سؤال وجواب

معلومات عن اضطراب الشخصية الاجتنا


الرغبة في العزلة

قد يختار بعض الأفراد العزلة حتّى لا يضطروا إلى التفاعل مع الآخرين؛ بسبب قلقهم وخوفهم من إحراج أنفسهم أمام الآخرين، وقد يتخيّل البعض ممّن يعانون من الاضطرابات في العلاقات، أنّهم غير مَقبولين بسبب رغبتهم في الانتماء، وقد يميل بعض الأفراد إلى وصف أنفسهم بعدم الارتياح، والقلق، والوحدة، والعزلة عن الآخرين، وغالبًا ما يشعرون بأنّهم غير مستحقّين للعلاقات التي يرغبون فيها، لذا فَهم يخجلون من محاولة بَدئها، وإذا نجحوا في تكوين علاقات، فمن الشائع أيضًا أن يتخلّوا عنها بشكل استباقيّ؛ بسبب الخوف من فشل العلاقة، أنّ كلّ ما سبق يمكن أن يقدّم بعض المعلومات عن اضطراب الشخصية الاجتنابي.[١]

اضطراب الشخصية

عند ذكر أيّ معلومات عن اضطراب الشخصية الاجتنابي، قد يكون من المفيد بداية تحديد ماهية الشخصية المضطربة، أن اضطراب الشخصية Personality Disorder يشير إلى نمط من سوء التوافق، له جذوره العميقة في النفس، والخاصّ باضطراب العلاقة بالآخرين، إنّ الشخص المضطرب لا يَعي وجود مشكلة، ولكنّه يسبّب أسى شديدًا للآخرين، هذه المسألة زادت من اهتمام الباحثين بعلم النفس باضطرابات الشخصية في العقود الأخيرة، وذلك للتعرّف على بداياتها وأسبابها، في محاولة لتقديرها أو تقييمها.[٢]

باعتبارها نمطًا من الأنماط الشاملة المستمرّة وسيئة التكيّف من السلوك، والذي ينحرف من معايير المجتمعات التي ينتمي إليها، وأن اضطراب الشخصية هو نمط معرفيّ سلوكيّ يظهر في عمر مبكر وينميه الفرد كي يواجه به مشكلات حياته البسيطة والمحددة، ويحدث اضطراب الشخصية عندما تتحول سمات شخصية الفرد من المرونة الى عدم المرونة وسوء التوافق، محدثة عجز واضح ومؤثر في فعالية الفرد الاجتماعية والمهنية. وقد تحدث اضطرابات الشخصية مبكرا، ثمّ تتبلور في أواخر المراهقة وبدايات الرشد، بشكل اضطرابات في السلوك.[٢]

معلومات عن اضطراب الشخصية الاجتنابي

أنّ اضطراب الشخصية الاجتنابي Avoidant Personality Disorder هو: متلازمة أو عارض يتميز بأنه طويل الأمد، ناتج عن القلق الاجتماعي، والانعزال أو الانسحاب، والحساسية الزائدة تجاه الاخرين، وانخفاض معدل الثقة بالنفس، وأنّ الاشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الاجتنابي لديهم مشاعر عدم الكفاءة طويلة الأمد، وهم وحسّاسون للغاية لما يعتقد الآخرون عنهم، وهذه المشاعر بعدم الكفاءة تؤدّي إلى إعاقة الشخص ومنعه من أن يكون اجتماعيًّا، إذ يشعر بأنه غير كفء اجتماعيًا، ولذا فإنّ الشخص المصاب باضطراب الشخصية الاجتنابي يسعى إلى تجنب العمل أو المدرسة، أو الأنشطة التي تنطوي على التنشئة الاجتماعيّة والتفاعل مع الآخرين.[٣]

وبالعودة إلى المعلومات عن اضطراب الشخصية الاجتنابي، يمكن وصف الفرد المصاب باضطراب في شخصيّته بشعوره بأحاسيس مستمرّة وواسعة المدى بالتوتّر والتوجّس، واعتياد على الوعي الشّديد تحديدًا، وأحاسيس بعدم الأمن والدونيّة، والسعي الدائم لجذب الحب والقَبول من الآخرين، وحساسيّة مفرطة نحو الرّفض والنّقد، ورفض الدخول في أيّ علاقات إلّا بعد الحصول على ضمانات شديدة للحبّ غير المشروط بنقد، وارتباطات شخصيّة محدودة جدًا، واستعداد دائم للمبالغة في المخاطر المحتمَلة في المواقف اليوميّة إلى حدّ تجنّب بعض النشاطات البسيطة، ولكن ليس إلى حدّ التجنب الموجود في الرهاب الاجتماعيّ.[٣]

تعريف DSM

يُعرف الدليل الإحصائي والتشخيصي للطب النفسي DSM5 اضطراب الشخصية الاجتنابي بأنّه: اضطرابٌ يتّسم صاحبه بعدم الاعتناء بالعلاقات الاجتماعيّة، ويشعر بقلّة الحيلة، ويحكم سلبيًا على نفسه، ويتجنّب الاحتكاك وإقامة العلاقات مع الآخرين؛ لخوفه من السخرية أو عدم الاهتمام أو النقد او الرّفض، ويشعر بالنقص أو الدونيّة، ويخشى الاشتراك في أي أنشطة اجتماعيّة أو مهنية تفاديًا لاحتمال الحَرَج.[٤]

نسبة انتشار اضطراب الشخصية الاجتنابي

إنّ المعلومات عن اضطراب الشخصية الاجتنابي تأتي عن طريق انتشاره بين الأفراد، وتقارير هؤلاء الأفراد عن أنفسهم أو تقارير الأطباء عنهم، إذ تبلغ نسبة انتشار اضطراب الشخصية الاجتنابي بين الأفراد من 0,5% إلى 1%، ومن العوامل التي تساعد على حصول هذا الاضطراب هي اضطرابات الطفولة والمراهقة التجنبيّة، والأمراض الجسمية المؤدية إلى التشويه العلاقات بين الفرد والآخرين، وتشير بينات المسح الوطني الوبائي للكحول والحالات المرتبطة به عام 2001-2001 أنّ معدلات انتشار الاضطراب بلغَت بنسبة 0,36% لدى أغلب سكان أمريكا و 10% من المرضى المتردّدين على العيادات الخارجيّة لمستشفى الطبّ النفسي لديهم اضطراب الشخصية الاجتنابي. [١]

أسباب اضطراب الشخصية الاجتنابي من وجهة نظر علماء النفس

ناقش فرويد عن معلومات عن اضطراب الشخصية الاجتنابي، إذ اعتقد أنه ذو منشأ نفسيّ بصورةٍ رئيسة، وكان أول أبحاث فرويد يتصور الاضطراب كنتيجة حصول أذى واختلالات في التطوّر الجنسيّ، أما كارين هورناي فقد أدّت أفكارها الى معلومات عن اضطراب الشخصية الاجتنابي، إذ تؤكّد على أهميّة العوامل الثقافية في تشكيل الشخصية، فضلًا عن دور التأثيرات الناجمة عن التفاعلات بين الأهل والطفل في بيئته المبكّرة، وترى أنّ القلق الأساسيّ هو السبب، ويشير مفهومها عن القلق الأساسي إلى الشعور بالعجز في عالم مليء بالعداوة، وتنبثق مشاعر القلق والعداء؛ نتيجة اتجاهات النبذ من الأهل، واقترحت هورناي أنّ القلق المرضي يمكن تجنّبه بمنح الطفل حنانًا ودفئًا حقيقيًّا حتى تنمو لديه مشاعر الشخص المطلوب والمحبوب.[٣]

تشخيص اضطراب الشخصية الاجتنابي

للوصول إلى معلومات عن اضطراب الشخصية الاجتنابي قد يكون من المفيد تحديد أعراض هذا الاضطراب، إذ إنّ اضطراب الشخصية الاجتنابي نمط ثابت من التثبيط الاجتماعي مع وجود مشاعر بعدم الكفاية وفرط الحساسيّة للتقييم السلبيّ، والذي يبتدئ منذ البلوغ الباكر وتبدأ في العديد من السياقات، كما يستدلّ عليه بأربعة أو أكثر من الأعراض الآتية:[٥]

  • تجنّب النشاطات المهنيّة التي تتطلّب احتكاكًا كبيرًا مع الآخرين؛ بسبب الخوف من الانتقاد أو عدم الاستحسان أو الرفض.
  • رفض الانخراط مع الناس ما لم يكن الفرد متيقنًا أنّه سيكون محبوبًا.
  • التقيّد في العلاقات الحميمة؛ بسبب الخوف من السخرية والخزي.
  • الانشغال بالانتقادات الموجّهة أو الرفض في المواقف الاجتماعية.
  • التثبط في المواقف الجديدة مع الناس؛ بسبب الخوف من عدم الكفاءة.
  • النظر إلى الذات على أنّها غير كَفؤة اجتماعيًا، غير جذّابة شخصيًا، أو أقل شأنًا من الآخرين.
  • التردّد بصورة غير عادية في التعرّض للمجازفات أو الانخراط في أنشطة جديدة؛ لأنّها قد تظهر الارتباك والخجل.

المراجع[+]

  1. ^ أ ب "Avoidant_personality_disorder", en.wikipedia.org, Retrieved 06-08-2019. Edited.
  2. ^ أ ب Michael Bond, Joel Paris, Hallie Zweig-Frank (1994), "Defense Styles and Borderline Personality Disorder", Journal of Personality Disorders, Issue 8, Folder 1, Page 28-31. Edited.
  3. ^ أ ب ت Craig Holt, Richard Heimberg, Debra Hope (1992), "Avoidant Personality Disorder and the Generalized Subtype of Social Phobia", Journal of Abnormal Psychology, Issue 101, Folder 3, Page 318–325. Edited.
  4. American Psychiatric Association (2013), Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders, America : BMC Med, Page 133. Edited.
  5. Samuel Turner, Deborah Beidel, Ruth Townsley (1992), "Social Phobia: A Comparison of Specific and Generalized Subtypes and Avoidant Personality Disorder", Journal of Abnormal Psychology, Issue 101, Folder 2, Page 326-331. Edited.