دعاء على العدو مكتوب ، خلق الله البشر منذ عهد أدم من أجل عبادة الله وتعمير الكون، ولكن الشيطان الذى رفض تواجد الإنسانية على وجه الأرض تدخل بينهما وخلق الصراعات والعداوات بين بنى البشر ومن بين تلك الصراعات كانت تتواجد النفوس الذى استسلمت للشيطان، فزرعت العدوات على وجه الأرض، ومنذ نزول أدم على الأرض وأصبح الإنسان يُعادى بعضه، وقد قال الله تعالى في ذلك عند نزول آدم على الأرض، قَال لهم “قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ”.
ووفقا للصراعات التى تمت وحدثت ولا تزال تحدث حتى الأن، تواجدت كلمة العدو، بين البشر، وانتشر مططلح العداوة بين البشرية منذ بداياتها.
مصطلح العدو والعداوة :
- العداوة والعدو هو مصطلح نسبى لا تواجد بشكل أساسي، فهو مصطلح يصف به الإنسان غيره من الذى يدخل معهم في صراعات وحروبه تؤدى الى القتال فيما بينهم.
- ومصطلح العدو يوضح جوهر الصراع بين البشر فيما بينهم مع الآخرين الأعداء، وهنا يتجاوز الأمر من تحديد من هو العدو وماهيته وطبيعته إلى تحديد السبب في جعله عدوا.
- ويعود مفهوم العدو الى القدم وبالتحديد بدايات البشرية، وتنشا العداوة نتيجة تواجد اختلافات جوهرية بين البشر وبعضهم.
- مع احتمالية ربط تلك الاختلافات بامور اخرى ما بين الخير والشر واختلاف وصف الإنسان الآخر بتلك الصفات، وهو ما قد يتطور الى ابشع الصور من القتال وكل ما هو بعيد عن الطابع الإنساني .
تدخل الأديان لنبذ العدوات :
- كان لانتشار العداوات بين البشر رد فعل الهي فأرسل الانبياء و الرسل لهداية العالم ودعوتهم إلى الابتعاد عن قتال بعضهم البعض ، وكانت لتلك الدعوات الالهية ردود أفعال مناهضة لها من بعض ضعاف النفوس فظهرت عدوات لتلك الدعوات رغم نبل رسالتها .
- ومن هنا كان الشر ويدعمه الشيطان جبهة أخرى تحارب جبهة الخير وينشئ مصطلح اعداء الخير والانسانية الذين ظهروا في مختلف الأزمنة، من خلال العديد من الأحداث التي ظلت عالقة في أذهان التاريخ، فدعي الله لقتالهم وحماية البشرية من شرورهم وحث على الدعاء عليهم.
الدعاء على الاعداء :
- طالب الله تعالى من المؤمنين الموحدين بالله بالدعاء على أعداء الدين الإسلامي واعداء الانسانية واعداء كل من يدعو للخير ، مع ترك الانتقام الإلهي منهم يأخذ طريقه بجانب الانتقام الدنيوي المسمى بالقصاص والذي هو من الله أيضا كنتيجة لتلك الدعوات.
- واصبح الانسان في حاجة ماسة لتلك هذه الدعوات في زمننا هذا مع انتشار الفتن والشر وازدياد المحن والصعوبات وازدياد الحقد والأطماع داخل النفوس البشرية .
نماذج الدعاء على العدو :
- خصص الله تعالى عدة نماذج من الأدعية من أجل الدعاء على الأعداء والدعاء على الظالم، مع العلم أن الله تعالى يعلم جيدا الظالم من المظلوم ويعلم جيدا ايضا من يحق له الدعاء ومن يحق عليه الدعاء.
- ومن امثلة تلك الدعوات ، اللّهمّ إنّي أسألك النصر الذي نصرت به رسولك وفرّقت به بين الحقّ والباطل، حتّى أقمت به دينك وأفلجت به حجتك، يا من هو لي في كلّ مقام.
- اللهم اجعلني أخشاك حتى كأني أراك أبداً حتى ألقاك، وأسعدني بتقواك ولا تشقني بمعصيتك وبارك لي في قدرك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت، واجعل غنائي في نفسي ومتّعني بسمعي وبصري، واجعلهما الوراث مني، وانصرني على من ظلمني وأرني فيه ثأري وأقر بذلك عيني.
- اللهم بسطوة جبروت قهرك، وبسرعة إغاثة نصرك، وبغيرتك لانتهاك حرماتك، وبحمايتك لمن احتمى بآياتك نسألك يا الله يا سميع يا قريب يا مجيب يا سريع يا منتقم يا جبار يا قهار يا شديد البطش يا عظيم القهر يا من لا يعجزه قهر الجبابرة ولا يعظم عليه هلاك المتمردين من الملوك والأكاسرة أن تجعل كيد اليهود والكفار في نحرهم ومكرهم عائدا اليهم.
- اللهم اكفنا شر العدا ولقهم الردى واجعلهم لكل حبيب فدا وسلط عليهم عاجل النقمة في اليوم والغدا اللهم بدد شملهم اللهم فرق جمعهم، اللهم قلّل عددهم اللهم فلّ حدّهم، اللهم قلل نجدهم اللهم اجعل الدائرة عليهم اللهم أرسل العذاب الأليم اليهم اللهم اخرجهم عن دائرة الحلم واسلبهم مدد الأمهال وغل أيديهم إلى أعناقهم واربط على قلوبهم ولا تبلغهم الآمال اللهم مزقهم كل ممزق مزقته اعدائك انتصاراً لأنبيائك ورسلك وأوليائك اللهم لا تمكن الأعداء فينا ولا تسلطهم علينا بذنوبنا.
- اللهم لا تمكن الأعداء فينا ولا تسلطهم علينا بذنوبنا، اللهم بحق طه وقاف وسورة الأحقاف بلطفك يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف اللهم قنا شر الأسوى ولا تجعلنا محلاً للبلوى. اللهم أعطنا أمل الرجاء وفوق الأمل يا من هو بفضله لفضله نسألك اللهم العجل الهي الأجابة يا من أجاب نوحاً في قومه ويا من نصر إبراهيم على أعدائه ويا من رد يوسف على يعقوب ويا من كشف الضر عن أيوب بأن تجيب لنا هذه الدعوات وأن تتقبل منا ما به دعوناك وأن تعطنا ما به سألناك، انجز لنا وعدك الذي وعدته لعبادك المؤمنين النصر والظفر والفتح المبين لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين.
- اللّهمّ لا تحبّب إليّ ما أبغضت، ولا تبغّض إليّ ما أحببت، اللّهمّ إني أعوذ بك أن أرضى سخطك أو أسخط رضاك، أو أردّ قضاءك، أو أعدو قولك، أو أناصح أعدائك، أو أعدو أمرك فيهم، اللّهمّ ما كان من عمل أو قول يقرّبني من رضوانك ويباعدني من سخطك، فصبّرني له واحملني عليه يا أرحم الراحمين.
- اللّهمّ ألبسني خشوع الإيمان بالعزّ قبل خشوع الذلّ في النار، أثني عليك ربّ أحسن الثناء لأنّ بلائك عندي أحسن البلاء، اللّهمّ فأذقني من عونك وتأييدك وتوفيقك ورفدك، وارزقني شوقاً إلى لقائك ونصراً في نصرك حتى أجد حلاوة ذلك في قلبي، وأعزم لي على أرشد اُموري، فقد ترى موقفي وموقف أصحابي ولا يخفي عليك شيءٌ من أمري.
خاتمة عن العداوات :
- اعلم أخى المسلم أن الله لا يرد دعوة المظلوم ويقف دائما بجواره، ويدعمه ويُسانده ضد عدوه، طالما ان له حق.
- وأن الله تعالى يحارب أعداءه دائما ويقف في وجه الظلم والاستبداد، حيث أنه سبحانه وتعالى كان أيضا له أعداء حاربوه ولا يزال يحاربونه حتى الأن، ولكن الله قوى ويقف دائما بجوار الضعيف المظلوم.
- فلا تتردد في الدعاء الى من ظلمك، والتاكد من ان الله سينصرك في وقت ما الما أن لك حق تم اغتصابه من جانب ضعاف النفوس الشريرة.