سؤال وجواب

丌賷丕鬲 毓賳 丕賱賮乇丨


الفرح في الإسلام

الفرح هو أعلى نعيم القلب وبهجته، والفرح بالشيء يكون فوق الرضا به، فالرضا يكون بطمأنينة النفس للشيء وهي سكونٌ وانشراح، والفرح يكونُ لذّةً وسرورًا، والفرح سلوكٌ راقٍ وفِكرٌ رصينٌ ومطلبٌ مهمٌّ وهدفٌ منشود، والناسُ كلّ الناس يسعَى إلى فرحِ قلبِه، وزوالِ همِّه وغمِّه، وتفرُّق أحزانِه وآلامِه، وقد أشارت الأدلّة الشرعية من الكتاب والسنّة النبويّة الشريفة على أنّ أعظم أسباب الفرح وسرور النفس وابتهاجها هو التقرّب إلى الله بما يرضيه، والابتعاد عن ما قد يغضبه، وهذا لا يحصل إلا بأن تؤدّى العبادات والطاعة بقلوبٍ مطمئنةٍ راضيةٍ وموقنة، وقد خصّص القرآن الكريم في سوره ومدلولها باعًا لذكر آيات عن الفرح.

آيات عن الفرح

المؤمن الحقّ يفرح بطاعة الله ويمنّي النفس بقبولها، ولقد أفاض القرآن الكريم في حديثه عن المشاعر القلبيّة كالحبّ والكره، والرجاء والخوف، والفرح والحزن وغيرها من الانفعالات المتضادّة، وقد ذكر القرآن الكريم أنواعاً من الفرح منها ما هو عامٌّ لكلّ البشر بحكم الفطرة، ومنها ما يختلف باختلاف النفسيات والتوجهات، وفيما يأتي آيات عن الفرح كما وردت عن الكتاب المبين:

  • الفرح بالنعم الدنيوية: وهو فرحٌ فطريٌّ جبلت عليه نفوس البشر، وقد قال تعالى في سورة الرعد: {اللّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاء وَيَقَدِرُ وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ}،[١] ولكنّ القرآن حدّ من ظاهرة الفرح هذه وانعكاساتها على النفس، حتّى لا يتحول الفرح إلى شر، وذلك ما أشارت إليه سورة الحديد، في قوله تعالى: {لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}.[٢]
  • الفرح المذموم: وما يندرج تحته من فرح الكافرين والمشركين بما لديهم من عقائد تخالف ما بعث به سيّدنا محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- للعالمين كافّة، يقول الله في سورة غافر: {فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون}،[٣] وقال تعالى في سورة المؤمنون: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}،[٤] وزادَ قولًا في فرح المشركين في سورة الروم، قال تعالى: {مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}.[٥]
  • فرح المنافقين: وهو من أنواع الفرح المذموم أيضًا، ويكون فرح المنافقين في أمرين، الأول فرحهم بالمعصية كما قال تعالى في سورة التوبة: {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ}،[٦] وفي سورة آل عمران، قوله تعالى: {لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}،[٧] والأمر الثاني يكون فرح المنافقين فيما يصيب المؤمنين من مصائب الدنيا، قال تعالى في سورة التوبة: {إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُواْ قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمْ فَرِحُونَ}.[٨]
  • فرح المؤمنين: ويكون فرح المؤمنين بنصر الله كما قال تعالى في سورة الروم: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ}،[٩] ويكون فرحهم أيضًا بما منَّ الله عليهم من الهداية والرشاد كما قال تعالى في سورة يونس: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَججْمَعُون}،[١٠] وقوله تعالى في سورة الرعد: {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ}.[١١]
  • الفرح بنعيم الجنة: وفي القرآن الكريم آيات عن الفرح خاصّة بوصف نعيم الجنّة، وذلك بما يكرمه الله لعباده المؤمنين من الرضوان والنعيم، قال تعالى في سورة آل عمران: {فرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَللَيْهِمْ وَلاَ هُمْ َيحْزَنُونَ}،[١٢] وفي سورة الزخرف قوله تعالى: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ}،[١٣] وزاد قولًا فب فرح النعيم بمواطن مختلفة منها في سورة الروم، قال تعالى: {فأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ}،[١٤] ومعنى يحبرون أو تحبرون أي تسرّون وتنعمون.

المراجع[+]

  1. سورة الرعد، آية: 26.
  2. سورة الحديد، آية: 23.
  3. سورة غافر، آية: 83.
  4. سورة المؤمنون، آية: 53.
  5. سورة الروم، آية: 32.
  6. سورة التوبة، آية: 81.
  7. سورة آل عمران، آية: 188.
  8. سورة التوبة، آية: 50.
  9. سورة الروم، آية: 04.
  10. سورة يونس، آية: 58.
  11. سورة الرعد، آية: 36.
  12. سورة آل عمران، آية: 170.
  13. سورة الزخرف، آية: 70.
  14. سورة الروم، آية: 15.