الحر يعرف ما تريد المحكمة ؟ قصيدة ن
لمشاهدة الفديو علي اليوتيوب اضغط هنا
كلمات القصيدة
نم يا صغيري إن هذا المهد يحرسه الرجاءْ
من مقلةٍ سهرت لآلامٍ تثور مع المساء
فأصوغها لحناً مقاطعه تأجج في الدماء
أشدو بأغنيتي الحزينة ثم يغلبني البكاء
وأمدّ كفّي للسماء لأستحثّ خطى السماءْ.
نم لا تشاركني المرارة والمحنْ
فلسوف أرضعك الجراح مع اللبن
حتى أنال على يديك منىً وهبت لها الحياه
يامن رأى الدنيا ولكن لن يرى فيها أباه
غدك الذي كنا نؤمّل أن يصاغ من الورود
نسجوه من نارٍ ومن ظلمٍ تدجج بالحديد
فلكلّ مولود مكانٌ بين أسراب العبيد
المسلمين ظهورهم للسوط في أيدي الجنود
والزاكمين أنوفهم بالترب من طول السجود.
فلقد ولدت لكي ترى إذلال أمّه
غفلت فعاشت في دياجير الملمّه
مات الأبيّ بها ولم نسمع بصوتٍ قد بكاه
وسعوا إلى الشاكي الحزين فألجموا بالرعب فاه
أما حكايتنا فمن لون الحكايات القديمةْ
تلك التي يمضي بها التاريخ داميةً أليمةْ
الحاكم الجبّاروالبطش المسلّح والجريمة
وشريعةٌ لم تعترف بالرأي أو شرف الخصومة
ماعاد في تنّورها لحضارة الإنسان قيمة.
الحرّ يعرف ما تريد المحكمةْ
وقضاته سلفاً قد ارتشفوا دمه
لا يرتجي دفعاً لبهتانٍ رماه به الطغاة
المجرمون الجالسون على كراسي القضاة
حكموا بما شاؤوا وسيق أبوك في أصفاده
قد كان يرجو رحمةً للناس من جلاده
ماكان-يرحمُهُ الإله-يخون حبّ بلاده
لكنّه كيد المدلّ بجنده وعتاده
المشتهي سفك الدماء على ثرى بغداده.
كذبوا وقالوا عن بطولته خيانه
وأمامنا التقرير ينطق بالإدانه
هذا الذي قالوه عنه غداً يرَدّد عن سواه
مادمت أبحث عن أبيٍّ في البلاد ولا أراه
هو مشهدٌ من قصةٍ حمراء في أرضٍ خصيبة
كتبت وقائعها على جدرٍ مضرّجةٍ رهيبة
قد شادها الطغيان أكفاناً لعزّتنا السليبة
مشت الكتيبة تنشر الأهوال في إثر الكتيبة
والناس في صمتٍ وقد عقدت لسانهم المصيبة.
حتى صدى الهمسات غشّاه الوهن
لا تنطقوا إنّ الجدارله أذن
وتخاذلوا،والظالمون نعالهم فوق الجباه
كشياه جزّارٍ،وهل تستنكر الذبح الشياه؟
لا تصغ ياولدي إلى ما لفّقوه وردّدوه
من أنهم قاموا إلى الوطن الذليل فحرّروه
لو كان حقّاً ذاك ما جاروا عليه وكبّلوه
ولمَا رَموا بالحرّ في كهف العذاب ليقتلوه
ولما مشوا للحقّ في وهج السلاح فأخرسوه.
هذا الذي كتبوه مسموم المذاق
لم يبق مسموعاً سوى صوت النفاق
صوت الذين يقدسون الفرد من دون الإله
ويسبّحون بحمده ويقدّمون له الصلاة