من هو فاتح بلاد الصين
الإسلام في الصين
بدأ دخول الإسلام الصينَ بعد وفود رسول الخليفة جعفر المنصور بعث أربعة آلاف مقاتل تحت قيادة "آن لوشان" لمساعدة إمبراطور الصين في حروبه ضد المزعزين للحكم، فكان الإمبراطور يكرم المسلمين لنجدتهم له، وستتم الإجابة عن سؤال: من هو فاتح بلاد الصين في هذا المقال.[١]
من هو فاتح بلاد الصين
هو القائد قتيبة بن مسلم بن عمرو بن حصين بن الأمير أبو حفص الباهلي، الرجل الذي فتح الصين، ولد سنة 48 هـ في بيت إمرة وقيادة بأرض العراق، وكان أبوه مسلم بن عمرو من أصحاب مصعب بن الزبير والي العراق من قبل أخيه أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير، وقتل معه في حربه ضد عبد الملك بن مروان سنة 72 هـ، ترعرع في حفظ القرآن وتعلمه، ومن ثم في تعلم القتال والفروسية، فظهرت فيه أمارات القيادة الناجحة من صغره، وكان مولده ومسقط رأسه العراق قد اشتهر بالفتن والثورات فكان الخلفاء والولاة يشغلون أهلها بالحروب والمعارك لخدمة الإسلام ونشر الدعوة، والذي التفت وانتبه إلى نبوغ قتيبة بن مسلم هو القائد العظيم المهلب بن أبي صُفرة، وبدوره قد أخبر الحجّاج بن يوسف الثقفي والي العراق عن فروسية قتيبة بن مسلم.[٢]
نصّبه الحجاج بن يوسف واليًا على خراسان بعد أن كان المهلب واليًا عليها؛ لأنّ الحجاج يريد أن يوظف القوة الشبابية وكان ذلك عام 86 هـ، وقد وصل حتى كاشغر في الصين في حكمه والذي لم يسبقه بها أحد، وكان له الفضل بعد الله في إسلام القبائل التركية وهم الأتراك الغزية، والأتراك القراخطاي، والأتراك القوقازيون، والأتراك الأيغور، والأتراك البلغار، والأتراك المغول، وهكذا تكون قد تمت الإجابة عن سؤال: من هو فاتح بلاد الصين.[٢]
استراتيجية الفتح لدى قتيبة بن مسلم
من ضمن الأباطيل التي يروجها المستشرقون على سيرة الجهاد الإسلامي في الصدر الأول هو عدم وجود استراتيجية واضحة للفتوحات الإسلامية، يقول المستشرق "أنتوني نتنج" وهو يجزم بباطله: "والحملات بعيدة جدًا على أن تكون نتيجة لتدبير مقصود هادئ، إذ يبدو أنها بدأت كغارات قصد منها أن توجد مخارج جديدة للروح الحربيّة التي كانت تسود القبائل، والتي خطر عليها أن تشتبك في معارك أخوية"، وهذه شبهة واهية وباطل يرده أحداث التاريخ، ووقائع الفتوحات الإسلامية، وما قام به الأمير قتيبة بن مسلم من تقسيم لحملاته الجهادية خير دليل على بطلان هذه الآراء والشبهات، فقد قام قتيبة بن مسلم بتقسيم أعماله لأربع مراحل، حقق في كل واحدة منها فتح ناحية واسعة فتحًا نهائيًا ثبت فيه أقدام المسلمين للأبد، وهي كالآتي:[٣]
- المرحلة الأولى: قام بها قتيبة بحملته على "طخارستان السفلى" فاستعادها، وثبت أقدام المسلمين بها وذلك سنة 86 هجرية، وطخارستان السفلى هي الآن جزء من أفغانستان وباكستان.
- المرحلة الثانية: قاد فيها حملته الكبرى على بخارى فيما بين سنتي "87 - 90"، وخلالها أتم فتح بخارى وما حولها من القرى والحصون، وكانت أهم مدن بلاد ما وراء النهر وأكثفها سكانًا وأمنعها حصونًا.
- المرحلة الثالثة: وقد استمرت من سنة "91 - 93 هجرية"، وفيها تمكن قتيبة من نشر الإسلام وتثبيته في وادي نهر جيحون كله، وأتم فتح إقليم "سجستان" في إيران الآن وإقليم خوارزم "يوجد الآن بين دول إيران وباكستان وأفغانستان"، ووصلت فتوحاته إلى مدينة "سمرقند" في قلب آسيا وضمها إلى دولة الإسلام نهائيًا.
- المرحلة الرابعة: وامتدت من سنة "94 - 96 هجرية"، وفيها أتم قتيبة فتح حوض نهر سيحون بما فيه من مدن، ثم دخل أرض الصين وأوغل فيها ووصل مدينة "كاشغر" وجعلها قاعدة إسلامية، وكان هذا آخر ما وصلت إليه جيوش الإسلام في آسيا شرقًا، وهكذا تكون قد تمت الإجابة عن سؤال: من هو فاتح بلاد الصين.
المراجع[+]
- ↑ كرم حلمي فرحات (2002)، الثقافة العربية و الإسلامية فى الصين، القاهرة: الدار الثقافية للنشر، صفحة 40. بتصرّف.
- ^ أ ب "قتيبة بن مسلم الباهلي"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "قتيبة بن مسلم الباهلي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 26-07-2019. بتصرّف.