هو أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن غالب بن صالح بن يزيد الأندلسي القرطبي اليزيدي، زاع عنه أنه فارس الأصل، إمام حافظ، فقيه ظاهري، وهو من أشهر العلماء الذين أنجبتهم الأندلس، وهو الأكبر بعد الطبري في التأليف، ويعتبر شاعر، وأديب، ومتكلم، وفيلسوف، بالإضافة إلى أنه كان ناقد، ومحلل، وشغل منصب وزير سياسي لبني امية.
عاش ابن حزم الأندلسي حياته الأولى في قصر والده، فكان يشغل منصب وزير، وتربى على يد جواري القصر، وهو القصر الذي كان مجاور لدار منصور بن أبي عميرة، ولهذا كان هناك مكانة خاصة للأندلسي عند منصور بن أبي عميرة، عائلة الأندلسي عرف عنها الإسلام من جده الأعلى بن أبي سفيان، عاشوا في الشام، وشارك جده في العديد من الفتوحات الإسلامية، وبعدها استطاعت أسرته أخذ مكانة لها رفيعة الشان في الأندلس، ثم تمكنوا من امتلاك قرية كاملة.
أما عن المناصب التي تقلدها أبن حزم، فكان وزير المرتضى في بلدة بلنسية وهي تقع في شرق أسبانيا، ولكنه تعرض للهزيمة، ووقع في السر أيضا، وبعد فك اسره عاد إلى قرطبة، وتولى وزارة صديقه عبد الرحمن المستظهر، ولكن لم يدم في ذلك المنصب لأكثر من شهر ونصف بسبب قتل صديقه، وسجن ابن حزم، ثم عفى عنه، وبعدها تولى مرة ثالثة الوزارة لعدة سنوات.