صحة حديث المعازف

الحديث النبوي
الحديث النبوي الشريف هو ما جاء عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- من قول أو فعل أو تقرير أو خُلق في سيرته النبوية العَطِرة، سواء كان هذا القول قبل بعثة رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- أو بعد البعثة؛ فرسول الله لا ينطق عن الهوى، قال تعالى في السُّنَّة النبوية أو الحديث الشريف المصدر التشريعي الثاني في الإسلام بعد القرآن الكريم، وجدير بالذِّكر إنَّ الحديث النبويّ الشريف يُقسم إلى حديث ضعيف وصحيح وحسن، وفيما يأتي من هذا المقال ستتم الحديث عن صحة حديث المعازف في الإسلام.[٢]
صحة حديث المعازف
عند الحديث عن صحة حديث المعازف، بداية إنَّ حديث المعازف هو ما رواه أبو مالك الأشعري -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "لَيَكونَنَّ مِن أُمَّتي أقْوامٌ، يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ والحَرِيرَ، والخَمْرَ والمَعازِفَ.."،[٣]إنَّ الحديث السابق حديث أورده الإمام البخاري في صحيحه، ولكنَّ بعض علماء الحديث ذكروا أنَّ الإمام البخاري أورد هذا الحديث -وهو حديث المعازفِ- مُعلَّقًا، وهنا تجب الإشارة إلى أنَّ الأحاديث المعلقة في صحيح البخاري والتي جزم البخاري بنسبتها تعدُّ مع الأحاديث الثابتة على أنَّها لا تصل إلى مرتبة الحديث الصحيح.[٤]
أمَّا في صحة حديث المعازف، فهذا الحديث ضعَّفه بعض أهل العلم مثل: ابن حزم الظاهري الذي اعتبر الحديث ضعيفًا لأنَّه منقطع معلَّق، فردَّ على قوله ابن الصلاح قائلًا: "ولا الالتفاف إلى أبي مُحمَّد بن حزم الظاهري الحافظ في ردِّه ما أخرجه البخاري من حديث أبي عامر وابن مالك الأشعري عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ليكون في أمتي أقوام يستحلِّون الحرير والخمر والمعازف، الحديث من جهته أنَّ البخاري أورده قائلًا فيه: قال هشام بن عمار وساقه بإسناده فزعم ابن حزم أنه منقطع فيما بين البخاري وهشام وجعله جوابًا عن الاحتجاج به على تحريم المعازف وأخطأ في ذلك من وجوه والحديث صحيح معروف الاتصال بشرط الصحيح..."، والله تعالى أعلم.[٤]
حكم المعازف في الإسلام
بعد الذي ورد من صحة حديث المعازف، ثمَّة إجماع بين أهل العلم على تحريم المعازف في الإسلام لورود أكثر من حديث صحيح يبيِّن تحريم المعازف والموسيقى في الإسلام، يقول الفقيه المحقق ابن حجر الهيتمي الشافعي: "الأوتار والمعازف، كالطُّنْبُور والعُود والصَّنْج وغير ذلك من الآلات المشهورة عند أهل اللهو والسَّفاهة والفُسوق، وهذه كلُّها محرَّمة بلا خِلاف، ومَن حكى فيه خلافًا فقد غلط أو غلب عليه هَواه.."، كما يقول أبو الحسين البغوي أيضًا: "وَاتَّفَقُوا عَلَى تَحْرِيم المزامير والملاهي وَالْمَعَازِف.."، ويقول ابن قدامة: "آلَةُ اللَّهْوِ كَالطُّنْبُورِ، وَالْمِزْمَارِ، وَالشَّبَّابَةِ ... آلَةٌ لِلْمَعْصِيَةِ، بِالْإِجْمَاعِ"، أمَّا سبب تحريم فيشير أهل العلم إلى أنَّ تحريم المعازف جاء لما فيها من مفسدة للقلب وبعد عن الذكر وعن كلام الله تعالى، وإنَّما عُرفت باسم لهو الحديث، قال تعالى في سورة لقمان: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ}،[٥]ولهو الحديث هو الغناء والموسيقى والمعازف كما فسَّر المفسرون، والله تعالى أعلى وأعلم.[٦]المراجع[+]
- ↑ سورة النجم، آية: 3-4.
- ↑ "حديث نبوي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 19-08-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي مالك الأشعري، الصفحة أو الرقم: 5590، صحيح.
- ^ أ ب "منزلة احاديث الصحيحين ومدى صحة حديث المعازف"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-08-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة لقمان، آية: 6.
- ↑ "حكم الأغاني وآلات المعازف"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 19-08-2019. بتصرّف.