سؤال وجواب

حكم التسمية باسم علي


معنى اسم علي

إنّ من الأسماء العربيّة الأصيلة اسم علي، وهو اسم تتسمّى به طائفة كبيرة من أبناء المسلمين تيمُّنًا بالصّحابيّ الجليل سيّدنا عليّ بن أبي طالب -عليه السّلام-، ولعلّ ما يزيد هذا الاسم جمالًا وتحبُّبًا هو معناه البديع، فعليٌّ يعني الكثير العلوّ، والعالي الشرف، والشّريف، والشّديد، والرّجل الصُّلب، وإذا عُرِّف صار من أسماء اللّٰه الحُسنى، قال تعالىٰ في سورة البقرة: {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}،[١] وسيتم الوقوف على حكم التسمية باسم علي خلال هذا المقال.[٢]

حكم التسمية باسم علي

إنّ اسم علي هو من الأسماء التي كانت العرب تتسمّى بها منذ الجاهليّة، وبعد أن جاء الإسلام بقي المسلمون يسمّون هذا الاسم، وممّن تسمّى به بعد الإسلام عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب -عليهم السّلام-، ولمعرفة حكم التسمية باسم علي يجب النظر في أصل الاسم ومعناه، وهل فيه محظور شرعي؟ هذا الاسم وإن كان إذا أُضيفت إليه ال التعريف صار من أسماء اللّٰه الحسنى، إلّا أنّه غير محظور شرعًا، والدّليل أنّ رسول اللّٰه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم- قد غيّر أسماء كثيرة للصّحابة وأبنائهم، ولكنّه لم يُغيّر اسم عليّ -عليه السّلام-، وقد ثبت عنه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم- تغييره لأسماء كثيرة؛ فقد غيّر النبيّ -صلى اللّٰه عليه وسلّم- اسمَ شهاب وسمّاه هاشمًا، والعاصي، وعزيز، وعَتْلَة، وشيطان، وسمّى حَرْبًا سِلْمًا والحكم وغراب وحباب، وسمى المضطجع المنبعث، وكذلك غيّر اسم أرضٍ يُقال لها عَقِرَة وسمّاها خضرة، وأيضًا شِعْبَ الضلالة سمّاها شِعْبَ الهُدى، وغيّر اسم بني الزِّينة وسمَّاهم بني الرِّشْدَة، وبني مُغوية سمّاهم بني رِشْدَة‏،[٣] ولكنّه لم يُغيّر اسم علي، بل كان يُحبّه كثيرًا، وحين آخى بين المهاجرين والأنصار جعله أخاه، وغير ذلك فالتّسمية بأسماء الصّحابة -رضوان اللّٰه عليهم- من الأمور المستحبّة؛ فهم خير البشر بعد رسول اللّٰه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم-، واللّٰه أعلم.[٤]

عليُّ بن أبي طالب

من أبرز الشّخصيّات، بل أبرزها على إطلاق الكلام، التي حملت اسم علي هو أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب -عليه السّلام-، صهرُ رسول اللّٰه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم-، وابن عمّه، ورابع الخلفاء الرّاشدين، وأحد العشرة المبشّرين بالجنّة، كانت ولادته سنة 23 قبل الهجرة، وتشير الرّوايات إلى أنّه قد ولد في جوف الكعبة، ولكنّ من العلماء من يُضعّف هذه الرّوايات، كان من السّابقين إلى الإسلام، فهو أوّل الصّبيان إسلامًا، وثالث المسلمين بعد خديجة وأبي بكر -رضي اللّٰه عنهم أجمعين-، هاجر إلى المدينة بعد أن هاجر رسول اللّٰه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم- وصاحبه أبو بكر -رضي اللّٰه عنه- بثلاثة أيّام حسب الرّوايات، وقد بقي -عليه السّلام- في فراش النّبيّ -صلّى اللّٰه عليه وسلّم- ليلة هاجر إلى المدينة؛ لئلّا يعلم المشركون أنّه قد هاجر، وكان بذلك أوّل فدائي في الإسلام.

تولّى الخلافة سنة 35 للهجرة، وقد حكم من الكوفة، وكانت مدّة حكمه تعجّ بالفتن والاضطرابات والحروب بين المسلمين أنفسهم بسبب فتن قد أوقد نيرانها بعض من كان يحبّ أن يرى المسلمين يقتتلون، وعلى رأسهم عبد اللّٰه بن سبأ اليهوديّ اليمنيّ، وقد استُشهد -كرّم اللّٰه وجهه- سنة 40 للهجرة على يد الخارجيّ الهالك عبد الرحمن بن ملجم في رمضان وهو يُصلّي بعد أن قام من السّجود.[٥]

المراجع[+]

  1. سورة البقرة، آية: 255.
  2. "معنى اسم علي في قاموس معاني الأسماء"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-7-2019. بتصرّف.
  3. "كتاب: الأذكار المنتخب من كلام سيد الأبرار"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-7-2019. بتصرّف.
  4. "آداب تسمية الأبناء"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 27-7-2019. بتصرّف.
  5. "علي بن أبي طالب"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 27-7-2019. بتصرّف.