نبذة عن زينب النفزاوية
دور النساء في التاريخ
كان للنساء في بعض الحضارات مزايا واهتمامات، وفي حضارات أخرى كانت منكوسة الذّكر، ومظلومة من قبل الرّجال، وذلك حسب عاداتهم، ولمّا أتى الإسلام مَحا ظلم الجاهلية، ومنه التقليل من شأنِ المرأة، فكما يعرف بأنّ الجاهليين كانوا يكرهون أن يرزقوا بالإناث، وكان بعضهم يَئِدُهنّ خوفًا من الفقر أو العار، فحرّم الإسلام هذا الفعل الشنيع المخالف للفطرة، وكان من صور تعزيز الإسلام لدور المرأة أن بايع النبي -صلى الله عليه وسلم- نساء قريش على أمور عدة، ومن النساء من كانت تساعد المقاتلين في الصيدلة أو إعداد الزاد، أو حتى المشاركة في القتال، ولذلك اشتهرت بعض الشخصيات النسائية في التاريخ الإسلامي، وستذكر في هذا المقال نبذة عن زينب النفزاوية.[١]
نبذة عن زينب النفزاوية
هي زينب بنت إسحاق النفزاوية، اسمها باللغة الأمازيغية "زينب تانفزاوة" من قبيلة نفزاوة، من بربر الأمازيغ القاطنة بطرابلس الغرب، وقد بزغ نجم هذه المرأة حينما تزوَّجت الأمير المرابطيَّ أبا بكر بن عمر اللمتوني "المتوفى عام 480هـ/ 1087م"، أمّا قبل ذلك، فلم تذكرها المصادر التاريخية المعاصرة إلا بشكل مقتضب للغاية، أثناء الحروب التي خاضها المرابطون في منطقة السوس بالمغرب الأقصى.[٢]
واتّفق أغلب المؤرخين على أنها كانت ابنة تاجرٍ كبير من تجار مدينة القيروان وهو إسحاق الهواري، الذي ينتمي إلى قبيلة هوارة الأمازيغية، التي كانت تعدّ حينها إحدى أهم المدن الإسلامية في بلاد المغرب، وقال ابن خلدون واصفًا زينب النفزاوية: "كانت إحدى نساء العالم المشهورات بالجمال والرياسة"، وبعدما تزوجها أبو بكر اللمتوني كان شغله الشاغل هو محاربة البدع والوثنية المنتشرة في أوساط القبائل الإفريقية، ونشر تعاليم الدين الإسلامي الصحيح.[٢]
وعندما بلغه الصراعُ الذي نشب بين لمتونة ومسوفة ببلاد الصحراء -وهو لم يستتمّ فتح بلاد المغرب بعدُ- دفعَه هذا الأمر إلى ترك زوجته زينب النفزاوية عام 453هـ /1021م، والتوجّه إلى الصحراء، خشية افتراق كلمة القبائل هنالك وارتدادهم عن الإسلام، ورغبةً منه في محاربة الوثنية ونشر العقيدة الصحيحة، ففُتحت على يديه أكثر من خمس عشرة دولة إفريقية، أهمها: السودان، تشاد، النيجر، بوركينا فاسو، ساحل العاج، غينيا بيساو، سيراليون، مالي، غانا، توجو، الكاميرون، إفريقيا الوسطى، الجابون، ولم يطل زواجها به كثيرًا فقد دام ثلاثة أشهر فقط.[٢]
وبعد توجّهه إلى الصحراء ترك أمر بلاد المغرب إلى ابن عمه يوسف بن تاشفين، ونصحه بالزواج من زينب فقال له: "تزوَّجها؛ فإنها امرأة مسعودة"، وقال لها: "فإذا انقضت عِدتك، فانكحي ابن عمي يوسف بن تاشفين، فهو خليفتي على بلاد المغرب"، وقد أثنى معظم المؤرخين على دور زينب السياسيِّ والحضاري آنذاك، فوصَفت المصادر زواجها من أمير المرابطين ابن تاشفين بأنها كانت عنوانَ سَعْدِه، والقائمة بمُلكه، والمدَبِّرة لأمره، والفاتِحة عليه بحُسن سياستها لأكثر بلاد المغرب، وهكذا تم ذكر نبذة عن زينب النفزاوية.[٢]
يوسف بن تاشفين
هو أمير دولة المرابطين، ابن عم أبي بكر اللمتوني، اللذان قد تعاونا مع الشيخ عبد الله بن ياسين، ليحاربوا الجهل والانحراف الذي حلّ بمسلِمي المغرب العربيّ، فقد بدأت دعوتهم دعوة دينية لا سياسية، ولكن بعد كثرة المناصرين، والأمل بان ينتشر الإسلام في انحاء العالم، تأسست دولة المرابطين، وبعد الفتوحات التي قام بها ابن تاشفين، والدعوة في القارة الإفريقية توسعت دولة المرابطين، يرى أبو بكر ابنَ تاشفين أميرًا على السنغال بكاملها، وموريتانيا بكاملها، والمغرب بكاملها، والجزائر بكاملها، وتونس بكاملها، وعلى جيش يصل إلى مئة ألف فارسٍ غير الرجَّالة، يرفعون راية واحدة ويحملون اسم المرابطين.[٣]
فقام أبو بكر بن عمر اللمتوني بعملٍ لم يحدث إلاَّ في تاريخ المسلمين فقط، حيث قال ليوسف بن تاشفين: "أنت أحقُّ بالحُكم منّي، أنت الأمير، فإذا كنتُ قد استخلفتُك لأجلٍ حتى أعود، فإنك تستحقُّ الآن أن تكون أميرًا على هذه البلاد، أنت تستطيع أن تجمع الناس، وتستطيع أن تملك البلاد وتنشر الإسلام أكثر من ذلك، أمَّا أنا فقد ذقت حلاوة دخول الناس في الإسلام، فسأعود مرَّة أخرى إلى أدغال إفريقيا أدعو إلى الله هناك".[٣]
وهكذا، فقد تمّت إمارة ابن تاشفين لدولة المرابطين، حتى توسعت دولته فسيطر على بلاد الأندلس، وانتزع حكمها من ملوك الطوائف الذين لم يكونوا كفؤًا للحمل الذي عليهم، بغض النظر عن خيانة بعضهم للمسلمين..[٣]المراجع[+]
- ↑ "المرأة في الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-08-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "زينب النفزاوية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-08-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "يوسف بن تاشفين أمير المسلمين وقائد المرابطين"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 05-08-2019. بتصرّف.