تأملات في سورة القصص
سورة القصص
سورة القصص من السّور المكّيّة التي نزلت على النّبيّ محمّد –صلّى الله عليه وسلّم- في مكّة المكرّمة، وتقع في الجزء العشرين، السّورة الثّامنة والعشرون في القرآن الكريم، وترتيبها من حيث النّزول التّاسعة والأربعون بعد فرعون وقومه، وذلك لأنّ المقام كان في النّمل مقام قوّة وثقة، فقد وضع كلّ تعبير في مكانه المناسب، وهكذا فقد تمّ الوقوف على تأملات في سورة القصص مقرونة بسورة النّمل للموازنة بين قصّتي موسى -عليه السّلام- فيهما.
هلاك الظالمين
عندما يريد الله تعالى أن يهلك ظالمًا أو قومًا من الأقوام لفسادهم وطغيانهم فلا رادّ لقضائه، وأمثلة التّاريخ كثيرة، ومنها هلاك فرعون الذي ادّعى الألوهيّة، قال الله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي}،[٦]فانتقم الله تعالى منه شرّ انتقام بالعذاب في الدنيا والآخرة، وجعله عبرة ونكالًا لأمثاله من الجبابرة الظّالمين، لم يمنعه جبروته وسلطانه من جبروت الله وسلطانه، فأغرقه الله تعالى ومن معه من أتباعه في البحر، وبقي إلى هذا اليوم عبرة لمن يعتبر، وكذلك الأمر أهلك الله تعالى قارون الذي ظنّ بأنّ ماله سينقذه من الله تعالى، فقد أخبر الله تعالى عباده بما فعله به فقال: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ}،[٧]فقدرة الله مطلقة، وإرادته مطلقة، ولا رادّ لقضائه، ولا غالب لأمره، ولا معقّب لحكمه، قال تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}،[٨]وقال أيضًا: {وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}.[٩][١٠]المراجع[+]
- ↑ سورة القصص، آية: 1.
- ↑ "مقاصد سورة القصص"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-07-2019. بتصرّف.
- ↑ فاضل صالح السامرائي (1423هـ- 2003م)، لمسات بيانية في نصوص التنزيل (الطبعة الثالثة)، عَمّان: دار عمار للنشر، صفحة 112-113. بتصرّف.
- ^ أ ب سورة القصص، آية: 32.
- ↑ سورة النمل، آية: 12.
- ↑ سورة القصص، آية: 38.
- ↑ سورة القصص، آية: 81.
- ↑ سورة يس، آية: 82.
- ↑ سورة القصص، آية: 88.
- ↑ "مقاصد سورة الفصص"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-07-2019. بتصرّف.