سؤال وجواب

نص وصفي عن البحر


نص وصفي عن البحر

عند كتابة نص وصفي عن البحر، يتخيّل المرء نفسه جالسًا على شاطئ البحر متأمّلًا زُرقة مياهه وسحر أمواجه، فالبحر عالمٌ من السحر والغموض، ومساحة شاسعة من الجمال، ففي حركات أمواجه الكثير من الحكايات والروايات التي تسردُها هذه الأمواج لرمال الشاطئ وصخوره كلّما ارتطمت بها، وفي زرقة مياهه أسرارٌ أودعها أصحابها، وبقيت محفوظةّ إلى أن يشاء الله، فالبحر مهما بالغت الحروف في وصفه، فلن تستطيع أن تصف روعة الجلوس على شاطئه وتأمله في شروق الشمس وغروبها، فاتساعه يُعطي النفس أملًا، ويمنحها الكثير من الدهشة، وعلى الرغم من قولهم بأنّ البحر يغدر بالآخرين وقد يأخذهم إلى قاعه دون عودة، لكنّ البحر رغم كلّ شيء مستمعٌ جيدٌ للأحاديث.


البحر الذي يحمل المراكب والسفن، قادرٌ أيضًا على أن يحملَ كلّ ما في القلب من أسرار، وعلى الرغم من منظره الذي يوحي بالهدوء العميق أحيانًا، إلّا أنه يُخفي في أعماقه الكثير من الصخب، ففي أعماقه عالمٌ متكاملٌ من الأحياء، فيه الأسماك الوادعة والحيوانات البحرية فائقة الجمال، وفي الوقت نفسِه يحمل الكثير من الوحشة، سواء في وحشة أعماقه وظلمتها أم في وحشة بعض المخلوقات التي تعيش فيه، كما يوجد فيه الكنوز الجميلة من أصدافِ ولآلئ ومرجان، منها ما يتكرّم به لرمال الشاطئ لتتزين بالأصداف الملونة والحجارة الملساء الرائعة، ومنها ما يختصّ بها لنفسه، وربما يمنحها لزائرٍ أو صيّادٍ أو حتّى مركب أو سفينة، وهذا أجمل ما في البحر.


كتابة نص وصفي عن البحر تعني السفر إلى عالمٍ من الأحلام، فمن أراد أن يمنح نفسه جرعة كبيرة من الجمال، فما عليه إلا أن يجلس على شرفةٍ مطلةٍ على البحر، ويُراقب انعكاس نور الشمس على مياهه، ويُلاحظ ذلك التمازج المدهش بين أشعة الشمس الذهبية ومياه البحر الزرقاء، خصوصًا عندما تًُداعب أمواجه رمال الشاطئ وكأنّها تُسلّم عليها، أما منظر المراكب وهي تجوب البحر فهو عالم آخر من الجمال، وكأنّ البحر درب الوصول إلى الأحلام.


أمّا النوارس التي تحلّق فوق مياهه، فهي التي تحرسه من ثورته عندما تغضب أمواجه، فالبحر كائنٌ مزاجي، يغضب تارةً ويهدأ تارةّ أخرى، ورغم كلّ شيء، يبقى البحر من أجمل ما خلق الله من مناظر طبيعيّة، إن لم يكن الأجمل، وعلى الرّغم من كثرة البحار في الأرض، إلا أنّه لكلٍ بحرٍ خصوصية مختلفة عن غيره، وكلّ بحرٍ لا يُشبه البحار الأخرى، وهذا هو السّحر بعينِه.