دعاء-لشفاء-الأم-المريضة
بر الوالدين
لقد أكدّ الدّين الإسلامي على فكرة ردِّ المعروف وشُكر من قدم المساعدة، فكيف إن كان هذا الشخص هما الوالدان اللذان ربط الله رضاهما برضاه، فطولب المسلمين ببر الوالدين والإحسان إليهما، فهما أكثر من بذل العطاء، وقد كرّم الله الوالدين أن جعل لهما حقوقًا على أولادهم لقاء ما بذلوا من تضحيات، ومن هذه الحقوق أن يخفضوا أصواتهم أثناء الحديث معهما، واستخدام ألطف الكلمات وأعذبها لخطابهما، والإنفاق عليهما، ومن الحقوق التي فرضها الله من أجلهم هي الدّعاء لهما في ظهر الغيب، وقد خصّ الله الأم بمزيد من البر وحسن المعاملة، لسهرها على راحة الولد وتربيته وتحمل آلام الولادة والحمل، ومن هذا البرّ والإحسان بالأم هو دعاء لشفاء الأمّ المريضة.[١]
دعاء لشفاء الأم المريضة
في الحديث عن ذكر دعاء لشفاء الأم المريضة، يجدر الإشارة إلى أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- عندما كان يمرض أحدٌ من أهل بيته، كان يدعو لهم ويرقيهم، لما ورد في حديث السيدة عائشة، وتعدُّ الأم والأخت والزّوجة من أهل البيت، ومن الأدعية المأثورة عن النبي في ذلك ما يأتي:[٢]
- أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كانَ إذَا أتَى مَرِيضًا أوْ أُتِيَ به، قَالَ: "أذْهِبِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ وأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا".[٣]
- ومن دعاء لشفاء الأم المريضة، دعاء أُثِر عن النبي عندما شكا له عثمان بن أبي العاص وجعًا وجده، فقال له رسول الله: "هو ضَعْ يدَك على الَّذي تأْلَمُ مِن جسدِك وقُلْ: بسمِ اللهِ ثلاثًا وقُلْ: أعوذُ باللهِ وقدرتِه مِن شرِّ ما أجِدُ وأُحاذِرُ سبعَ مرَّاتٍ".[٤]
- وقد ورد في حديث عبد الله بن عباس هذا الدعاء، الذي قال فيه الرسول أنّ ذلك الدعاء الذي لا يغادر مرضًا، فقد قال الرسول: "من عاد مريضًا لم يحضُرْ أجلُه فقال عنده سبعَ مرَّاتٍ : أسألُ اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أن يشفيَك إلَّا عافاه اللهُ من ذلك المرضِ".[٥]
حكم الرقية بالقرآن
إنَّ أيّ دعاء لشفاء الأمّ المريضة، من الأفضل أن يردفه الإنسان بقراءة القرآن والرقية الشرعية لها، وهذا واردٌ بالشرع بل وقد حضَّ عليه، فقد أنزل الله -تعالى- القرآن وفيه شفاء لجميع الأمراض فقد قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا}،[٦] وهذه الآية ما نزلت للتّبعيض وإنما لرفع قيمة الجنس، فآيات القرآن الكريم بإذن الله ستكون شفاء للأمراض الروحية والجسدية، فقد وصف الله جميع أمراض القلب كقسوة القلوب والطمع وغيرها، ووصف طريقة الاستشفاء من هذه الأمراض بقراءة القرآن، فمن المعلوم أنَّ للكلام الحسن فوائدٌ وخواص لا يمكن نكرانها، فكيف بكلام ربّ العباد الذي فضّله على أيِّ كلام، فبالرقية بالقرآن تحصل للإنسان البركة والثواب والراحة.[٧]
المراجع[+]
- ↑ "بر الوالدين"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-01-08. بتصرّف.
- ↑ "الأدعية والرقى للمريض"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-01-08. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم المؤمنين عائشة، الصفحة أو الرقم: 5675، صحيح.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عثمان بن أبي العاص الثقفي، الصفحة أو الرقم: 2967، أخرجه في صحيحه.
- ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 4/250، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
- ↑ سورة الإسراء، آية: 82.
- ↑ "ما حكم علاج بعض الأمراض غير السحر والعين بالرقية الشرعية؟"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-01-08. بتصرّف.