخرها: {أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى}.[٤][٥]
تأملات في سورة القيامة
عند الوقوف عند بضع تأملات في سورة القيامة يظهر بشكل واضح ترابط الآيات مع بعضها البعض فقد افتتح الله -تعالى- السورة الكريمة بالقسم بيوم القيامة، ثم بالقسم بالنفس اللوامة، حيث قال: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ*وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}، [٦] ثم ذكر بعض أهوال ذلك اليوم العظيم، وبعدها قال عز وجل: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ*إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ}،[٧] حيث إن أبرز سمات النفس اللومة العجلة في الأمر ثم الندامة عليه، فبعد أن تفعل الفعل تلوم نفسها على ما اقترفت، ومن الجوانب البلاغية البيانية التي يمكن الحديث عنها من خلال التأملات في سورة القيامة اقتران فعل القسم ب "لا" والحاجة منه، إذ إن كل أفعال القسم المسندة إلى الله تعالى في القرآن الكريم مسبوقة ب "لا"، ولا يوجد في القرآن الكريم "أقسم"، بل كلها "لا أقسم"، كقوله -تعالى-: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ}، [٨] وقوله -تعالى-: {لَا أُقْسِمُ بِهَـذَا الْبَلَدِ}،[٩]وقد رجح بعض أهل العلم أن هذا التعبير يُعد لونًا لإخبار المخاطب عن أمر يجهله، ويحتاج إلى قسم لتوكيده، كالذي يقول على سبيل المثال: "لا أريد أن أحلف لك على أن الأمر على هذه الحال"، بينما ذهب بعضهم الآخر إلى أن القصد من هذا التعبير هو التأكيد عن طريق النفي، كالذي يقول لا أوصيك بفلان تأكيدًا للوصية عليه.[١٠]المراجع[+]
- ↑ "كتاب: الواضح في علوم القرآن"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2019. بتصرّف.
- ↑ محمد الأمين بن عبد الله الأرمي (1421 هـ - 2001 م)، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (الطبعة الأولى)، بيروت - لبنان: دار طوق النجاة، صفحة 433، جزء 30. بتصرّف.
- ↑ سورة القيامة، آية: 3.
- ↑ سورة القيامة، آية: 36.
- ↑ "الترابط في سورة القيامة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة القيامة، آية: 1،2.
- ↑ سورة القيامة، آية: 16،17.
- ↑ سورة الواقعة، آية: 75.
- ↑ سورة البلد، آية: 1.
- ↑ فاضل بن صالح بن مهدي بن خليل البدري السامرائي (1423 هـ - 2003 م )، لمسات بيانية في نصوص من التنزيل (الطبعة الثالثة)، عمان - الأردن: دار عمار للنشر والتوزيع، صفحة 201. بتصرّف.