معلومات عن أصل اليهود
محتويات
كلمة يهودي ويهودية
يعودُ استخدام كلمة "يهودي" للعهد القديم من المصادر الدينية، خاصة أسفار الكتاب المقدس، التي أشارت إلى أن أصل الكلمة يعود ليهوذا بن يعقوب، وأطلق بعده على أبناء سبطه، ثم أطلق على سكان مملكة يهوذا التي عرفت باسم "بيت داوود" التي أسسها أبناء السبط مع أبناء بعض الأسباط الأصغر الذين كانون يعيشون جواره. وفي الوثائق الآثرية تنسب هذه المملكة إلى سلالة نبي الله الملك داود. وفي سفر الملوك الثاني 18، 26 ذكرت كلمة "يهودية" بوصفها اسمًا للهجة المحكية في مدينة أورشليم. ومنذ السبي البابلي أصبح كلمة يهودي تطلق على كل من خرج من مملكة يهوذا وواصل اتباع ديانتها وتقاليدها "مثلًا في سفر إستير". وفيما يأتي استعراض لمعلومات عن أصل اليهود.[١]
معلومات عن أصل اليهود
يعدّ اليهود العصريين أصل اليهود من نسل أهالي مملكة يهوذا الذين نسبوا إلى أربعة من بين أسباط بني إسرائيل الإثني عشر، وهم: يهوذا، وسمعون، وبنيامين، ولاوي، والذين افترقوا بعد سبي بابل وانهيار مملكة يهوذا إلى يهود وإلى سامريين، وبعدها تغيّرت الديانة اليهوديّة خاصة بعد دمار الهيكل الثاني في القرن الأول للميلاد، وكان أول ظهور لليهود بوصفهم مجموعة عرقية دينية في الشرق الأوسط في جزء من بلاد الشام خلال الألفية الثانية قبل الميلاد، وفي القرن الثاني للميلاد، انتشروا في جميع أنحاء العالم.[١]
ووفقًا لعلم الآثار فإن أصل اليهود من نسل الكنعانيين الذين سكنوا بلاد المشرق، وحسب التوراة فإن أصل اليهود يعود إلى الجد الأكبر إبراهيم، ومن بعده ابنه إسحاق ومن بعده ابنه يعقوب المعروف بإسرائيل وأولاده الإثني عشر، ثم بنوه الذين عاشوا في مصر القديمة ومن ثم صحراء سيناء، حيث أعطيت لهم التوراة من الله على يد موسى.[١]
وكان أصل اليهود من بني إسرائيل يعرفون بالعبرانيين نسبة لإبراهيم -عليه السلام- الذي عرف بالعبري؛ نسبة لعبوره النهر من أرض آشور واليهود هم من اتبع موسى وآمن باليهودية، التي هي أصل اليهود الديني وليس العرقي؛ إذ بعث موسى بعث إلى بني إسرائيل فقط، وكانوا حين ذاك أثنى عشر سبطًا، أحفاد يوسف وإخوته، الذين -حسب قصة يوسف عليه السلام- سكنوا بمصر بعد أن صار يوسف من وجهاء القوم فيها. حتى بعث الله فيهم موسى نبيًّا فجمع شملهم وحثهم على الخروج من مصر والعودة لموطن يعقوب وإسحاق.[١]
الديانة اليهودية
اليهودية هي ديانة الشعب اليهودي وعاشر أكبر دين في العالم كونها ديانة غير تبشيريّة، وهي ديانة توحيدية قديمة، وأقدم الديانات الإبراهيمية، وهي عقيدة سليمة صافية، لا تختلف عن عقيدة المسلمين، وتستند في تعاليمها على التوراة في نصها الأساسي التأسيسي دون تحريف ولا تبديل كما أنزلت على موسى حسب المعتقدات اليهودية، وتختلف عن الدين اليهودي المعروف الآن، الذي تعرض للكثير من التحريف والتبديل.[٢]
وتعدّ اليهودية التي نزلت على أصل اليهود من المتدينين اليهود تعبيرًا عن العهد الذي أقامه الله مع بني إسرائيل، وتضمّ هذه الديانة مجموعة من النصوص اللاهوتية وأشكال التنظيم. وتعتبر التوراة جزء من نص أكبر معروف باسم التناخ أو الكتاب المقدس العبري، وأحكام وشرائع التوراة التي تشرحها وتمثلها نصوص لاحقة مثل المدراش والتلمود. ويبلغ أتباع الديانة اليهودية بين 14.5 مليون إلى 17.4 مليون في جميع أنحاء العالم، ويعدّ تعداد اليهود قضية خلافية حول قضية "من هو اليهودي؟".[١]
تعدّ اليهودية الأرثوذكسية من أكبر الحركات اليهودية الدينية، فهي تضم اليهودية الحريدية واليهودية الأرثوذكسية الحديثة واليهودية المحافظة واليهودية الإصلاحية. وتعتبر مقاربة القانون اليهودي، وسلطة التقليد الرباني وأهمية دولة إسرائيل المصدر الرئيس للإختلاف بين هذه المجموعات؛ فاليهودية الأرثوذكسية ترى التوراة والشريعة اليهودية إلهية في الأصل، وأبدية وغير قابلة للتغيير، وأنه ينبغي إتباعها بصرامة. بينما تُعدّ اليهودية المحافظة والإصلاحية أكثر ليبرالية، وتعزز التفسير التقليدي لمتطلبات اليهودية بالمقارنة مع اليهودية الإصلاحية التي تنظر إلى القانون اليهودي بوصفه مجموعة من المبادئ التوجيهية العامة وليس مجموعة من القيود والواجبات التي يتطلب احترامها من جميع اليهود.
من هو اليهودي
في البحث عن أصل اليهود اليوم، يبرز سؤال: من هو اليهودي، فبعد تأسيس دولة إسرائيل في 1948 أصبحت هذه القضية قضية حادة إبعد إعلان الدولة جمع اليهود من جميع أنحاء العالم هدفًا لها، وسنت أنه من حق كل يهودي التوطن في إسرائيل. وحسب قانون العودة الإسرائيلي فإن اليهودي هو من ولد لأم يهودية أو اعتنق اليهودية، أما زوج اليهودية، وأولاده، وأزواج الأولاد، وأحفاده وأزواج الأحفاد فيتمتعون بالحقوق المنصوص عليها في "قانون العودة" ولو لم يعدّوا يهودًا. كذلك يعترف القانون الإسرائيلي بجميع أنواع التهود، بما في ذلك التهود حسب القواعد الإصلاحية الأمر الذي يحتجّ عليه الحاخامون المتحفظون.[٣]
وفي الشريعة اليهودية وخاصًة لدى المذهب اليهودي الأرثوذكسي يعدّ الشخص يهوديًا إن كان ابنًا لإمرأة يهودية، ويؤكد مكتب الحاخام الأكبر على المبدأ الأساسي القائل بعدم اعتراف المكتب والهيئات الأخرى بيهودية الطفل إلا شريطة أن تكون والدة الطفل يهودية.[٣]
حركات في اليهودية
عرفت اليهودية العديد من الحركات النابعة من معرفة أصل اليهود والعقيدة اليهودية، ودراسة علم اللاهوت، والتي يعود بعضها إلى فترات تاريخية قديمة جدًّا، وفيما يأتي استعراض لبعض الحركات من بداية أصل اليهود حتى اليوم الحاضر:
الحريديم
وهي من الطوائف اليهودية الأرثذوكسية، التي بلغت عام 2002 حوالي 7% من اليهود في المجتمع الإسرائيلي العلماني المعروف بالعلمانية؛ بسبب خصوبة الحريدم والزيادة الطبيعية العالية، إذ يصل عدد الولادات السنوية لدى الحريديم إلى 35 ألف ولادة بما يشكل 25% من مجموع ولادات إسرائيل، كما يتزوج في إسرائيل سنوياَ حوالي 5 آلاف زوج حريدي. ينجب كل زوج منهم ما بين سبعة إلى تسعة ولادات، وينتج عنها نسبًا عالية من الزيادات السنوية مقابل معدل ولادات منخفض نسبيًا للعلمانيين يتراوح بين 1-1.5 بنسبة زيادة سنوية: 1.6% فقط.[106][١]
الصهيونية
الصهيونية هي حركة قومية يهودية حديثة، على يد مفكرين يهود، وتطورت فكرتها في الجيتوهات اليهودية طيلة قرون عديدة. والصهيونية الدينية مرتبطة بفكرة الحنين إلى العودة إلى صهيون - كناية عن أورشليم- ذلك الحنين المشحون بالمعتقد الإسخاتولوجي الأخروي والخلاص بعد ظهور الماشيَّح أي الملك أو المسيح المخلص. لكن الصهيونية السياسية اعتمدت على كتاب تيودور هرتزل "الدولة اليهودية" الذي لقي انتشارًا واسعًا أدى إلى إعلان قيام دولة يهودية على أرض فلسطين في 14 مايو 1948.[٣]
قبّآلة
وتعرف أيضًا بالكابالا، وهي مجموعة من المعتقدات التراثية اليهودية المعقدة التي كانت تقتصر دراستها على دارسي التلمود من المتزوجين. والقبالة مهنة تابعة للرعاية الصحية تقدم فيها القابلات أو القبّالة من الرجال الرعاية للنساء المقبلات على الولادة خلال فترة الحمل، المخاض والولادة، وخلال فترة ما بعد الولادة. ويهتمون أيضا بحديثي الولادة وحتى سن ستة أسابيع، بما في ذلك مساعدة الأم في الرضاعة الطبيعية.[٤]
وتعدّ القابلات ممارسات مستقلات مختصات في الحمل منخفض المخاطر، والولادة، وما بعد الولادة. فهن بشكل عام يعملن لمساعدة النساء للتمتع بحمل صحي وولادة طبيعية. ويجري تدريب القابلات للتعرف والتعامل مع أى خروج عن المألوف. بينما أطباء التوليد مختصصين بأمراض الحمل وبالجراحة، وعلى هذا تكمل المهنتين كلاهما الآخر، ولكن غالبا ما يكون هناك اختلاف لأنه يتم تدريس أطباء التوليد على "إدارة المخاض بفاعلية"، في حين تدرس القابلات عدم التدخل إلا عند الضرورة.[٤]
الغنوصية
ظهرت أثناء فترة الحكم الفارسي والروماني ورافقها ظهور العديد من الأديان والاعتقادات والأساطير، التي أثّرت في بعض اليهود خاصة أسطورة وجود إلهين فيما يعرف بالغنوصية إله النور والخير من جهة وإله الظلام والشر من جهة أخرى.[٣]
القيادة الدينية اليهودية
ليس هناك هيئة إدارية واحدة للجماعة اليهودية، ولا سلطة واحدة مسؤولة عن العقيدة الدينية، بل هناك مجموعة متنوعة من المؤسسات العلمانيَّة والدينيَّة على المستويات المحلية والوطنية والدولية، تقوم بأعمال مختلفة في قيادة المجتمع اليهودي والعمل من أجل القضايا التي تهم الشأن اليهودي وتركز على أصل اليهود وقضيّتهم ونبوغهم، ليس على المستوى الديني فقط، وإنما في جميع المجالات، فعلى الرغم من أن اليهود يشكلون نسبة 0.2% فقط من سكان العالم، فإنّ أكثر من 20% من الحائزين على جائزة نوبل وساهموا في تطوير الحضارة الإنسانيّة، بما في ذلك العلوم والفنون والسياسة والأعمال كانوا من خلفيّة يهوديّة، وبدعم من القيادات الدينية اليهودية.[١]المراجع[+]
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "يهود"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 06-09-2019. بتصرّف.
- ↑ "نظرة عامة حول اليهودية واليهود"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 06-09-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "يهودية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 06-09-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "قبّالة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 06-09-2019. بتصرّف.