تأملات في سورة الأحزاب

سورة الأحزاب
سورة الأحزاب هي سورةٌ مدنيّةٌ بكاملها، نزلت كغيرها من السّور بواسطة أمين الوحي جبريل -عليه السلام- على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في المدينة المنوّرة، لها ثلاثٌ وسبعون آية، وهي الثالثة والثلاثين في ترتيب المصحف العثمانيّ، قبلها في الترتيب سورة السجدة، وبعدها سورة سبأ، وقد نزلت سورة الأحزاب على النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- بعد سورة آل عمران، وقد سميّت بالأحزاب وذلك لأنّ المشركين قد اجتمعوا واتفقوا على المسلمين في كلّ الأرجاء، واشتملت السورة وركّزت على الجانب التشريعي لحياة ا لمسلمين اليوميّة، ودحرت عديد التكهنّات والأساطير القديمة، وكغيرها من السّور سيتمّ البحث حول الإعجاز البياني فيها، وسيتمّ ذكر أبرز التأملات في سورة الأحزاب.[١]
تأملات في سورة الأحزاب
تناولت سورة الأحزاب الأحكام التشريعيّة التي تربط النّاس ببعضهم البعض، وحدّدت دستورًا كاملًا للمعاملة الأسريّة، كما أبطلت بعض العادات الموروثة كالظهار والتبنّي وغيرها، وبعد التعمّق في حيثيّات السورة وفهم قضاياها، سيتم ذكر تأملات في سورة الأحزاب، نزولًا عند ما أوردته الآيات فيما يأتي:
- في قوله تعالى: {وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا}،[٢] فقد بدأت الآية بظاهر الأمر بالمخاطب للمذكّر {يَقْنُتْ}، وأتبعها {وَتَعْمَلْ} في صيغة المؤنث، وهنا المقصود بالآية هنّ زوجات الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، واللمسة البيانيّة تكمن في استخدام الحرف {مَن} وهو حرفٌ يحتمل الجنسين يجوز فيه التذكير والتأنيث.[٣]
- من الصور الإعجازية البيانيّة العظيمة هي التناسب في السور وربط بعضها ببعض لتكوين منظومة واحدة من القرآن الكريم، وقد تناسبت خواتيم سورة الأحزاب مع بدايات سورة سبأ، قال تعالى في نهاية سورة الأحزاب: {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ ۚ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا}،[٤] وقد جاء في بداية سورة سبأ قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ ۖ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ ۖ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}.[٥][٦]
- في قوله تعالى: {وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ}،[٧] اللمسة البيانيّة في جمع الخالات والعمّات، وتفريد الخال والعمّ، وذلك لبيان ما يحلّ له من بنّات عمّه، وهو ليس له إلّا خالٌ واحد، وله عديد الخالات والعمّات، فجاء الجمع على أساس ذلك.[٨]
غزوة الأحزاب
بعد ذكر التأملات في سورة الأحزاب يستوجب ذكر قصّة الأحزاب وغزوتها المعروفة بـ "غزوة الخندق"، فبعد أن جمع المشركون للمسلمين من أنحاء البلاد وتحزبّوا في مواجهة المسلمين، من غطفان وغير غطفان والأحابيش وغيرهم من بني قريظة، وقد تجهّزوا لمحاربتهم، أشارَ الصحابيّ سلمان الفارسيّ -رضي الله عنه- على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بحفر خندقٍ حول المدينة، يصدّ المشركين عنهم، فحاصر المشركون المدينة قرابة الثلاثين يومًا، حتّى أذن الله بنصره فأيّد المسلمين بجنودٍ لم يروها، وسلّط على المشركين ريحًا ليهلكهم، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا}.[٩][١٠]المراجع[+]
- ↑ "سورة الأحزاب"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-08-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحزاب، آية: 31.
- ↑ "ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا"، www.youtube.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-08-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحزاب، آية: 63.
- ↑ سورة سبأ، آية: 03.
- ↑ "لمسات بيانية – تناسب سور القرآن الأحزاب وسبأ"، www.youtube.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-08-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحزاب، آية: 50.
- ↑ "{وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِك} الأحزاب 50"، www.youtube.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-08-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحزاب، آية: 09.
- ↑ "ما العِبَر المستفادة من غزوة الخندق؟"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 07-08-2019. بتصرّف.