تاريخ مملكة قشتالة
ممالك إسبانيا النصرانية
تُعرف في مناطق إسبانيا ثلاث ممالك نصرانية، كان لها ذكر كبير في تاريخ الأندلس الإسلامي وهي: مملكة نافار، وهي أكبر تلك الممالك، وكان يحكمها سانشو الكبير، ومملكة ليون، وكان يحكمها برومودو الثاني "982-999"، وخلفه في الحكم ابنه ألفونسو الخامس، وظلّ بها حتى وفاته عام 1027م، وذلك في خضمّ غاراته على أراضي المسلمين شمال البرتغال، في حصاره لمدينة بازو، فأصابه سهمٌ مسموم فقتله، فخلفه في الحكم ابنه برومودو الثالث، وأما مملكة قشتالة، فكان يحكمها سانشو غيرسيه، حتى موته عام 1021م، فخلفه في الحكم ابنه غيرسيه بن سانشو، وسيذكر تاليًا تاريخ مملكة قشتالة، واتحادها مع باقي الممالك، مما كان لها أثر في سقوط الأندلس.[١]
تاريخ مملكة قشتالة
"مملكة كاستيا" كانت واحدة من ممالك القرون الوسطى من شبه الجزيرة الأيبيرية، برزت ككيان سياسيّ مستقلّ في القرن التاسع، ومملكة قشتالة هي أحد أجزاء مملكة ليون في الشمال الغربي، وقد حدث في مملكة كاستيا سنة 970 م حرب أهليّة داخلية فانقسمت على نفسها إلى قسمين، قسم غربي وهو مملكة ليون نفسها، وقسم شرقي سمي مملكة قشتالة، وكلمة قشتالة هي تحريف لكلمة كاستولّة يعني "castle قلعة"، وبدأت مملكة قشتالة تكبر نسبيًا في أول عهد والبربر على حرب المهدي.[٢]
برزت مملكة قشتالة عام 961م، وتوسّعت فيما حولها وأصبحت قادرة على منازلة ملوك الطوائف بسهولة وفرضت على بعضهم الجزية واشتهر من ملوك قشتالة الملك ألفونسو السادس الذي استولى على طليطلة عام 478هـ/ 1085م مما دعا عرب الأندلس إلى الاستغاثة بالمرابطين ثم الموحدين في شمالي إفريقيا.[٢]
ووقعت واحدة من أشهر معارك المسلمين مع النصارى وهي معركة الزلاقة، وذلك عندما استنجد المعتمد بن عباد ملك إشبيلية بالقائد العظيم يوسف بن تاشفين، قائد دولة المرابطين، وذلك عندما استفز فيه ألفونسو السادس المعتمد بإرساله له رسالة نصُّها: "إنّ ذبابَ إشبيلية قد آذاني فأرسل لي مراوح كي أتروّح بها"، فعزّتْ على المعتمد بن عبّاد نفسُه فردَّ عليه: "سأرسلُ لك مراوحَ من المرابطين"، فترك ألفونسو السادس حصار إشبيلية، وجهّز لقتال المسلمين، وكان المعتمد قد بعث برسالة استنجاد بيوسف بن تاشفين فالتقى الجيشان في معركة الزلاقة، وانتصر فيها جيش المرابطين مع جيش المعتمد على ألفونسو السادس.[٢]
اتحاد الممالك الثلاث ضد المسلمين
شهدت ممالك إسبانيا الثلاث عهدًا من الضعف والتفرقة والتمزق وحروبًا أهلية، كحال ملوك الطوائف، فما إن مات سانشو الكبير اندلعت الحرب الأهلية في إسبانيا النصرانية بين الإخوة الأشقاء، وكانت حربًا دموية وشرسة، استعان أطرافها بالغيلة والخيانة والخديعة، واشتبك الإخوة، فمنهم من يرى نفسه أحق بملك قشتالة، وجمع غرسيه حشوده مستعينًا في ذلك بحليفه المقتدر بن هود صاحب سرقسطة، كما جمع فرناندو حشوده من مملكة قشتالة وليون، واشتبك الفريقان عند سهل أتابوركا شرقي برغش.[٣]
وكانت معركة دامية انقلبت فيها الموازين على غرسيه وحلفائه من المسلمين، وقُتل غرسيه بضربة قاضية، فانهار جيشه ولاذ بالفرار، وقصر فرناندو مطاردته على جيش المسلمين، فمُزِّقُوا شرَّ ممزَّق، وكانوا بين أسير وقتيل، ووقع اختيار فرناندو على سانشو بن غرسيه ملكًا جديدًا على نافار، ليكون وريثًا لأبيه، وهكذا توحَّدت ممالك إسبانيا النصرانية مرَّة أخرى، إذ أضحت قشتالة وليون ونافار وجليقية وأراغون تحت قبضة ملك واحد هو فرناندو بن سانشو الكبير، وهكذا تمّت نهاية مقال: تاريخ مملكة قشتالة.[٣]المراجع[+]
- ↑ د. راغب السرجاني، قصة الأندلس، الأردن: مكتبة المنار، صفحة 430، جزء 1. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "مملكة قشتالة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 15-08-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "فرناندو وتوحيد ممالك إسبانيا النصرانية "، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-08-2019. بتصرّف.