تأملات في سورة سبأ

سورة سبأ
سورة سبأ هي سورةٌ مكيّةٌ نزلت على سيّدنا محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- في مكّة المكرّمة، وذلك قبل هجرته مع أصحابه الكرام إلى المدينة المنوّرة، وهي في ترتيب سور القرآن الكريم الرابعة والثلاثين، قبل سورة فاطر وبعد سورة الأحزاب، عدد آياتها أربعٌ وخمسون آية، تقع في الجزء الثاني والعشرين من القرآن الكريم، وقد سميّت السّورة بهذا الاسم نظرًا لمضامينها ومقاصدها التي تناولت مملكة سبأ، وتناولت السورة موضوعات العقيدة الرئيسة، وصور وجوانب لقدرة الله -سبحانه وتعالى-، ومواضيع تعلّقت بالحياة ما بعد البعث والنشور، والمقال يركّز على الجانب البياني الذي جاء في هذه السورة، وسيذكر التأملات في سورة سبأ.[١]
تأملات في سورة سبأ
ركّز الدكتور فاضل السامرائي في دراسته على الإعجاز البياني في سور القرآن الكريم، وشملت أبحاثه على التأملات في سورة سبأ واللمسات البيانية الموجودة في هذه السورة، ومن خلال ما يأتي سَيُذكَر أهمّ ما جاء في بحثه حول هذه السّورة:
- اللمسة البيانية من الاختلاف في الآيتين الكريمتين في سورة يونس: {وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}،[٢] وقال تعالى في سورة سبأ: {لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}،[٣] فمرّةً قال {مَا} والتي تفيد الحال، ومرّةً {لا} والتي تستخدم لنفي المستقبل قبل {يَعْزُبُ}، ويتضّح ذلك من سياق سرد الآيات، ففي سورة يونس تدلّ على مقدار إحاطة علم الله بالأشياء كلّها، وفي سورة سبأ كان التعليق على قيام السّاعة.[٤]
- استخدام أسلوب الجمع والتقديم و التأخير في الآيتين السابق ذكرهما، ففي سورة يونس، قال تعالى: {فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء}،[٢] وفي هذه الآية كان الله يخاطب أهل الأرض جميعًا، فقدّم الأرض التي هي مسكنهم، وجاء الجمع والتقديم للسماوات في سورة سبأ، في قوله تعالى: {فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ}،[٣] وهذه الآية تتحدّث عن قيام السّاعة والتي تكون في السّماوات ولأهل السّماء.[٥]
قصة سبأ
ذِكرُ التأملات في سورة سبأ يستوجب ذكر المملكة التي نزلت بها هذه السّورة العظيمة، فسبأ اسم رجلٍ سمّيت على اسمه الأرض والمكان، وهم قومٌ من أرض اليمن لهم ملوكٌ كالفراعنة، وقد كان لهذه المملكة شأنٌ عظيمٌ في الأرض، وكانوا يعيشون بنعمٍ كثيرة، وأرزاقٍ وزروعٍ وفيرة، وقد عبدوا الله واتّبعوا صراطه المستقيم، فأفاض الله عليهم بنعمه وبركاته التي لا تعدّ ولا تحصى، قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ}،[٦] فلمّا أعرضوا عن الله وجحدوا نعمته، حلّت عليهم من الله نقمةٌ وغضبٌ شديد، قال تعالى: {فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ}،[٦] حتّى جعل حكايتهم على كلّ لسان، ليكونوا عبرةً للراشدين، قال تعالى: {فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ}.[٦][٧]المراجع[+]
- ↑ "سورة سبأ"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-08-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب سورة يونس، آية: 61.
- ^ أ ب سورة سبأ، آية: 03.
- ↑ "ومايعزب ولايعزب ... ولاأصغرَ ..... ولاأصغرُ ... لمسات بيانية د. فاضل السامرائي"، www.youtube.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-08-2019. بتصرّف.
- ↑ "التقديم والتاخير في أية يونس وأية سبأ"، www.youtube.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-08-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت سورة سبأ، آية: 15-16-19.
- ↑ "قصة سبأ"، www.kalemtayeb.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-08-2019. بتصرّف.