محتويات

دخول الحائض للمسجد، حكم دخول الحائض للمسجد، المسجد هو كل مكان يجتمع فيه المسلمون لأداء الصلاة، ويكون غالباً مقسوم جزئين جزء للرجال وجزء للنساء، ولكن تتسائل بعض النساء المسجد مكان للصلاة ومن يذهب إليه يستحب أن يكون على طهارة فهل يجوز دخول الحائض للمسجد هذا ما سنجيب عنه تالياً.

حكم دخول الحائض للمسجد :

الأصل في اللإسلام الطهارة من أي حدث أكبر أو أصغر، والمسجد يستلزم دخوله الطهارة الكاملة، فهو بيت الله الذي تؤدى فيه الصلوات وتقام فيه حلقات العلم ويذكر الله فيه.

وعليه فقد قال بعض الفقهاء أن دخول المرأة الحائض للمسجد ممنوع، كما أقر بعض أهل العلم بمنع دخول الحائض من المسجد.

دليل منع الحائض من دخول المسجد :

احتج الفقهاء وبعض أهل العلم على منع الحائض من دخول المسجد بأدلة من القرآن الكريم ومن السنة وهو إثبات على أنه لا يجوز للحائض دخول المسجد في فترة الحيض، والدليل من القرآن هو:

  • قال الله تعالى في كتابه العزيز: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ”، وبالرغم من أن اللآية الكريمة لم تذكر الحائض صراحة ووضوحاً إلا أن بعض أهل العلم والفقهاء ألحقوا الحائض بالجنب، فتعامل معاملة الجنب ولا تدخل المسجد.
  • وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لا أحل المسجد لحاائض ولا لجنب”، رواه ابن داوود وابن ماجه، وهذا الدليل احتج به أهل العلم والفقهاء على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحل دخول المسجد لحائض ولا لجنب حتى يطهرن.

جواز دخول الحائض للمسجد :

ذهب بعض العلماء وأهل الفقه لى جواز دخول الحائض للمسجد، وفي ذلك قال الإمام أحمد إن للحائض دخول المسجد إن توضأت وأمنت تلويثه.

ويرجع إجازة بعض العلماء لدخول المرأة الحاض للمسجد لعدة اسباب هي:

  • البراءة الأصلية لأن الأصل عدم التحريم، وفي ذلك لم يكن هناك نص صريح على تحريم دخول الحائض للمسجد.
  • الحديث الذي استدل به العلماء في تحريم دخول المسجد للحائض ” لا أحل المسجد لحائض ولا لجنب”، هو حديث اختلف فيه أهل الحديث اختلافاً كبيراً لأن من رواه هو أفلت بن خليفة عن جسرة بنت دجاجة، وقد ضعفهما بعض علماء الحديث مثل الخطابي والبيهقي والاشبيلي وابن حزم والإمام أحمد أيضاً، كما ضعفه الإمام النووي في كتابه خلاصة الأحكام، وقال الحافظ أن الحديث مجهول الحال، وكثير من علماء الحديث أجمعوا على ضعف الحديث وضعف راويه.
  • واستدل أهل العلم على جواز دخول المرأة الحائض بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” المسلم لا ينجس” رواه البخاري ومسلم، أي أن المسلم لا تصيبه نجاسة وبالتالي فالحيض ليس نجاسة تمنع دخول المسجد.
  • واستدل العلماء على أن الكافر يجوز له دخول المسجد رجلاً كان أم امرأة، وبه فالمسلم أولى وإن كان جنباً والمسلمة أيضااً وإن كانت حائضاً.
  • كما استدل أهل العلم أن امرأة سوداء كانت تسكن في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والمعهود من النساء الحيض، ولم يمنعها الرسول صلى الله عليه وسلم من دخول المسجد ولا نهى عنه، كما أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال: ” جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً”، وبذلك فالأرض جميعها مسجد والأرض مباحة للحائض والنفساء والجنب، فلا يجوز أن يخص بعض المساجد بالمنع من الدخول دون الأخرى، كما أن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه أمر السيدة عائشة بفعل كل ما يفعله الحاج وهي حائض إلا الطواف بالبيت.

دخول الحائض للمسجد لحاجة أو للعلم :

المسجد ليس فقط مكان للصلاة ولكنه مكان لدروس العلم أيضاً والتفقه في الدين، كما أنه ححماية وأمان لمن يخاف أن يعتدى عليه من عدو أو غيره، وعليه فقد أجاز العلماء دخول المسجد للحائض تأخذ منه شيئاً ولكن لا تجلس فيه.

ففي حديث النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة قال: ” ناوليني الخضرة _ أي الحصير الذي يصلي عليه في المسجد_، قالت رضي الله عنها: يا رسول الله إني حائض، قال: إن حيضتك ليست في يدك”، فأمرها بالدخول وأخذ الحصير، وكان في هذ الحديث تأكيداً من الله عز وجل بقوله: ” ولا جنباً إلا عابري شبيل”، فالجنب كالحائض لا يدخل المسجد إلا عابري سبيل أي لا يجلس فيه، فكان النص صريحاً عابري سبيل أي يمر لأخذ حاجة من المسجد بدون الجلوس فيه.

وخلاصة القول: أن العلماء أجازوا للمرأة دخول المسجد للمرأة الحائض لأخذ شيء منه دون الجلوس فيه، وذلك أن الحائض ليست نجس.

كما أنه لا يجوز للمرأة أن تدخل المسجد لتلقي دروس العلم أو حلقات التحفيظ، ويجوز أن تجلس في مكان خارج المسجد يصل إليه الصوت بمكبرات الصوت تستمع إلى الدروس والذكر.