سؤال وجواب

مجالات النقد الانطباعي


تعريف الانطباعية

تتعدّد المذاهب النقديّة التي يعتمدها النقاد في انتقادهم للأعمال الأدبية من الشعر والنثر والتمثيل والرسم، وإحدى هذه الطرق المتبعة في النقد تُسمى بالانطباعية؛ وهي إشباع العين من الطبيعة، والاهتمام بتسجيل الظاهر الحسي للأشياء؛ أي تهتم بالإحساس أولًا، وهي تضع فعل الرؤية البسيط فوق الخيال، وتضع الإبصار أعلى من المعرفة. وكان ظهورها في فرنسا في منتصف القرن التاسع عشر، وذلك حينما تجمّع المصوّرون المجدّدون وكونوا مدرستهم التي عصفت بالمعتقدات القديمة، وكان زعيمهم "كلود مونيه" الذي انتقل بالتصوير من النقد والنقاد، ومن هذه المبادئ: أنّ الانطباعية تقول: "أنا أحس إذًا أنا موجود" بدلًا من العقلانية التي تقول على لسان ديكارت: "أنا أفكر إذًا أنا موجود"، وهي بذلك تعتمد على الإحساس بالدرجة الأولى.[٢]

وبرأيِ الانطباعية أنّ كل معرفة لم يسبقها إحساس بها لا تجدي نفعًا. والأديب الانطباعي في نقل انطباعه الذاتي للآخرين يهتم بالمضمون لا بالشكل الفني، أمّا العالم الخارجي وفق وجهة نظر الانطباعية فهو مجرد تجربة خاصة وأحاسيس شخصية وليس واقعًا موضوعيًّا مستقلًّا عن حواس الفرد.[٢]

ومما هو جدير بالذكر أنّ الانطباعيين انتُقدوا في لحاقهم للتسجيل الحرفي للانطباع، ونسيانهم القيمة الجمالية التي تستدعي وجود الشكل الفني في العمل الأدبي. وبناء على مبادئ الانطباعية تحول أدب الاعترافات والخطابات الأدبية اللذين يعبر فيهما الأدباء عن مكنونات صدورهم، إلى مجرد مرآة لحياة الأديب الداخلية، فالأدب من وجهة نظرهم هو مجرد ترجمة ذاتية، أو سيرة شخصية للأديب.[٢]

وبعد أن تعددت مجالات النقد الانطباعي صار النقد الأدبي والتذوق الفني من منظورهم مجرد تعبير عن الانفعالات الشخصية والأحاسيس الذاتية التي يثيرها العمل الأدبي في الناقد، وبناءً على ما تقدم صار الفرق بين الانطباعية الشكلية والانطباعية الأدبية أنّ الانطباعية الشكلية تهتم بالشكل؛ أي الإطار الخارجي، في حين تهتم الانطباعية الأدبية بالمضمون الأدبي من خلال تأثير الأديب الانطباعي على القارئ.[٢]

مجالات النقد الانطباعي

بعد أن انتشرت مبادئ الانطباعية وطرائق تفكيرهم، ولاقت إعجاب البعض، واستنكار البعض الآخر من الباحثين في الأدب والنقد والفن، تنوعت مجالات النقد الانطباعي وصارت متعددة ومتفرعة حسب تفرع الفنون والآداب، حتى إنهم كانوا يرون أنّ النقد الجيد ما هو إلا عمل فني قائم بذاتهِ حتى وإن لم يخبرنا بشيء، وقد انساقوا وراء الإنشاء والوصفية المليئة بالاستطرادات التي تستوعب العاطفة.[٣]

إضافة إلى أنّ الاتجاهات الانطباعية قد لازمت النقد المسرحي الصحفي في أحد مراحلهِ ملازمةً بارزةً وملفتةً للانتباه، وهذا يعني أن ليس كل ذاتي أو انطباعي له أثر سلبي على العملية النقدية، فهناك الكثير من أساتذة المسرح والمختصين به من مهتمّين ونقاد يمارسون العملية النقدية المسرحية الصحفية باستخدام أدواتهم الذاتية أو الإنطباعية وفق منهج أكاديميّ، وبذلك لم تقتصر الانطباعية على الرسم والتصوير بل تعدتها إلى الأدب والنصوص الأدبية المختلفة كالمسرح والصحافة وغيرها من الأجناس الأدبية، فالنقد من حقه قراءة مختلف الأعمال ألأدبية وإبداء رأيه فيها.[٣]

المراجع[+]

  1. "المدرسة الانطباعية (التأثيرية)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-08-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث "الانطباعية (التأثرية)"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-08-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "النقد الانطباعي"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 20-08-2019. بتصرّف.