سؤال وجواب

حكم التسمية باسم رند


معنى اسم رند

الحكم في الإسلام لا يكون جزافًا أبدًا فهو يقوم على معايير ثابتة تكون مرجعًا للمسلمين كافةً دائمًا وأبدًا، ومرجع الحكم في الأسماء هو المعنى، لهذا سيعرض معنى اسم رند، وهو اسم علم مؤنث عربي حسب معجم معاني الأسماء، ومعناه الشجرة ذات الريح الطيب، وكان القدماء في سالف الزمان يعدونها رمزًا للنصر، والرند هو العود وهو الآس، وهو شجرة الجمل أو الغار، والرند هو عصى موسى، والرَّنق هو الكذب أو هو الماء الكدر، فهذا الاسم حوى معاني العطر والطيب والجمال، وبعد أن عُرِض معناه لا بدَّ من الحديث عن حكم التسمية باسم رند في هذا المقال.[١]

حكم التسمية باسم رند

عند الحديث عن الأحكام في أي قانونٍ على هذه الأرض شرعه الله لا بدَّ من معرفة أسبابه ونتائجه، وإذا نظر المرء إلى قوانين الأرض لوجدها في صالح الإنسان مدروسةً بدقةٍ متناهية من أحكام الذبح والصلاة والصيام والمواقيت والعديد من الأشياء المهمة غيرها التي لا يخفى عن أحد حكمتها تجاه الإنسان وفائدتها له، وأما ضوابط الإسلام فقد خطها الله الحكيم حفاظًا على مشاعر الإنسان لأن الإسلام دين الإنسانية الذي اهتم بتفاصيل القلب والعقل والجوارح، وحضَّ الإسلام في مسألة الأسماء على اختيار الطيب والحسن منها لما له من تأثير في النفس الإنسانية من تفاؤلٍ أو حزنٍ وقد برز هذا كثيرًا في سيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من تغييره للأسماء القبيحة وتحسينه لها ليس فقط في باب الأسماء وإنما في جميع ما يخص الإنسان من ملبسٍ وهيئةٍ وغيرها، وبعد النظر في معاني اسم رند والتمحيص فيها لن يجد الباحث إلا المعاني الطيبة الحسنة، لهذا رند من الأسماء الجائزة التي لا حرج في التسمية فيها، كما يستحب التسمية بأسماء المهاجرات من النساء والطيبات من الصحابيات أمثال خولة وأسماء وسمية وخديجة -رضي الله عنهم وأرضاهم-، وهكذا يكون قد تبيّن حكم التسمية باسم رند والله في ذلك أعلى وأعلم.[٢]

الإعجاز العلمي في الرضاع

بعد الحديث عن حكم التسمية باسم رند لا بدَّ من الإشارة إلى موضوعٍ مهمٍّ يخصُّ المواليد وهو الرضاع، ففي البداية على المرء أن يدرك تمام الإدراك أنه يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب وذلك في باب الزواج والخلوة والحجاب وغيرها من الأحكام التي تخصُّ النسب، وقد عرضوا سابقًا الزواج بابنة حمزة بن عبد المطلب على رسول الله فرفض -عليه الصلاة والسلام- "قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بنْتِ حَمْزَةَ: لا تَحِلُّ لِي، يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ ما يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ، هي بنْتُ أخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ."[٣] وقد ثبت في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تتحدث عن الرضاع وفضله قال تعالى في كتابه العزيز: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُواْ أَوْلاَدَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}[٤] فللرضاع من الأمّ العديد من الفوائد الجسدية للمولود في تدعيم الذكاء العاطفي لديه وارتفاع الثقة النفسية وقد أكد العلماء على وجود ارتباط قوي بين الألبان البقرية للمولود قبل العام الثاني وبين مرض السكري، وأثبت العلم حديثًا أن الدماغ عند الولادة يكون غير مكتمل، ويبقى في طور النمو حتى إنهاء عامه الثاني وللبن الأم التأثير الكبير في صحة نموه، فالقرآن لم يأت بأحكامٍ لا معنى لها بل إن العلم في هذا العصر يصادق على ما جاء به الدين الحنيف، فهو قرآن يتلى آناء الليل وأطراف النهار حتى يوم القيامة، وهكذا يكون قد توضح حكم التسمية باسم رند والحديث عن بعض أحكام الرضاع والله في ذلك أعلى وأعلم.[٥]

المراجع[+]

  1. "تعريف و معنى الرند في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-08-2019. بتصرّف.
  2. "التسمي برانيا ورندا"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-08-2019. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2645، [صحيح].
  4. سورة البقرة، آية: 233.
  5. "حكمة تحديد مدة الرضاعة بحولين كاملين من منظور علمي "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-08-2019. بتصرّف.