أدعية من القرآن لتفريج الكرب
الكرب والشدّة
جعل الله تعالى من سنن الدنيا أنّ لا شيء فيها دائم، فالإنسان يتقلّب حاله بين رخاءٍ وابتلاء، فقد يمتحن الله تعالى المسلم بالشدائد حتى يتقرّب إليه أو ليكفّر عنه ذنوبه وخطاياه، أو ليرفع الله تعالى بها درجته ويثيبه على صبره، ولم يَسلم أحد من الابتلاء فحتى الأنبياء قد ابتلاهم الله تعالى، ولكن الله -عزّ وجل- لا ينسى أولياؤه وإنما يُلقي في قوبهم الرجاء فيدعونه وينجيهم مما هم فيه، وفي ما يلي من المقال أدعية من القرآن لتفريج الكرب.
أدعية من القرآن لتفريج الكرب
تعددت الآيات التي يأمر الله تعالى بها عباده أن يدعونه ويتقربون إليه بطاعته واجتناب نواهيه، وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أدعية على ألسنة أنبياءه ورسله في مواقف مختلفة من دعوتهم لأقوامهم، والمسلم يقتدي بأنبياء الله فيدعو الله تعالى بما دعوه به، وهذه أدعية من القرآن لتفريج الكرب[١]:
- دعاء المؤمنين بعد غزوة أحد: عند الحديث عن أدعية من القرآن لتفريج الكرب، فأول ما يُذكر هو دعاء المؤمنين يوم أحد، فلمّا كانت غزوة أحد ورجع المشركين إلى مكة ظنًا منهم أنهم هزموا المسلمين وعزموا على اللحاق بهم للمدينة، ندب الرسول -صلى الله عليه وسلم- المسلمين للخروج وملاقاة المشركين وكانوا في كرب عظيم، فدعوا الله تعالى ولم يخشوا لقائهم فكان النصر من الله تعالى لهم، قال تعالى: { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ}[٢].
- دعاء يونس-عليه السلام- في بطن الحوت: اجتمع على يونس -عليه السلام- في بطن الحوت عندما التقمه ظلماتٍ ثلاث: ظلمة الحوت وظلمة البحر وظلمة الليل، ولكنه دعا الله تعالى بكلمات كانت سبب في نجاته من الغم وخروجه من بطن الحوت، قال تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ}[٣].
- دعاء نوح -عليه السلام- عندما كفر به قومه: ورد من دعاء نوح -عليه السلام في القرآن الكريم، قول الله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ * فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ}[٤]، وفي آية أخرى يخبر الله تعالى عن استجابته لنوح-عليه السلام- وتخليصه من الكرب، قال تعالى: {وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ}[٥].
- دعوة مؤمن من آل فرعون لدفع أذى فرعون: آمن رجل من قوم فرعون بموسى -عليه السلام- وأصبح يدعو قومه للإيمان وهم يدعوهم إلى الكفر، فلجأ لله تعالى بأن يخلصه من شرورهم، قال تعالى: {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ۖ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ}[٦]، وقيل أنّ من دعا بهذا هو موسى -عليه السلام-.
شروط الدعاء المستجاب
بعد ذكر أدعية من القرآن لفريج الكرب، لا بد من ذكر أمور تعين على حضور القلب وتجعل الدعاء أقرب للإجابة، وقد ذكرها العلماء واستنبطوها من كتاب الله وسنة رسوله-صلى الله عليه وسلم-، وأهمها ثلاثة هي:[٧]
- دعاء الله تعالى وحده لا شريك له والإخلاص في ذلك.
- ألا يكون الدعاء بإثم أو قطيعة رحم.
- أن يدعو المسلم وقلبه حاضر غير غافل أو منشغل بشيء آخر، وأن يكون موقنًا بالإجابة.
المراجع[+]
- ↑ "الدعوات المستجابة في القرآن الكريم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-09-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 173-174.
- ↑ سورة الأنبياء، آية: 88-89.
- ↑ سورة القمر، آية: 9-10.
- ↑ سورة الأنبياء، آية: 76.
- ↑ سورة غافر، آية: 44-45.
- ↑ "شروط الدعاء وأسباب الإجابة وموانعها"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-09-2019. بتصرّف.