الإعجاز-العلمي-في-قوله-النجم-الثاق
الإعجاز القرآني
أخبَرَ القرآن الكريم قبل ما يزيدُ عن ألف وأربعمئة عام، بحقائق علميّة كبيرة لم يستطع العلم اكتشافها إلّا بالعصر الحديث، أخبر بحقائق كونية تتعلَّق بنشأة الكون وأصل العالم، وأخبَرَ بحقائق علمية تتعلَّق بعلم الوراثة وغير ذلك، وهذا ما سمَّاه العلماء بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم، إنَّما يدل هذا الإعجاز على أنَّ الرسالة المحمدية التي جاء بها رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- رسالة صادقة حقيقية، رسالة عظيمة من عند الله، لا يشوبها خلل أو نقص كما يدعي الحاقدون، وهذا المقال سيسلّط الأضواء على سورة الطارق، إضافة إلى الحديث عن الإعجاز العلمي في قوله النجم الثاقب. [١]
مضامين سورة الطارق
سورة الطارق، سورة من سورِ كتاب الله -عزَّ وجلَّ- المكيّة التي نزلت على رسول الله -صلَّى الله عليه سلَّم- بواسطة الوحي جبريل -عليه السَّلام- في مكة المكرمة بعد نزول سورة البلد مباشرة، وهي من السور القرآنية التي بدأها الله -تبارك وتعالى- بالقسم، حيث يقسم في مطلعها بالسماء وبالطارق، قال تعالى: "وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النجم الثاقب" [٢]، هي من سور المفصل، تتألّفُ سورة الطارق من سبعَ عشرةَ آية، وهي السورة السادسة والثمانون في ترتيب المصحف، تقعُ في الجزء الثلاثين والأخير في كتاب الله، وتدور هذه السورة المباركة في مواضيعها حول أصول العقيدة الإسلامية من بعث ونشور وحساب، وقدرة الله على البعث بعد الموت، إضافة إلى أنَّها تقدّم دليلًا دامغًا على قدرة الله على بعث الناس وحسابهم بعد موتهم وفناء أجسادهم، كما أنَّ سورة الطارق تعدُّ من السور التي تكثر فيها آيات الإعجاز العلمي، فقد أخبرت بحقائق علمية كثيرة اكتشفها العلم الحديث مؤخرًا، أبرزها نظرية خلق الإنسان من نطفة، قال تعالى: {فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ * إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} [٣]، والله تعالى أعلم. [٤]
الإعجاز العلمي في قوله النجم الثاقب
مع تطوُّر العلم ووصول البشر بعقولهم إلى حدِّ رَصد حركات النجوم في السماء، أوضح التصوير الزمنيّ الذي امتد طيلة عشر سنوات إنَّ حركة النجوم حول الثقب الأسود متباينة ومختلفة بين نجم وآخر، بحسب بُعدِ هذه النجوم عن هذا الثقب، وهذا الثقب يتواجد في مراكز المجرات في الكون، وهو النواة الأساسيّة في بناء هذه المجرات وتكوينها، وهو ثقب هائل يبتلع الغاز والدخان من المجرة ويبتلع النجوم أيضًا، فحجمه يتجاوز أضعاف حجم النجوم، فبكل هذه العظمة أقسم الله تعالى في قوله: {النجم الثاقب} [٥]، أقسم بهذا النجم الثاقب العظيم، إنَّما هذا من صُور الإعجاز العلمي في كتاب الله، فهذه العظمة وهذا النجم لم يكن معروفًا في الفترة التي نزل فيها كتاب الله على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وقد فسَّر الصحابة الكرام والتابعون وأهل العلم هذه الآيات وفقَ ما تقتضيه اللغة العربية، قال ابن كثير رحمه الله: وقوله: الثاقب، قال ابن عباس: المضيء، وقال السدي: يثقب الشياطين إذا أرسل عليها، وقال عكرمة: هو مضيء ومُحرِق للشيطان"، وقال الطبري أيضًا في تفسيره: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ} يقول تعالى: ذكره لنبيّه محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم-: وما أشعرك يا محمد ما الطارق الذي أقسمتُ به؟ ثم بين ذلك جلّ ثناؤه، فقال: هو النجم الثاقب، يعني: يتوقد ضياؤه ويتوهَّج"، والله أعلم. [٦]المراجع[+]
- ↑ الإعجاز العلمي في القرآن الكريم, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 05-03-2019، بتصرّف
- ↑ {الطارق: الآية 1-2-3}
- ↑ {الطارق: الآية 5-8}
- ↑ سورة الطارق, ، "www.al-eman.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 05-03-2019، بتصرّف
- ↑ {الطارق: الآية 3}
- ↑ تفسير قوله تعالى : (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ), ، "www.islamqa.info"، اطُّلِع عليه بتاريخ 05-03-2019، بتصرّف